الشريف طريبق ضيفا على سينما منتصف الليل

« السينيفيليا « أساسية في الكتابة عن السينما

 

في إطار برنامج المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، نظمت من طرف جمعية نقاد السينما بالمغرب، ضمن برنامج سينما منتصف الليل الذي تركه كتقليد سنوي الراحل نور الدين الصايل، وخلال الحصة الأولى من فقرة “البطاقة البيضاء”، صبيحة يوم الثلاثاء 14 ماي 2024 بإقامة بودرقة (الطرق الأربعة)، لقاء مع المخرج المغربي الشريف الطريبق، وهو لقاء تساؤلي عن تجربة الضيف ومساره الفني، حيث قام مسير اللقاء الناقد خليل الدامون، بتقديم ضيف هذه الليلة مع استضافة المحاورين النقاد له الآتية أسماؤهم: (بوشتى فرقزايد، سعيد لبيب ومحمد بنعزايز).
استهل الكلمة الناقد محمد بنعزايز بتساؤلات حول شريط الشريف الطريبق، متحدثا بشكل سردي عن شريط (زمن الرفاق)، الذي يرصد ملامح المرحلة الطلابية، مع طرح سؤال يتعلق بظروف الاشتغال على هذا الموضوع، فكان رد المخرج بأن الفكرة جاءت نتيجة مرحلة واقعية عاش تفاصيلها، وهي مقتبسة كذلك من مذكرات الأستاذ (قنجع) كمناضل من القاعديين آنذاك، حيث عاش هذا المناضل حبا فاشلا فكانت هذه الأحداث محفزة لسردها في شريطه، في خضم الإرهاصات الأولى لحكومة التناوب بالمغرب وفي أوج التغيرات التي طرأت في العالم، فكان هذا الشريط يصب في كل هذه الأحداث. مشيرا إلى أنه لم يكتشف الشخصية الرئيسية إلا عندما شرع في الاشتغال، بعدما اتصلت به فتاة وطلبت منه بأن تلعب دورا في هذا الشريط بدعوى أن الشخصية الرئيسية في الأصل هي أبوها وتحمل أسمها العائلي أي (الطريبق). لكن المخرج في هذا الشريط حاول أن يتخلص من الشخصية السياسية والاجتماعية في هذا النص المقتبس من كتابة الأستاذ قنجع.
بعده تناول الكلمة المخرج والناقد سعيد لبيب، حيث تناول في سؤاله العلاقة بين الإبداع والتنظير باعتبارهما في نظره تحملان نظرة سلبية رغم أن مسألة الموازاة بين التنظير والإبداع في نظره مهمة، كما أبدى بملاحظته حول ضرورة رسم الحدود بين ما هو سينمائي وما هو غير سينمائي، فكان سؤاله محددا يهم العمل السينمائي والخصوصية البصرية، وهل هناك وصفة للجمع بين هذين العنصرين؟
فكانت إجابة المخرج الشريف الطريبق تنحو منحى تنظيريا حيث اعتبر الكتابة عن السينما بمثابة البحث عن مشروعية معينة وأن السينيفيليا هي أساسية في كل هذا وتعتبر مرجعا لضبط تجليات السينما، والكتابة عنها تعتبر متعة خالصة.
أما في ما يخص مسألة الهوية ورسم الحدود بين ما هو سينمائي وغير دون ذلك، فإن تلك التحولات التي سلف ذكرها بعدما أن كانت الأمور بسيطة، هي التي دفعته ليتساءل عن ماهية السينما والحاجة التي تكسب صفة العمل السينمائي هي في نظره ظروف العرض، وفي ما يتعلق بالهوية فقد أجاب الشريف الطريبق هو الآخر من وجهة نظره متسائلا عن إمكانية استطاعتنا كمغاربة أن نجد سينما مغايرة بهوية مغربية بالنسبة للسينما عموما، وهل وجدنا هوية بصرية ولغة سينمائية تميز السينما المغربية، كلها أسئلة بقيت سجينة تصورات وإجابات داخل القاعة، لا يمكن اتخاذ الجواب النهائي فيها إلا بموجب التراكم على مستوى الإنتاج السينمائي المغربي مستقبلا.
وفي نهاية هذا اللقاء قبل إعطاء الكلمة للحضور، تدخل الناقد بوشتى فرقزايد، لينطلق من مقالة مكتوبة للشريف الطريبق بأن المدرسة لا تعتمد على السيناريو مستشهدا بالمخرج الفرنسي (كودار)، والسؤال كان هو تحديد موقع الشريف الطريبق من هذه النظرية ، فكان جوابه مرتبطا بطموحه الذي دفعه للبحث عن شكل الكتابة في السيناريو بإمكانيات بسيطة حصل عليها من أوروبا والخليج.


الكاتب : خريبكة : شفيق الزكاري

  

بتاريخ : 16/05/2024