تعتبر» قيسارية الشاوية» من أقدم «القيساريات» على مستوى شارع محمد السادس بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء، المحاذية لساحة «كراج علال»، والتي تستقطب عددا مهما من التجار والمواطنين على حد سواء، لاقتناء مختلف المنتجات والمواد الاستهلاكية وغيرها. «قيسارية» شهدت على مرّ سنين تواجدها عددا من الحوادث المتعددة، التي تنوعت تبعاتها، ومن بينها حادث حريق شهير ماتزال تفاصيله حاضرة في أذهان أصحاب المحلات والساكنة المجاورة وعددا من المواطنين.
حادث لم يكن دافعا كافيا لاتخاذ الإجراءات الضرورية لتجنيب «القيسارية» وتجارها وروادها إمكانية تكرار هذا السيناريو غير المرغوب فيه، بالنظر إلى حالة الفوضى التي يعيشها هذا المرفق التجاري، الذي يتنفّس تحت وطأة الاختناق، وإغلاق المنافذ، وضيق الممرات التي استبيحت ليس فقط بالسلع المتكوّمة والمتكدّسة هنا وهناك، وإنما غزت مسافتها المحدودة «طابلات» أقدم على وضعها أصحاب عدد من الدكاكين لضمان عرض إضافي و»متقدّم» لسلعهم، أو تم تفويتها إلى أشخاص آخرين بمقابل مادي لممارسة شكل جديد من التجارة، هذه «الطبلات» التي لم يكتف البعض باستغلالها بالكيفية التي تم وضعها، وإنما تم «تسييجها» والرفع من مساحتها العلوية بإقامة «جدران» فاصلة، حتى باتت هي الأخرى عبارة عن دكاكين إضافية تجاور تلك الأصلية، في ضرب صارخ للقوانين المنظمة لهذا المجال، ومازاد على تشجيع هذه الفوضى المفتوحة على كل العواقب المحتملة، غض الطرف عنها وتزكيتها بعدم التدخل من طرف الجهات المختصة؟
وضع شائن، ينطوي على مخاطر بالجملة، باتت تعيش على إيقاعه قيسارية «الشاوية» يتطلب اليوم وأكثر من أي وقت مضى، التدخل الحاسم لإعادة الأمور إلى نصابها تحصينا لأرواح التجار والمواطنين، واحتراما للقوانين المؤطرة.
«الشاوية» .. قيسارية بدرب السلطان تتنفس على إيقاع الاختلالات!
الكاتب : وحيد مبارك
بتاريخ : 04/05/2017