الرابحون من كورونا .. أمازون المستفيد الأكبر هذا العام

نشر موقع «بازفيد» الأمريكي تقريرا، تحدث فيه عن القطاعات التي سجلت أرباحا خلال جائحة «كورونا» في كافة دول العالم المتضرر منه.
وأوضح الموقع أن «القوى والعوامل التي لعبت دورا في جعل عام 2020 أسوأ الأعوام من الناحية الاقتصادية، هي نفسها التي استفادت منها وزادت ثرواتها أطنانا على أطنان».
وأضافت أن «من كان بحاجة إلى دليل على أن العالم بني للأثرياء، فما عليه إلا أن ينظر إلى التباين في الثروة هذا العام. ففي الوقت الذي أصاب الفيروس ملايين الأمريكيين، وأفقدهم عملهم، ونشر الجوع بينهم، وزاد من ديونهم، بل وجعلهم على حافة فقدان بيوتهم، فعلى الجانب الآخر هناك من زادت ثروتهم التي حمتهم من سوء حظ البؤساء ،وأصبحوا أغنى مما كانوا عليه في هذا العام الملعون. وهذا هو واقع عام 2020، فالقوى التي ساهمت في جعله رهيبا هي التي زادت من ثرواتها».
ومع حصول أكثر من 20 مليون أمريكي على معونة بسبب فقدانهم عملهم، زادت ثروة المليارديرات الأمريكية بـ931 مليار دولار هذا الخريف، والتي تعادل ميزانية اقتصاد هولندا .
ويرى الموقع أن «التباين في الثروة يعكس الطريقة التي بني فيها النظام المالي والسياسي والشركات لكي ينفع من يملكون أكثر في زمن الخسارة الواسعة، ويستبعد من لا يملكون؛ فمن لديهم أموال وأرصدة ومدخرات، رأوا زيادة في أموالهم هذا العام، أما من لا رصيد لهم في السوق المالي، فقد واجهوا ظروفا خطيرة».
قطاع آخر استفاد من الجائحة، هو الشركات التكنولوجية، والتي انتعشت بسبب الإقبال غير المسبوق عليها، لا سيما من أجل توفير احتياجات العمل عن بعد.
كما استفادت الشركات الكبيرة من انهيار الأعمال والمصالح التجارية الصغيرة.
وفي الوقت نفسه، فعملية التعافي الاقتصادي المتوقعة العام المقبل ستنتشر بشكل غير متساو؛ نظرا لأن البنى الاقتصادية والمالية مصممة لكي تنفع الأثرياء. وبالنظر للرابحين والخاسرين من مأساة عام 2020، يمكن فهم حجم التباين في الثروة.
فشركات توصيل الطلبات، مثل غرابهاب ودورداش، شهدت زيادة في الطلبات، خاصة أن معظم الناس التزموا بيوتهم، ولم تعد المطاعم مفتوحة لتناول الطعام فيها.
بل وباتت هذه المطاعم تعتمد على الشركات هذه؛ حتى لا تخسر أعمالها، رغم العمولة العالية التي تتلقاها على الطلبات.
وكانت شركة أمازون المستفيد الأكبر من أزمة العام الحالي. ففي التسعة أشهر التي شهدت إغلاق المتاجر أبوابها، زادت أرباح أمازون بنسبة 70 بالمئة، أي 14.1 مليار دولار.
وقال مدير تنفيذي في الشركة: «لا يزال المتسوقون عبر أمازون برايم يواصلون مشترياتهم بتردد مستمر، ومن كل الفئات، وأعلى مما كان عليه الوضع قبل الوباء».
وكانت زيادة سعر السهم في السوق المالي منذ آذار/ مارس سببا في زيادة ثروة جيف بيزوس، مؤسس الشركة، من 74 مليار دولار هذا العام إلى 190 مليار دولار.
وفي الوقت نفسه، سجلت إصابة 20.000 من الموظفين بكوفيد-19، واحتج العمال مطالبين بزيادة في الرواتب، وحماية أكثر أثناء الوباء. وقالت الشركة إنها أنفقت 750 مليون دولار على عمال الخطوط الأمامية، و500 مليون أخرى كعلاوات في بداية العام، وأنشأت صندوق إغاثة بقيمة 25 مليون دولار لدعم العمال الذين يعانون من مصاعب بسبب الحجر الصحي. وتبرع بيزوس بـ791 مليون دولار لمواجهة التغيرات المناخية، و100 مليون أخرى لإطعام أمريكا.
وبالإضافة لشركات التوصيلات، استفادت الشركات الكبرى التي تنتج الطعام والمواد الغذائية الأخرى فشركة تايسون التي تنتج الدجاج ولحم البقر والخنزير زادت أرباحها في هذه السنة المالية إلى 2.15 مليار دولار، في وقت أصيب آلاف من عمالها بفيروس كورونا.
أما وولمارت، فقد زادت مواردها بنسبة 6.5% إلى 407 مليارات دولار، وذلك ما بين فبراير إلى أكتوبر، مقارنة مع العام الماضي، بزيادة نسبة في التعاملات التجارية عبر الإنترنت، وزيادة أرباح بنسبة 45%، لكن عددا كبيرا من موظفيها خسروا أعمالهم.
ورغم تعهد بعض شركات الأدوية بعدم الاستفادة ماليا من الوباء، مثل جونسون أند جونسون وأسترا زينكا، إلا أن شركات أخرى استفادت مثل موديرنا، التي وقعت عقدا بـ1.5 مليار دولار مع الحكومة الأمريكية لتوفير 100 مليون حقنة من اللقاح الذي طورته بدعم 995 مليون من الحكومة، ما يضع استثمار الحكومة الإجمالي عند 2.48 مليار دولار.
أما فايزر التي طورت لقاحها دون دعم من الحكومة، فقد وقعت عقدا بـ4 مليارات دولار مع الحكومة لتوفير 200 مليون حقنة من لقاحها. ويتوقع أن تزيد أرباح الشركتين من اللقاح، ما أثار نقدا. وزادت ثروة مدير موديرنا ستيفان بانسل إلى 4.8 مليارات دولار هذا العام، وارتفعت أسهم الشركة في السوق المالي بشكل خيالي، ولم تعلق أي من الشركتين.
ولأن الناس لم يحصلوا على الفحص الروتيني أو الاختياري هذا العام، فقد زادت أرباح شركات التأمين، مثل «يونايتد هيلث» أكبر شركة تأمين في البلد، والتي زادت أرباحها الإجمالية بنسبة 27% أي 13.4 مليار دولار.
وزادت أسعار الشركة منذ مارس، وقال متحدث باسمها: «لقد اتخذنا الخطوات اللازمة لمساعدة العاملين معنا وعائلاتهم ومجتمعاتنا والنظام الصحي بشكل عام». وفي الوقت الذي لم تدفع فيه الشركة تسويات مالية لعملاء، وظلت تحصل على رسوم خدمة من النخب الأول، إلا أن بعض الزبائن تحدثوا عن مصاعب للحصول على تغطية للتأمين حالة الإصابة بكوفيد-19.
وربما وجدت شركات التأمين نفسها أمام مشكلات حالة لم يتحسن الاقتصاد العام المقبل. واستفادت مكاتب الائتمان التي تجمع المعلومات عن العملاء لتحديد القرض الذي يمكن الحصول عليه، ومن هذه الشركات «إيكويفاكس»، التي انتفعت من عمليات شراء البيوت عام 2020. وتقدم الشركة تقارير ائتمان خاصة لشركات الرهن العقاري. وزادت مواردها من الرهن العقاري منذ الصيف بنسبة 90%.
كم ستجني «فايزر-بيونتيك»

توقع محللون أن تحقق شركتا فايزر وموديرنا إيرادات بنحو 32 مليار دولار في العام المقبل جراء بيع اللقاحات ضد فيروس كورونا- CC0
وقال هان، وفقا لرويترز، إن إدارته لم تضح بالسلامة من أجل السرعة، نافيا التقارير الصحفية التي قالت إن إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب هددت بإقالته إذا لم توافق إدارة الأغذية والعقاقير على الترخيص للقاح بحلول تاريخ معين، ووصف هذه التقارير بأنها غير دقيقة.
وكانت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية قد منحت تصريحا بالاستخدام الطارئ للقاح الذي تم تطويره مع الشريك الألماني بيونتيك والذي ثبت أنه فعال بنسبة 95 بالمئة في منع المرض في مرحلة متأخرة من التجارب.
وقالت الإدارة إنه يمكن إعطاء اللقاح لمن هم في سن الـ 16 فأكثر. ومن المتوقع أن يكون العاملون في مجال الرعاية الصحية وكبار السن في مرافق الرعاية طويلة الأجل المتلقين الرئيسيين خلال أول جولة من اللقاح والتي تبلغ 2.9 مليون جرعة.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقطع مصور بث على تويتر: «الولايات المتحدة هي أول دولة في العالم تنتج لقاحا آمنا وفعالا يمكن التحقق منه. إن إنجاز اليوم تذكير بالإمكانيات غير المحدودة لأمريكا».
وكانت قد تمت الموافقة على لقاح فايزر/بيونتيك لأول مرة في بريطانيا في وقت سابق من هذا الشهر وبدأ سكان المملكة المتحدة في تلقي اللقاح يوم الثلاثاء.
كما أجازت كندا اللقاح وتتوقع أن يبدأ التطعيم هذا الأسبوع. ووافقت المكسيك والبحرين على لقاح فايزر.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة بيونتيك الألمانية إن أكبر تحد يواجهها وشريكتها فايزر الآن بعد أن تمت إجازة لقاح كوفيد-19 في الولايات المتحدة سيكون زيادة التصنيع لتلبية الطلب الضخم.
وقال أوجور شاهين في مقابلة لرويترز: «علينا حل مشكلة التصنيع»، مضيفا: «من الواضح جدا أن هناك حاجة لجرعات أكثر. ونعالج هذه المسألة وهي كيف ننتج جرعات أكثر.»
وقالت الشركتان إنهما ستنتجان ما يصل إلى 1.3 مليار جرعة من اللقاح العام المقبل.
وتوقع شاهين أن تحصل الشركات على موافقة مشروطة من وكالة الأدوية الأوروبية بحلول نهاية الشهر ويمكن أن تبدأ في طرح لقاح في الدول الأوروبية في أوائل العام المقبل.
ومن بين الطرق التي يأمل شاهين أن يزيد بها المعروض تقديم موعد الحصول على مصنع بيونتيك الذي تبلغ طاقته 750 مليون جرعة سنويا الذي تم شراؤه من شركة نوفارتيس في ماربورج بألمانيا.
وقالت شركة بيونتيك إنها ستبدأ في صنع اللقاح هناك في النصف الأول من عام 2021، لافتا إلى أنهم يعملون على تطويره وتشغيله وفقا لجدول زمني سريع.
وتوقع محللو وول ستريت أن تحقق شركتا فايزر وموديرنا إيرادات بنحو 32 مليار دولار في العام المقبل جراء بيع اللقاحات ضد فيروس كورونا، بحسب «سي أن بي سي».
كما توقع بنك مورغان ستانلي أن تحقق شركة فايزر إيرادات من بيع اللقاح بقيمة 19 مليار دولار في عام 2021، بالإضافة إلى 975 مليون دولار في العام الجاري.
ومن المتوقع أن تحصل فايزر على إيرادات إضافية من عملية بيع اللقاح حول العالم بنحو 9.3 مليارات دولار في عامي 2022 و2023 معاً، بحسب مورغان ستانلي.
يذكر أن فايزر ستقتسم العوائد الناتجة عن بيع اللقاح ضد الفيروس مع شريكتها الألمانية المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية BioNTech.
وفي أسواق المال، سجلت أسهم شركتي «فايزر» و»بيونتيك» مكاسب بنحو 11%، 275% على الترتيب. وبلغت القيمة السوقية لـ «فايزر» نحو 229 مليار دولار. في حين بلغت القيمة السوقية لـ «بيونتيك» نحو 31 مليار دولار.
وعلى جانب موازٍ، أشار غولدمان ساكس إلى أن «موديرنا» ستحصد إيرادات بقيمة 13.2 مليار دولار من لقاحها الخاص بمقاومة عدوى «كورونا» في العام المقبل.
في حين أبدى «مورغان ستانلي» تفاؤلا أكبر بشأن العوائد المحتملة، مشيراً إلى أنها قد تتراوح بين 10 إلى 15 مليار دولار في عامي 2021 و2022.


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 31/12/2020