يعتبر فريقا اتحاد الخميسات والإتحاد البيضاوي من بين أعرق الفرق المغربية، إذ يعود تأسيسهما إلى أربعينيات القرن الماضي، وخلال مشوارهما بصما على فترات تميزت بالقوة والإشراق واللمعان، وقدما خدمات للكرة الوطنية وضما لاعبين من العيار الكبير، منهم ثلة عززت الفريق الوطني ومجموعة أندية.
وبعد الفترات الذهبية دخلا عصر التراجع المهول والتواضع وسوء الحال، ليصلا إلى الانحدار لبطولة الهواة، وبها هيمن على مسارهما الضعف وسوء النتائج، وحاصرتهما المشاكل بالجملة.
ففريق الطاس، وخلال العشرين سنة الأخيرة، عاش على إيقاع النزول والصعود. فقد نزل إلى قسم الهواة نهاية موسم 2004 – 2003، ومكث به 3مواسم ليصعد للقسم الثاني وظل به 6 مواسم من 2008 – 2007 إلى 2013 – 2012، ثم النزول مرة أخرى لقسم الهواة، وقضى به 6 مواسم وعاد مرة أخرى نهاية موسم 2019 – 2018، وهنا كان الاعتقاد بأن الفريق سيقطع مع هذه الظاهرة، ويعود إلى سالف عهده خاصة بعد إحرازه لقب كأس العرش سنة 2019 بوجدة على حساب حسنية أكادير، لكن انتظارات وآمال جمهوره خابت حيث، إذ بعد 3 مواسم سيعود لقسم الهواة نهاية موسم2022 – 2021، ليؤشر يوم 28 يونيو الماضي على مسار جد متواضع، مليء بالمعاناة جعلته يتمسك بمؤخرة الترتيب ومهدد بالنزول.
أما الإتحاد الزموري فلم يكن أحسن حال من فريق الحي المحمدي. فبعد نزوله إلى هذا القسم نهاية موسم 2023 – 2022، لازمه سوء الحال على كل الواجهات، وظل يتخبط في أسفل الترتيب ليتساوى مع الطاس عند الدورة ما قبل الأخيرة من البطولة في الترتيب وعدد النقط، على بعد نقطة واحدة من المحتل للصف 15، لتجمعهما الدورة 30بملعب 18نونبر، وكان كل طرف يسعى لضمان البقاء وتلافي الحسابات.
وحقق الفريق المحلي الفوز بـ 1 – 2 ، ليكون مصير الطاس هو الانحدار إلى القسم الأول هواة.
وضع لا يمكن إلا أن يخلف سوى الحسرة والأسى، لأنه لا يليق بتاريخ الطاس ومجده ورجالاته والحي الذي ينتسب إليه، وهو الحي الذي أعطى كل شيء وفي كل المجالات.
رحم الله المجاهد عبد الرحمان اليوسفي والعربي الزاولي، وكل لاعبي الفريق الدين انتقلوا إلى دار البقاء.