الصراع يحتدم في دوري المحترفين بين فرق القمة والقاع ترقّبا للسرعة النهائية

الوداد يختبر طموح المكناسي والرجاء في امتحان الفاسي

 

تتواصل منافسات الدوري المغربي للمحترفين بدخول الجولة الرابعة، وسط اهتمام جماهيري واسع، بعد جولة ثالثة كشفت عن ملامح مبكرة للصراع بين فرق المقدمة والمتذيلة للترتيب. وتشهد هذه المرحلة أجواءً خاصة، إذ تسعى بعض الأندية إلى تثبيت توازنها الفني، بينما تحاول أخرى تحقيق انتصارها الأول لتفادي دوامة النتائج السلبية في بداية المشوار.
وتشكل مواجهة النادي المكناسي أمام الوداد الرياضي اختبارًا صعبًا للفريق العائد حديثًا إلى القسم الأول، خاصة في ظل تأخر الانسجام بعد تعاقدات عديدة أجراها في فترة الانتقالات الصيفية.
وأقر عزيز الدنيبي، مدرب المكناسي، بصعوبة الوضع قائلا: «نحتاج إلى مزيد من الوقت والمباريات لخلق التفاهم بين اللاعبين».
في الجهة المقابلة، يخوض الوداد اللقاء بثقة عالية بعد فوزه الأخير، معتمدًا على خبرة لاعبيه لمواصلة سلسلة الانتصارات.
أما مباراة المغرب الفاسي والرجاء الرياضي، المقررة نهاية الأسبوع، فتحمل طابعًا خاصًا نظرًا لعراقة الناديين وقوة جماهيرهما.
وأكد بابلو فرانكو، مدرب المغرب الفاسي، على أهمية الواقعية بقوله: «علينا أن نكون واقعيين في طموحاتنا؛ هناك فرق تتفوق علينا من حيث الموارد واللاعبين، ولم نحرز أي لقب منذ 11 عامًا».
من جهته، أوضح فادلو ديفيدز، مدرب الرجاء، أن الفريق ما زال في مرحلة البناء، مضيفًا: «نملك لاعبين مميزين فرديًا، لكن العمل جارٍ لصياغة فريق متماسك وهذا يتطلب وقتًا وخطوات مدروسة». وتبرز مواجهة نهضة الزمامرة ضد الكوكب المراكشي، يوم السبت، كواحدة من أبرز مباريات الجولة، خاصة أن الكوكب يمر بفترة صعبة بعد تلقيه ثلاث هزائم متتالية، ما أدى إلى إنهاء التعاقد مع المدرب رشيد الطاوسي.
بالمقابل، يتطلع نهضة الزمامرة لاستغلال وضعية ضيفه من أجل العودة إلى سكة الانتصارات وتعزيز موقعه في المنطقة الدافئة من الترتيب.
وفي مباراة الفتح الرباطي ضد اتحاد طنجة، التي تُجرى بدورها يوم السبت، تتجه الأنظار نحو الفريق الرباطي الذي لم ينجح حتى الآن في ترجمة أدائه الجيد إلى نتائج إيجابية.
وقال مدرب الفتح، سعيد شيبا: «اللاعبون قدموا جهودًا كبيرة، لكن النتائج لم تكن في مستوى الطموح. رغم ذلك، نؤمن بإمكانياتهم ونثق في قدرتهم على استعادة توهج الموسم الماضي».
أما اتحاد طنجة، فيطمح إلى تحقيق أول فوز له هذا الموسم، خاصة وأن المباراة ستقام أمام جماهيره.
وتجمع مواجهة اتحاد يعقوب المنصور بأولمبيك الدشيرة، المقررة الأحد، بين فريقين بطموحات متباينة؛ حيث يدخل الفريق الرباطي اللقاء منتشيًا بتعادله المثير أمام نهضة بركان رغم لعبه بعشرة لاعبين، ما منحه دفعة قوية قبل هذه الجولة.
في الجهة الأخرى، يدخل أولمبيك الدشيرة المباراة بمعنويات مرتفعة عقب انتصاره على الكوكب.
وقال مدربه عبد الرحيم السعيدي: «كان من المهم تحقيق الفوز، وقد نجحنا في ذلك بفضل التزام اللاعبين. نطمح الآن لمزيد من الانسجام مع أجواء الدوري الممتاز».
أما مواجهة حسنية أكادير والدفاع الحسني الجديدي، فتبدو متكافئة إلى حد كبير، إذ يسعى كل فريق إلى تحقيق فوز يثبّت قدميه في وسط الجدول.
ويخوض اتحاد تواركة مباراة قوية أمام نهضة بركان يوم الأحد كذلك، في لقاء يجمع بين طموح الشباب وخبرة فريق اعتاد المنافسة على القمة.
وتختتم الجولة بلقاء من العيار الثقيل بين أولمبيك آسفي والجيش الملكي، حيث يطمح الفريق المسفيوي لتأكيد صلابته الدفاعية، في حين يدخل الجيش المواجهة بأمل مواصلة الزحف نحو الصدارة.
ويُعد اللقاء اختبارًا صعبًا للقرش المسفيوي أمام فريق يملك تنظيمًا هجوميا محكمًا، ويراهن على سرعة أجنحته وتمريراته القصيرة لخلق الفارق، مع التركيز على النجاعة في المرتدات.
وبهذا، يتوقع أن تحمل الجولة الرابعة الكثير من الحماس، في ظل تنافس فرق على الهروب من مناطق الخطر، وأخرى تبحث عن تعزيز مواقعها في القمة. وبين الطموح والواقعية، يظل الفوز هو كلمة السر لتحديد معالم ترتيب البطولة خلال هذه المرحلة المبكرة.
فبعد مرور ثلاث جولات، يشتد الصراع على القمة بين الوداد، الرجاء، الجيش الملكي ونهضة بركان، حيث يسعى كل منهم لمواصلة سكة الانتصارات، بينما أي تعثر قد يخلط الأوراق ويفتح الباب أمام مفاجآت جديدة، ما يمنح الجولة الرابعة طابعًا حاسمًا على المستويين النفسي والتنافسي.


الكاتب : n مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 04/10/2025