الغلاء وجودة المنتجات يؤرقان بال المواطنين قبل رمضان

 

تعيش معظم الأسر المغربية حالة من القلق الواسع خلال الأيام الأخيرة التي ازدادت حدتها، وذلك على بعد أسابيع من حلول شهر رمضان الأبرك. قلق متزايد يأتي السبب الرئيسي فيه استمرار موجة الغلاء وعودة الارتفاع الصاروخي في أسعار عدد من المواد الغذائية والخضراوات، كما هو الحال بالنسبة للطماطم والدجاج وسمك السردين وغيرها.
وعبّر عدد من المواطنين عن الاستياء الكبير جراء ما أضحى يتهدد قفة الأسر منذ سنوات، خاصة في محطات بعينها، مشددين على أن ما يقع اليوم من غلاء يرخي بتبعاته الكبيرة على الجميع. وأوضح مواطنون لـ «الاتحاد الاشتراكي»، بأن سعر الدجاج لا يزال مرتفعا إذ بلغ أمس الثلاثاء ما بين 23 و25 درهم للكيلوغرام، أما مجموعة من الخضر فقد قفزت بدورها إلى مستويات قياسية كالطماطم التي تباع ما بين 10 و 13 درهما، والفلفل الأخضر الذي يتراوح سعره ما بين 10 و 12 درهما للكيلوغرام الواحد، أما الفاصولياء فقد وصل ثمنها إلى 22 درهما في وقت كان النوع الجيد منها يباع بـ 13 درهما. وطالت موجة الغلاء كذلك سمك السردين بدوره، الذي أصبحت الأسواق البيضاوية نموذجا، تعرف شحا في حضوره، وأضحى سعر الكيلوغرام الواحد يباع ما بين 25 و 30 درهما في مدن ساحلية، التي من المفروض أن يكون السعر فيها أقل.
وضعية تشمل أيضا اللحوم الحمراء التي لم تنفع كل التدابير التي تم الإعلان عنها المرتبطة باستيراد اللحوم المجمدة ورؤوس الأبقار والأغنام، من جعلها في متناول الفئات الفقيرة والهشة، بل وحتى المتوسطة التي تتضاءل رقتها يوما عن يوم. واقع جعل الكثيرين ينتقدون الحكومة لتقصيرها في حماية جيوبهم من جشع المضاربين، حيث أكد عدد منهم في تصريحات للجريدة، على أن فئات عريضة كوّنت علاقة جد متينة مع أنواع معينة من الخضراوات دونا عن غيرها، لأن الوصول إلى أنواع أخرى يعتبر من سابع المستحيلات بسبب أسعارها المرتفعة، أما الفواكه فقد أضحت هي الأخرى بعيدة المنال، عن موائد الكثير من الأسر المغربية.
في المقابل، دعا عدد من المواطنين المصالح المختصة إلى تفعيل دور المراقبة بشكل مستمر لا بكيفية مناسباتية ترتبط بالشهر الفضيل فقط، مشددين على أن هذه الفترة تحديدا، تعرف ارتفاعا في وتيرة الغش، التي تطال التمور والتوابل والعسل ومختلف المنتجات الاستهلاكية التي تعتبر من أساسيات المائدة المغربية خلال شهر الصيام. ونبّه المعنيون في تصريحات للجريدة إلى تناسل «مستودعات» و«كراجات» تفتقر للمواصفات الضرورية، التي تشتغل في «غفلة» من الجميع، في طحن وتلفيف وتصفيف وتعليب وطبع تواريخ صلاحية منتجات معينة، وأخرى لطهي مأكولات، تفتقد للجودة وتهدد السلامة والصحة، والتي تجد طريقها بكل يسر إلى المستهلكين.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 22/01/2025