وجد عدد من مهنيي الجزارة في مدينة الدارالبيضاء صعوبة كبيرة في اقتناء لحوم لعرضها على زبنائهم أول أمس الأحد وذلك بسبب قلّتها من جهة واستمرار ارتفاع أسعارها من جهة ثانية، وفقا لتصريحات استقتها «الاتحاد الاشتراكي»، التي شددت على أن وضعية اللحوم الحمراء، سواء تعلّق الأمر بالأبقار أو الأغنام، تطرح أكثر من علامة استفهام بسبب استمرار فصول الأزمة وتراجع أعداد القطعان الموجهة للذبح، في غياب حلول عملية تخفّف من عبء وثقل الأسعار على المهنيين والمواطنين معا.
وأبرز عدد من مهنيي الجزارة في تصريحات للجريدة على أن مدّ ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء هو في تواصل مستمر، مشددين على أن الكيلوغرام الواحد من لحم البقر تبلغ كلفته على مستوى الجزّار حوالي 105 دراهم، مع ضرورة أخذ ما تمت تسميته بـ «صوائر أخرى والكسور وما بعد التجفيف…» بعين الاعتبار، ويباع في الأحياء الشعبية للزبناء ما بين 115 و 120 درهما، وهو الرقم المرشح للارتفاع حين الانتقال إلى محلات جزارة عصرية وفي أحياء تقطن بها الطبقة المتوسطة والأخرى الراقية.
وشددت مصادر الجريدة على أن الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم يباع بما بين 140 و 150 درهما، بينما يصل ثمن «الكوطليط» غير المتاح بالنسبة للجميع إلى 170 درهما، في حين يرتفع سعر أنواع أخرى من اللحم حسب طريقة إعدادها كـ «الفيلي» و «الفوفيلي» وغيرهما، مؤكدة على أن هذا الأمر جعل عددا مهما من المواطنين والزبناء يغيبون عن محلات الجزارة بسبب موجة الغلاء المستمرة، ودفع فئات أخرى للتوجه صوب ذبائح أقلّ جودة، وفقا لتعبير المهنيين، أو السعي لاقتناء اللحوم البيضاء التي بلغت أسعارها هي الأخرى مستويات قياسية، إذ بيع الكيلوغرام الواحد أول أمس الأحد بأحد الأسواق الشعبية بدرب السلطان بـ 28 درهما؟
غلاء لم يطل اللحوم الحمراء، والبيضاء، والأسماك، والفواكه، والخضراوات لوحدها، إذ أوضح أحد الجزارين لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن سعر «الشحمة» عرف هو الآخر ارتفاعا حيث يباع الكيلوغرام الواحد منها ما بين 50 و 70 درهما، مشددا على أن ما يقع منذ أشهر وليس اليوم فقط يتطلب تدخلا حكوميا حقيقيا، من أجل إيجاد حلول ناجعة تساهم في تجاوز هذا الوضع الذي وصفه بـ «القاتم»، وأن يتم إشراك المهنيين في كل النقاشات المرتبطة بالقطاع، والاهتمام بصغار الفلاحين ومربي الماشية، وإعادة النظر في السياسات المعتمدة المتعلقة بالاستيراد والتربية والأعلاف.