السلطات الإسبانية تؤكد أن تحديد أسباب انقطاع الكهرباء يتطلب «عدة أيام»

بعد مرور نحو أسبوع على الانقطاع الواسع النطاق للتيار الكهربائي في شبه الجزيرة الإيبيرية، أعلنت وزيرة التحول البيئي الإسبانية أن تحديد أسبابه سيستغرق «عدة أيام»، ملمحة إلى احتمال حدوث خلل في المنشآت الكهروضوئية.
وقالت سارة أجيسين في مقابلة مع صحيفة «إل باييس» نشرت الأحد «نتحدث عن عدة أيام أخرى» لمعرفة الأسباب الدقيقة للحادث، مشيرة خصوصا إلى أن «النظام الكهربائي معقد للغاية».
وأكدت الوزيرة أن «كل الفرضيات مطروحة»، حتى فرضية «الهجوم السيبراني».
بعد أن سئلت عدة مرات عن الدور المحتمل للطاقات المتجددة في هذا الانقطاع، أقرت أجيسين بإمكان وقوع خلل في المنشآت الكهروضوئية في جنوب غرب إسبانيا، كما سبق أن ذكر مدير شبكة الكهرباء الوطنية.
وقالت المسؤولة «حتى اليوم، لا نعرف ما المرافق في النظام التي توقفت عن العمل»، مضيفة «قد يكون الحديث عن الطاقة الشمسية الكهروضوئية متسرعا».
وشددت على أن «الطاقات المتجددة ليست خطيرة في ذاتها»، وأن «إلقاء اللوم عليها باعتبارها سبب الحادث» هو «تشخيص سهل» و»غير مسؤول وتبسيطي».
في أعقاب الانقطاع، تساءل الخبراء عما إذا كان الخلل المحتمل بين إنتاج الكهرباء والطلب عليها والذي يصعب تصحيحه بدون تقنيات كافية في شبكة تساهم فيها بقوة طاقة الرياح والطاقة الشمسية، قد ساهم في انهيار النظام الإسباني.
لكن الوزيرة أشارت إلى أن إنتاج الكهرباء في البلاد يتم عبر «مزيج من الطاقة منذ فترة طويلة»، مستبعدة إمكان «دخول كمية كبيرة من الطاقة المتجددة إلى النظام، إذ كانت هناك أيام أخرى عديدة شهدت إنتاجا أكبر للطاقة الشمسية في إسبانيا، وانخفاضا على الطلب بشكل أكبر، وعمل خلالها النظام بشكل جيد للغاية».
وأكدت سارة أجيسين أن «الطاقات المتجددة تسمح لإسبانيا بتحقيق استقلال مهم للغاية في مجال الطاقة في عالم هش جيوسياسيا».
وانقطعت الكهرباء على نطاق واسع في إسبانيا والبرتغال يوم الاثنين 28 أبريل الماضي، ما أدى إلى تعطل شبكات الهاتف المحمول والإنترنت وتوقف القطارات، قبل أن يعود التيار إلى بعض المناطق بعد ساعات.
وشهدت العاصمة الإسبانية مدريد وغيرها من المدن، مسارعة السكان لسحب الأموال من البنوك، وامتلأت الشوارع بالحشود التي حاولت عبثا الحصول على إشارة على الهواتف المحمولة. وعلق آخرون في المصاعد أو داخل المرائب.
وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي محطات المترو غارقة في الظلام، مع توقف القطارات، وأشخاصا في مكاتب وممرات يستخدمون أضواء هواتفهم للرؤية.
وتعطلت إشارات المرور، الأمر الذي أجبر المركبات على التباطؤ لتجنب الاصطدامات، ودفع الشرطة إلى تكثيف توجيه حركة المرور عند التقاطعات.
كما سادت الفوضى حركة النقل في برشلونة، ثاني أكبر مدينة في إسبانيا من ناحية عدد السكان، حيث تدفق السكان المحليون والسياح على حد سواء إلى الشوارع في محاولة لمعرفة ما حدث.
وفي البرتغال المجاورة، قالت شركة الكهرباء يومها إن شبه الجزيرة الإيبيرية بأكملها تأثرت بانقطاع الكهرباء، وهي منطقة تشمل 48 مليون نسمة في إسبانيا و10,5 ملايين نسمة في البرتغال.
وقالت منظمة مراقبة النقل الجوي الأوروبية (يوروكونترول) إن انقطاع التيار الكهربائي تسبب في تعطل الرحلات الجوية من وإلى مدريد وبرشلونة ولشبونة.
وانقطعت الكهرباء أيضا لفترة وجيزة في جنوب غرب فرنسا، حسبما أعلنت شركة تشغيل الكهرباء المحلية مؤكدة عودة التيار مذاك.
وبعد ساعات عديدة من انقطاع التيار الكهربائي، عاد على الصعيد الوطني في إسبانيا، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 29 أبريل، وفي البرتغال، قالت الشركة المشغلة للشبكة صباح نفس اليوم، إن إمدادات الكهرباء عادت إلى طبيعتها في البلاد.
وأعرب رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، عن شكره للمغرب على تضامنه وتعاونه في استعادة إمدادات الكهرباء في عدة مناطق بإسبانيا.
كما توجه سانشيز بالشكر إلى فرنسا التي دعمت إمدادات الكهرباء في مناطق شمال إسبانيا.
وأكد سانشيز في خطاب متلفز، أن استعادة الخدمة جزئيا في مناطق الشمال والجنوب من إسبانيا كانت ممكنة «بفضل الربط البيني مع فرنسا والمغرب». وأضاف: «أود أن أشكر هذين البلدين على تضامنهما في هذه اللحظة».
وقدم المغرب دعما رئيسيا لإسبانيا بعد انقطاع الإمدادات، بناء على طلب شبكة الكهرباء الإسبانية، حيث فعل ربطه الطاقي مع الجار الشمالي للمساهمة في استعادة الإمدادات في عدة مناطق متضررة.


بتاريخ : 06/05/2025