الرباط ترتدي حُلّة دولية جديدة: هكذا تستعد العاصمة لاحتضان أكبر التظاهرات الرياضية

 

تشهد مدينة الرباط خلال السنوات الأخيرة طفرة عمرانية وتنموية لافتة جعلتها في صدارة المدن المغربية القادرة على استضافة تظاهرات رياضية كبرى بمعايير دولية. هذه الدينامية التي تعرفها العاصمة ليست مجرد مشاريع متفرقة، بل رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز جاذبية المدينة وتحسين جودة الحياة فيها، مع توفير بنية تحتية رياضية وسياحية متكاملة.
انطلقت عملية التأهيل من تحديث شبكات الطرق والمحاور الرئيسية لضمان انسيابية الحركة، خاصة تلك التي تربط مراكز الإقامة بالملاعب والقاعات الرياضية. كما شملت العملية توسعة الأرصفة، وإعادة تنظيم حركة السير، وتحسين الإنارة العمومية، ما يعكس استعداداً واضحاً لاستقبال وفود رياضية وجماهير غفيرة خلال الفعاليات المقبلة.
وفي سياق متصل، شهد قطاع الإيواء قفزة مهمة مع افتتاح وتجديد عدد من الفنادق المصنفة، إضافة إلى مشاريع فندقية جديدة تستجيب للمعايير الدولية، ما يضمن تنوع العروض واستيعاب أعداد كبيرة من الزوار. وترافق هذا التطوير مع ارتقاء في جودة الخدمات السياحية، بما في ذلك المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية التي أصبحت أكثر حداثة وتنظيماً.
أما على مستوى النقل، فقد عززت الرباط موقعها بشبكة قطارات سريعة تربطها بالمدن الكبرى في وقت قياسي، إلى جانب تطوير محطات القطار والحافلات والترامواي، مما يسهل تنقل الرياضيين والمسؤولين والجماهير بين المرافق المختلفة بكل سلاسة.
كما تتم مواصلة توسيع المساحات الخضراء وإنشاء حدائق حضرية تمنح المدينة طابعاً بيئياً متميزاً وتساهم في تحسين جاذبيتها السياحية.
وتأتي هذه الجهود متزامنة مع تحديث عدد من المنشآت الرياضية الكبرى، سواء عبر بناء ملاعب جديدة أو تجديد المرافق القائمة لتصبح أكثر قدرة على استضافة مسابقات إقليمية ودولية. وتشمل هذه المرافق ملاعب كرة القدم، القاعات المتعددة الاختصاصات، ومراكز التدريب المجهزة بأحدث التقنيات.
بهذه المشاريع الطموحة، تثبت الرباط أنها ليست فقط عاصمة سياسية، بل أيضاً مركز رياضي واعد قادر على استضافة أحداث كبرى بمستوى عالمي. وتواصل المدينة سباقها نحو المستقبل بثقة، مُحولة التطوير الحضري إلى رافعة لتعزيز صورتها الدولية واستقطاب المزيد من الفعاليات الرياضية والسياحية.


الكاتب : عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 29/11/2025