الصحافية المغربية الإيطالية كريمة موال: أكتب لتغيير الصور النمطية عن الهجرة والمهاجرين

قدمت الصحافية المغربية الإيطالية كريمة موال، برواق مجلس الجالية المغربية بالخارج بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، كتابها الجديد بعنوان «البرد في إفريقيا وقصص أخرى لإيطاليا التي ولدت في مكان آخر»، والذي يعد بمثابة محاولة لتغيير الصور النمطية عن الهجرة.
وفي حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء، تتوقف الإعلامية كريمة موال، ذات المسار المهني المتميز، عند الدافع وراء إصدار هذا الكتاب الذي يتحدث عن مسارات 11 شابا وشابة من أصول مهاجرة بإيطاليا، برزوا في مجال المقاولة وخاضوا غمار الاستثمار بتحد وعزيمة، كما تتطرق للتحديات التي تواجه المهاجرين لتحقيق ذواتهم في إيطاليا، ومساهمة الكتابة في التعريف بإنجازات المهاجرين ورسم صورة ايجابية عنهم.

(و م ع)

 بداية، كيف جاءت فكرة إصدار هذا الكتاب؟

اخترت إصدار هذا الكتاب في محاولة لتغيير الصور النمطية عن الهجرة، والتي عادة ما ترسمها وسائل إعلام أجنبية، ومن أجل الحديث أيضا عن الهجرة من خلال ربطها بالعمل و بمسارات مقاولين ناجحين في إيطاليا، لأنه لسوء الحظ، أصبح موضوع الهجرة في إيطاليا وأوروبا مسيسا للغاية في السنوات الأخيرة. كما أصبح مجرد موضوع مجزأ، مما يحول دون إثراء الحديث عن الهجرة.
أمنيتي هي أن يساهم هذا الكتاب في تغيير العقليات والصور النمطية عن الهجرة، غير أن ذلك لا يمكنه أن يحجب المشاكل المتعلقة باندماج المهاجرين، والتي تحتاج إلى معالجة. ويبقى الأمر الأكثر أهمية هو التركيز وتسليط الضوء على الثروة التي يجلبها المهاجرون للمجتمعات المضيفة ومساهمة سيدات ورجال أعمال مهاجرين في نمو اقتصاداتها.
المشكل المطروح اليوم، هو أن أوروبا تهتم خلال السنوات الأخيرة، ببناء «قلعة» وجدران أكثر من اهتمامها بتعزيز القدرة على الاستضافة وخلق دينامية بين الشمال والجنوب وإقامة علاقات للتعايش والتبادل لتحقيق النمو المشترك.

 ماهي التحديات التي تواجه المهاجرين لتحقيق ذواتهم في ايطاليا؟

التحديات التي تواجه المهاجرين لتحقيق ذواتهم في إيطاليا متعددة، وليست في إيطاليا فحسب بل في أوروبا برمتها. واليوم، للأسف، يتزايد الخوف وانعدام الثقة في المهاجرين، فقد استغلت أحزاب سياسية هذا الخوف لزرع العنصرية. ومن خلال دعاية سياسية تبنت خطابا قويا مناهضا للمهاجرين تمكنت هذه الأحزاب من الفوز بمقاعد في البرلمان الأوروبي على حساب تحقيق الاندماج والتعايش السلمي وبناء مجتمع متعدد الثقافات. الحياة اليوم ليست سهلة بالنسبة للمهاجرين لأن أوروبا لا تواجه فقط أزمات اقتصادية وإنما تواجه أيضا تحدي بناء هوية متعددة ومتنوعة تحتضن أجيالا جديدة من بلدان مختلفة.

 كيف تساهم الكتابة في التعريف بإنجازات المهاجرين ورسم نظرة إيجابية عنهم؟

أعتقد أنه بات ضروريا في الوقت الراهن اعتماد كتابة روائية إيجابية جديدة حول الهجرة. فنحن لا نكتب فقط للجيل الحالي بل لأجيال الغد أيضا، ولمستقبلهم، من أجل أن تعيش الأجيال الصاعدة من أبناء المهاجرين في مجتمع خال من العنصرية، وأن ينظر إليهم كفاعلين إيجابيين في المجتمع. طموحي هو العمل على تغيير المفاهيم السلبية والأحكام المسبقة تجاه المهاجرين، والتي تعيق التبادل الثقافي والتعايش في ظل الاحترام المتبادل.
أتمنى أن تتم ترجمة هذا الكتاب إلى اللغتين العربية والفرنسية من أجل أن يكون هناك تبادل للأفكار بين المجتمعات العربية والإفريقية. وهذا الكتاب يعرض قصصا واقعية لشباب لا يبنون فقط مستقبلهم ولكن أيضا مستقبل البلدان المضيفة، وفي نفس الوقت لاينسون أبدا بلدانهم الأصلية، حيث يقيمون أيضا مشاريع. ولذلك يجب الحرص على أن تظل هذه العلاقة قوية، وأن يشكلوا ثروة للبلد المضيف ولبلدهم الأصلي.


بتاريخ : 18/05/2024