صدر كتاب متفرد في عنوانه للمفكر المغربي أحمد بلحاج آية وارهام، عن دار رنة للنشر والتوزيع في طبعته الأولى 2025م في القاهرة.
يواصل الباحث والشاعر بهذا الإصدار الماتع، تأملاته العميقة بأسلوب آسر ومتجدد. فقد تعرض فيه إلى مَشاهد التكالب على بريق الحياة، وبروق شهواتها، وإلى التصفية والتجريح لكل منافس في شأن ما، مما جعله يتوجس تقريبا من كل ما يدور حوله، لأن الصدق انمحق، وحصان (الأنا) انطلق، وجُنَّ مَن يأملون أن يصفو الزمن، وتُشرق الحقيقة.
ولم يبق أمامه سوى الغوص في نهر الظن، بعقلٍ لم يَخْبُ فيه التأمل، ولم تذبل نظراته، خاصة في ما يجري في الحياة بكل جهاتها الثقافية واللغوية والشعرية والجمالية والفكرية .
ولأن العالم تَحَوَّل إلى آلافِ الدَّرَجات اللوْنِيَّة، فقد مشى الكاتب بخطواته الواسعة جهة جراح الواقع، فكان يرهف السمع للظل المتكلم في ذاته وهو يعبر معه بوابة اليقين حيث الحب والجمال الأسنى، باحثا عن نبتة خَضِلة في صحراء الوجدانات.
إنها نصوص تحمل رؤى مختلفة، تخرج من جُب الذات وهي تتغيا الاختلاف، والاحتفاء بقيمة الإنسان في هذه الأرض، لتبقى الكتابة تلك الرئة القادرة على التنفس في وجود معطوب وملوث، وهي الضوء الذي يعطي لحياتنا معنى، لعل أزهار الوجود تتناغم في أرواحنا رغم كل الخيبات والاهتزازات.