الفرقة الصوفية «حضرة سيدي بن عيسى» في ضيافة الدورة 55 لمهرجان قرطاج الدولي

شاركت الفرقة الصوفية”حضرة سيدي بن عيسى” المكناسية، مساء السبت 10 غشت الماضي في إحدى سهرات مهرجان قرطاج الدولي في دورته الخامسة والخمسين. وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، فقد كانت السهرة روحانية بامتياز تخاطب وجدان الناس وتبعث في نفوسهم السكينة والطمأنينة بمدائح وابتهالات على الطريقة العيساوية المتوارثة من جيل إلى جيل.
اعتمدت الفرقة الصوفية “سيدي بن عيسى” مكناس الموسيقى للذكر والابتهالات والرقص الصوفي أو ما يسمى “التخميرة” لتكوين لوحة فنية معبرة حملت الحاضرين في رحلة روحانية عبرت بهم الزمان والمكان.
واعتمد أفراد هذه الفرقة الصوفية على آلات موسيقية متنوعة منها الوترية كالعود والكمان وأيضا الآلات الايقاعية كالطبل والدف، وكشفت من خلال هذا العرض عن موروث موسيقي مميز من حيث الأغاني والايقاع الموسيقي على الطريقة العيساوية، وكذلك من حيث الآلات المستعملة على غرار آلة النفير وهي آلة نفخ نحاسية يبلغ طولها حوالي المتر ونصف.
ويبرز الإيقاع العيساوي الأنغام المغربية الأصيلة التي حافظت عليها فرقة “سيدي بن عيسى” بوجود مختلف الآلات الموسيقية العربية والغربية. وكانت الجبة المغربية حاضرة بمختلف أشكالها التقليدية البسيطة والحديثة التي تعكس الموروث الثقافي المغربي العريق. كما ارتدى أغلب العازفين على الآلات التقليدية المغربية الجلابيب والعمامات التي تعكس مستوى عال من التصوف وفق الوعي الجمعي السائد.
بين الابتهالات والذكر والرقص الصوفي يسرح الحاضرون بخيالهم في عالم الروحانيات والعالم غير المرئي في حضرة سيدي بن عيسى. أصوات عذبة شجية زعزعت مسرح قرطاج بابتهالات وأدعية وأذكار تنقي الروح من المعاصي وتدعو سامعها إلى جولة فوق السحاب على ضوء قمر ساطع ي ذهب يسبح بالعقول.
واكتشف الحاضرون في هذه السهرة عدة طقوس صوفية مع أنماط الموسيقى الصوفية التي تطورت بمرور الزمن منذ تأسيسها على يد “محمد بن عيسى المغربي”، علما أن أصل هذه الفرقة الصوفية يعود بدوره إلى محمد بن سليمان الجازولي.
وبعد أن كانت طقوس العيساوية مقتصرة على الزوايا التابعة لها أو المعتمدة لهذه الطريقة العيساوية بالمغرب تطورت ومنها نشأت حضرة سيدي بن عيسى الشهيرة بمكناس والتي لا تغيب عن المناسبات الدينية والتظاهرات الثقافية والمهرجانات الوطنية والدولية. ولكن للأسف كان عدد الجمهور الذي حضر واستمتع بهذا العرض الصوفي المتميز قليل نظرا لبرمجة السهرة ليلة عيد الأضحى وقد تزامنت مع عودة جل متساكني تونس العاصمة إلى مسقط رؤوسهم للاحتفال بعيد الأضحى مع عائلاتهم وهي عادة متأصلة لدى التونسيين في هذه المناسبة الدينية.


بتاريخ : 17/08/2019