العجلاوي: نحن مقبلون على لقاء ثان بجنيف، وما تقوم به الجزائر حاليا هو محاولة للتموقع على مستوى الواجهة الإعلامية وفي تقارير غوتيريس

من المتوقع أن يبدأ المبعوث الأممي هورست كوهلر، متم الأسبوع الثاني من فبراير الحالي، جولة إقليمية، تحضيرا لجلسة “مباحثات جنيف” في جولتها الثانية، خلال شهر مارس القادم.
وحسب ما نقلته مصادر إعلامية عربية ودولية من تسريبات، فإن الجولة ستبدأ في منتصف فبراير كجزء من الاستعدادات للجولة الثانية من المحادثات الرباعية التي تشمل المغرب والجزائر وموريتانيا، فضلا عن مخيمات تندوف.
وحسب المصادر نفسها، فإن المقترح جاء، في ختام العرض الذي كان قدمه كوهلر، يوم الثلاثاء 29 يناير، أمام أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، لإطلاعهم على آخر التطورات بشأن النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء.
ويعتزم المبعوث الأممي، الذي يحظى بدعم كبيرمن مجلس الأمن، القيام بجولة إقليمية ديبلوماسية قبل “مباحثات جنيف”، من أجل ترتيب جدول أعمال أكثر تقدما وملاءمة من سابقه، لمتابعة تنفيذ رؤيته بشأن حلحلة النزاع.
ويعول كوهلر على خلق أجواء من الثقة بين الأطراف، للانطلاق في مباحثات أكثر حسما. غير أن الصعوبات ما زالت تلوح في الأفق مع الخرجة الأخيرة لما يسمى “سفير البوليساريو لدى الجزائر”، عبد القادر طالب عمر، الذي اعتبر أن إصرار المغرب على مقترح الحكم الذاتي كسقف أعلى لأي تسوية ممكنة من شأنه أن “يعيد المفاوضات إلى نقطة الصفر”.
وكان عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، قد صرح، قبل أيام قليلة، للصحافة الدولية، بأن “مقترح الحكم الذاتي الذي تقترحه المملكة، هو أقصى ما يمكن تقديمه لحل نزاع الصحراء”، وأنه “خارج حل الحكم الذاتي، فإن المغرب غير مستعد للتفاوض حول أي شيء”.
وأكد عمر هلال أن “المغرب لا يقبل إضاعة الوقت في موائد كوهلر المستديرة، ما لم تتأسس على مناقشة الحكم الذاتي كمقاربة واقعية بحسب تقييمات قرارات مجلس الأمن الدولي.”
وبدأ إعلام الأجهزة الأمنية الجزائرية يهاجم المغرب بعد البلاغ الذي أصدره مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء المغربية والذي يدعم فيه المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة هورست كوهلر.
وفي هذا الصدد قال الموساوي العجلاوي، الخبير في الشؤون الإفريقية إن”هناك معادلة في إعلام البوليساريو، وإعلام الأجهزة الأمنية الجزائرية التي تأخذ صبغة أنها إعلام صحراوي، فكلما زادت حدة الهجوم على المغرب، كلما كان هناك تعبير عن أزمة تنظيمية وسياسية وأزمة تواصل مع سكان المخيمات، أي عقدة العلاقة بين قيادة البوليساريو والسكان، وهناك حركة بتوجيه من الأمن الجزائري تحاول أن تتجاوز قيادة البوليساريو لأنها أصبحت ورقة مستهلكة ويجب التغيير، من خلال مندوبين سابقين للبوليساريو في العديد من المناطق ومحاولة إثبات أنهم حركة تصحيحية، لأن مصداقية قيادة البوليساريو ذهبت مع الريح، وهو التفسير الوحيد لأزمات البوليساريو الداخلية”.
وأضاف العجلاوي، أستاذ العلاقات الدولية وباحث في المعهد المغربي للدراسات الإفريقية: “الآن هناك تسرب لعائلات من الرابوني من مخيمات تندوف وتوجهها إلى شرق الجدار في منطقة (المجيك)، وهي تتسرب من الحدود الموريتانية وتعتصم( بالمجيك) أمام مركز المينورسو، ثم مسألة عائلة محمد الخليل التي عادت إلى الواجهة”.
وسجل الموساوي أن ” السمة العامة دائما هي توظيف ورقة الصحراء المغربية، في الصراع الداخلي – الداخلي الجزائري، ذلك أن هناك الآن تجاذبات بين الجيش وما يسمى بمجموعة الرئيس مع اقتراب أبريل وتأكيد ترشيح عبد العزيز بوتفليقة كرئيس وليس كمرشح، لأنه يستحيل أن يكون شخص آخر مكانه، لأنه نظام سياسي مغلق، وبالتالي هناك توظيفات على أساس نحن الأولى بإدارة ملف الصحراء مع المغرب”.
وختم العجلاوي قائلا ” نحن مقبلون على لقاء ثان بجنيف، وما تقوم به الجزائر حاليا هو محاولة للتموقع على مستوى الواجهة الإعلامية وفي تقارير غوتيريس، لأن الأمين العام كلما جاءته رسالة يضعها في تقرير” .
وكان أعضاء مجلس الأمن قد رحبوا بإحاطة المبعوث الأممي كوهلر حول الصحراء، مؤكدين استعدادهم للاستمرار في دعم جهوده لأداء مهمته، كما رحبوا بمشاركة طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب، بالإضافة إلى البلدين المجاورين الجزائر وموريتانيا في مناقشات الطاولة المستديرة المنعقدة مابين 05 و06 دجنبر 2018 ، والتي جاءت وفق القرار الأممي2440 (2018)، مسجلين التزام المشاركين بالمشاركة في مناقشات الطاولة المستديرة الثانية في الربع الأول من سنة 2019.
ويعتزم هورست كوهلر، كما سبق أن صرح بذلك، عقد جولة جديدة من المفاوضات، في مارس المقبل، لإيجاد صيغة ملائمة ومتفق حولها بين مختلف الأطراف لإنهاء النزاع.
جاء ذلك أيضا، خلال تصريحات إعلامية أدلى بها مندوب جنوب إفريقيا لدى الأمم المتحدة، جيري ماثيو ماتيلا، عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن حول إقليم الصحراء، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وقال ماتيلا إن “كوهلر أبلغ أعضاء المجلس خلال جلسة المشاورات، اعتزامه التشاور بشكل فردي مع جميع الأطراف المعنية بملف الصحراء في فبراير المقبل، على أن يلتقي جميع الأطراف على مائدة واحدة في مارس 2019”.
وكان مندوب جنوب إفريقيا، وهي إحدى الدول العشر الأعضاء غير الدائمين في المجلس، قد أوضح أن المبعوث الأممي لم يحدد يومًا بعينه لعقد جولة المشاورات المقبلة، مكتفيًا بالإشارة إلى أنها ستُعقد في شهر مارس المقبل.
ومن جانبه، قال مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فرانسوا ديلاتر، إن “جميع أعضاء المجلس أكدوا دعمهم الكامل لرؤية والتزام المبعوث الأممي كوهلر”.
وأضاف ديلاتر، خلال تصريحات إعلامية في مقر المنظمة الأممية في نيويورك، أنه “كان هناك إجماع من قِبل ممثلي الدول الأعضاء البالغ عددهم 15 دولة، على تقديم كامل الدعم لمهمته”.


الكاتب : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 06/02/2019