تداعي جدران، سقوط أشجار، تهاوي أعمدة كهربائية ولوحات تشوير …
اختارت فئات عريضة من المواطنين البقاء في منازلها أول أمس الأحد وعدم الخروج إلى الشارع، وقررت أخرى تعليق سفرها إلى موعد لاحق، لتفادي وقوع أي حادث غير مرغوب فيه بسبب الرياح القوية التي هبّت على العديد من المدن والغبار الذي كسا السماء الزرقاء باللون البني وحجب الرؤية، مما أدى إلى تفشي حالة كبيرة من الخوف والقلق، خاصة بعد تداول مجموعة من الصور والتسجيلات بالفيديو التي وثقت لحوادث مختلفة، تسببت فيها التغيرات المناخية التي عرفتها بلادنا، بشكل أو بآخر.
وشهدت العديد من المناطق التي كانت موضوع نشرة إنذارية، بعضها من مستوى يقظة أحمر، توقع هبوب رياح قوية مع تطاير الغبار من 100 على 110 كيلومتر في الساعة، وبعضها الآخر من مستوى يقظة برتقالي، توقع أن تتراوح سرعة الرياح ما بين 75 و 95 كيلومتر في الساعة، إضافة إلى أمطار قوية أحيانا رعدية، حالة استنفار كبيرة، خاصة بعد تسجيل حوادث للسير، كما هو الحال على مستوى الطريق السيار الرابط بين الصويرة وأسفي وكذا بين مراكش والدارالبيضاء، إضافة إلى تفكك وسقوط العديد من علامات التشوير، في عدد من المقاطع الطرقية وداخل المدار الحضري لمجموعة من المدن، كما هو الشأن بالنسبة للدارالبيضاء.
حوادث لم تقف عند حدود سقوط علامات التشوير والأعمدة الكهربائية والأشجار فقط، بل شملت حتى تداعي أجزاء من منازل سكنية، كما وقع في حي الداخلة بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالعاصمة الاقتصادية، حيث سقط جزء من واجهة منزل على عامل نظافة، تسبب في إصابته بإصابات متفاوتة على مستوى الظهر، مما تطلب نقله إلى المستشفى من أجل إجراء الفحوصات اللازمة وتلقي العلاجات المطلوبة. وتكرّر سيناريو التداعي والانهيار الجزئي لجدران بنايات وأسوار مستودعات في أكثر من مكان أول أمس الأحد، والذي أسفر عن خسائر مادية مختلفة، طالت بالأساس سيارات العديد من المواطنين التي كانت مركونة في الشارع العام.
وساد الخوف نفوس العديد من المواطنين بسبب سرعة وقوة الرياح العاصفة التي هبّت على مناطق مختلفة، خاصة في الأحياء الشعبية، كما في الدارالبيضاء نموذجا، حيث تنتشر المنازل المتداعية للسقوط بدرب السلطان والمدينة القديمة والحي الحسني وغيرها، خوفا من انهيارات، قد تؤدي إلى أزمة جديدة، يعتبر عدد من قاطني هذه الدور أنهم في غنى عنها، والتي لن تزيد إلا من تعميق معاناتهم وتأزيم وضعيتهم.
وفي سياق ذي صلة، أربكت الرياح العاصفية التي شهدتها بلادنا يوم الأحد حركة الطيران أيضا، مما تسبب في العديد من المشاكل من أجل تأمين تغيير وجهات الطائرات من مطار محمد الخامس بالدولي بالدارالبيضاء نحو مطاري مراكش وأكادير، في الوقت الذي تم فيه تعليق عدد من الرحلات، ذلك إلى حين استقرار الوضعية المناخية، وهو ما تم لاحقا لتعود الحياة في هذا المطار ومدرّجاته إلى سابق عهدها. كما شهدت بلادنا مساء نفس اليوم تساقط كميات مطرية مهمة، كتلك التي عرفتها طنجة، والتي كانت قوية، وتم تداول تسجيلات تبين ارتفاع منسوب المياه، التي يبقى الجميع متعطشا لها ويأمل في سقوطها من أجل إنقاذ الموسم الفلاحي ولتخزين المياه التي هي أساس الحياة.
وجدير بالذكر على أن الفرق التابعة للجماعات الترابية والسلطات المحلية قد نزلت إلى الشارع العام فور تداول صور تساقط أشجار ولوحات إشهارية وغيرها، وذلك لإزاحتها عن الطريق العام، وللعمل على معاينة وتفقد تلك المنتصبة في الشارع العام، قصد اتخاذ ما يلزم من تدابير للحيلولة دون تسجيل حوادث قد تكون لها أضرار متفاوتة الخطورة.