الشاعر عبد الكريم الطبال يفوز بجائزة الأمير عبد الله الفيصل لأكاديمية الشعر العربي

بترشيح من بيت الشعر في المغرب، فاز أول أمس الأحد 3 مارس 2024، الشاعر عبد الكريم الطبال بجائزة الأمير عبد الله الفيصل للشعر العربي في دورتها الخامسة في صنف التجربة الشعرية.
يعتبر الشاعر المغربي المخضرم عبد الكريم الطبال من رواد الشعر بالمغرب والوطن العربي، نشر أولى قصائده في نهاية الأربعينات، وصدرت أعماله الكاملة سنة 2000، لكن ما صدر بعدها يفوق ما تضمنته أعماله الكاملة. وقد توج بجوائز أدبية رفيعة داخل المغرب وخارجه.
تمتد التجربة الشعرية عند عبد الكريم الطبال إلى ستة عقود ونيف، حيث افتتح بديوانه «الأشياء المنكسرة»( 1964) بواكير الشعر الستيني، وأثر بمواقفه وأفكاره في عمل «جمعية أصدقاء المعتمد» كجهة مناصرة لحداثة الشعر المغربي. وفي قصائده الأولى، كان الشاعر مثل غيره من مجايلي عصره يكتب القصيدة التي تنصت لهواجس الذات في علاقتها بالواقع وإكراهاته التي طبعت مرحلتي الستينيات والسبعينيات، لكن بدرجة أخف لها؛ بعد أن احتمى مُبكرا بمشاغله الذاتية من رومانسية واقعية إلى أخرى رؤياوية أكثر تحررا.
في ديوانيه «فراشات هاربة» وفي «ناسك الجبل»، وفي معظم شعره، لا يستعيد عبد الكريم سيرته إلا استعاد معها شفشاون، وطفولته في شفشاون، وبيته الأول في شفشاون، ومحاولاته الشعرية في شفشاون. وفي هذه السيرة المتشابكة يعتقد أن حياته انتهت بكليتها وتفاصيلها مع انتهاء الطفولة. والمتتبع لشعره يجده محتفيا بالمكان وبالطفولة في المكان أيما احتفاء، كأنه يكتب الطفل الذي كانه عبر ما يستعيده وما يتذكره ويتخيله؛ وهو إذاك طفل هُلامي، عابر، لا زمني ومُتخيل بالفعل. وهكذا، فالطفولة في نظره مستمرة، واستعادتها في شعره حاجة وجودية من أجل أن يحيا في كل مرة من جديد، ومن أجل أن يبعث ذاته من رفات النسيان، ومن أجل الحياة في طبيعتها الفطرية. فالأشياء والكائنات والأحاسيس والأفكار النابعة من زمن الطفولة الضائعة تظل في هذا الشعر ذات بريق خاص ودلالات سحرية معينة ونكهات روحانية غريبة، وهي التي تصعد به كل صباح إلى «عين الماء» وتنزل معه إلى أجراس الفضة والحنين.
حظي الشاعر في مهرجان أصيلة عام 2004 بجائزة تشيكايا أوتامسي عن مجموع أعماله، وفي عام 2016 نال جائزة المغرب للكتاب عن ديوانه «نمنمات». و لا تزال إشراقاته الشعرية تومض منذ « الأشياء المنكسرة»، مرورا بـ»الطريق الى الانسان وهو «عابر سبيل» قبل أن يمطرنا في آخر دواوينه حبا «رميا بالورد».
وفي تهنئة من بيت الشعر في المغرب للشاعر عبد الكريم الطبال على تتويجه المستحق بهذه الجائزة، نوه البيت بالمسار الرفيع الذي خطه الطبال منذ انتسابه للأفق الشعري،» ناسكا في محراب القول المدهش هو الذي كرس بداياته الشعرية لتحقيق النقلة النوعية التي كان لها الأثر البالغ في توطين بذرة الحداثة في الشعر المغربي إلى جانب رفاقه محمد السرغيني، أحمد المجاطي ومحمد الخمار الكنوني، لتتوالى إسهاماته على مدى عُمُرٍ شعريّ خصب ومديد، عمل خلاله على كتابة سيرة الشعر المغربي في لحظة التحامه بسيرة الإنسان مع استغوار شعري للذات والسفر بها نحو جغرافيات التأمل والعزلة، وهو ما أسفر عن منجزٍ شعري نجح في عبور أجيال الشعري المغربي منذ خمسينيات القرن الماضي إلى اليوم».
تتكون الجائزة من خمسة فروع، من بينها فرع التجربة الشعرية التي يمنحها مجلس أمناء الجائزة لأحد الشعراء العرب على مجموع أعماله الشعرية وفق معايير محددة.
الجائزة التي تمنحها أكاديمية الشعر العربي بجامعة الطائف بالمملكة العربية السعودية، عملت مند تأسيسها سنة 2018 على تنمية الشعر العربي ودعم الشعراء والنقاد وتشجيعهم وتكريم المتميزين منهم وعقد المؤتمرات والمنتديات والندوات والمحاضرات المتخصصة، وإصدار التقارير السنوية عن الحالة الراهنة للشعر العربي وغير ذلك من الأنشطة والبرامج والفعاليات.


بتاريخ : 05/03/2024