الصوت الطفولي.. سميرة سعيد

هو صوت طفولي لازال محتفظا بملامح الغضاضة والبراءة، فيه الكثير من التلقائية والبساطة، مشحون بإحساس عال، وكل هذا أهله ليكون حلوا ولذيذا في الأذن، ومنسجما مع الطابع العصري الحداثي، راكبا كل موجة جديدة في مجال الغناء، إنها المطربة سميرة سعيد التي ولجت مجال الغناء أول مرة وهي طفلة صغيرة، حيث شدت من ألحان عبد النبي الجراري موشح (قل للمليحة)، ثم تلقاها عبد الله عصامي فلحن لها أغنيتين جميلتين تتميزان بالأنسابية والهارمونية (لقاء – لحن الذكريات)، واحتضن عبد العاطي- آمنا صوتها فترة من الزمن، فقدم لها عدة أعمال بزغت منها (بطاقة حب) والتي فازت بالجائزة الأولى في مهرجان الأغنية الأوروفيزيون، وأحلى ما تغنت به سميرة سعيد كان من ألحان عبد القادر الراشدي (لحن جميل – فايت لي شفتك – أنا والمحال – موشح يا بشير الحب)، وأيضا من ألحان حسن القدميري (مغلوبة – يا قلبي ارتاح – أش بيني وبينو)، وأما أغنية خايفة لعبد القادر وهبي فلم تحظ بالنجاح الكافي، ولسميرة سعيد رصيد لا بأس به من الألحان الدينية (ربي العظيم لمحمد علي – سبحان الإله لعبد السلام عامر – أنا من أتباع محمد ولله الحمد لعبد العاطي آمنا)، ولها أيضا رصيد وافر من الأناشيد الوطنية منها (بلدي يا أغلى من ولدي – مفتاح الخير– بسمة ورد – فجر العيد …). ولها تجربة سينمائية وحيدة حيث قامت ببطولة فيلم سينمائي تحت عنوان (سأكتب اسمك على الرمال) يدور موضوعه حول الصحراء المغربية وهو من إخراج عبد الله المصباحي.
هاجرت سميرة إلى الشرق واستقرت في القاهرة تغني الألحان المصرية والخليجية، باقتدار وإبهار، فتألقت هناك وانتشرت أغانيها على ألسنة الجماهير في كل العالم العربي حتى أصبحت من النجوم الأوائل عربيا، فمن منا ينسى أغانيها التي شاعت على كل لسان وخصوصا قطعة (قال جاني بعد يومين) والتي لحنها جمال سلامة.
وراء نجاح سميرة سعيد تكمن عوامل عديدة، هي فنانة ذكية، تؤمن بالتجديد، وتنتقي أغانيها بدقة متناهية، واثقة من نفسها بدرجة عالية جدا، جريئة في خطواتها، تعشق التحدي، وإلا فكيف نفسر مشاركتها في برنامج (مواهب) للأستاذ الجراري وهي طفلة لم تبلغ بعد العاشرة من عمرها بقطعة رصينة شعرا ولحنا وأداء، ألا وهي (الأطلال)، ولا ننسى أيضا «الديو» الذي غنته صحبة مغني الراي الشاب مامي (يوم ورا يوم)، والقطعة التي أنشدتها صحبة مجموعة «الفناير»، وها هي مؤخرا تصدر أغنية (سوبرمان) والتي أثارت ضجة كبيرة بسبب موضوعها ومعانيها، وأنا أدعو محبيها إلى مشاهدتها على (اليوتوب) وهي تتفاعل بصوتها وملامحها وحركاتها مع أغنية (كيفاش تلاقينا).


الكاتب : عبد المجيد شكير

  

بتاريخ : 15/09/2018