شكلت فعاليات النسخة الـ16 لمهرجان موازين – ايقاعات العالم، منذ انطلاقها الجمعة الماضية متنفسا جديدا لساكنة مدينة سلا الذين حجوا بالآلاف إلى منصة سلا من أجل الاستمتاع بفنانين مغاربة يمثلون مختلف الألوان الموسيقية.
فقد أتاحت جمعية «مغرب الثقافات الجهة المنظمة لمهرجان موازين – ايقاعات العالم، لساكنة مدينة سلا بأحيائها الراقية والمتوسطة والشعبية الفرصة للاستمتاع بمختلف ألوان الموسيقى المغربية.
فبعدما استمتعت ساكنة مدينة سلا خلال اليوم الأول بالأغنية المغربية في شخص الفنانتين لطيفة رأفت وفاطمة الزهراء العروسي والفنانين عبد الرحيم الصويري وطهور وكذا أوركسترا الركراكي، احتفت منصة سلا في اليوم الثاني من فعاليات المهرجان بالأغنية الأمازيغية بمختلف تلاوينها.
وهكذا، كان جمهور مدينة سلا، الذي فاق خمسة آلاف يوميا، أول أمس السبت على موعد مع الفنان رابح ماريواري والفنانة فاطمة تابعمرانت والفنان مصطفى أومكيل، الذين أضفوا على المنصة المطلة على شاطئ المدينة سحرا خاصا من خلال طبق فني فريد استمر لساعات متأخرة لم تثن الجمهور الحاضر عن متابعتها حتى النهاية.
هذا الجمهور، الذي بدا تدبير انسيابته في تجاه المنصة المطلة على شاطئ المدينة، سواء قبل بداية السهرات أو بعد انتهائها، ناجعا من خلال تبني المنطقة الإقليمية لأمن سلا لمخطط أمني متكامل تشارك فيها كل التلوينات الأمنية والتي تساهم بشكل أفقي وعمودي في تأمين رواد فضاء المنصة خلال الاستمتاع بفقراتها الطربية، وأيضا في حماية محيطها القريب والمتوسط أو البعيد عبر العمل بأسلوب أمني استباقي ووقائي وفرت له كل الإمكانيات البشرية واللوجيستية بتنسيق مع كل الشركاء الأمنيين من مصالح عمومية وإدارة ترابية.
وتبنت الخطة الأمنية للمنطقة الإقليمية لأمن سلا تكثيف التواجد الأمني بالشارع العام من خلال نشر دوريات أمنية واحتياطات ثابتة ومتحركة بجميع الأماكن التي تعرف تواجدا مكثفا لجمهور مدينة سلا الذي كان أمس الأحد على موعد مع فن الراي من خلال إحدى الوجوه النسائية، الشابة ماريا، فيما وتستضيف منصة يومه الاثنين النجم الجديد في موسيقى كناوة، مهدي ناسولي.
وقد تبنت المنطقة الإقليمية لأمن مدينة سلا تدابيرها الأمنية من أجل السهر على حماية أمن فضاءات مهرجان موازين وضمان شروط الأمن والسلامة عبر وضعها لحواجز قابلة للسحب عند مدخل منصات المهرجان وتثبيت كاميرات المتطورة الموجهة عن بعد، في فضاءات العرض، بالإضافة إلى اعتمادها تفتيش كل العناصر المشكوك في سلوكها وتكمين منصات العرض من حواسيب خاصة بالتنقيط عن بعد ورفع البصمات.
وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» أن ولاية أمن الرباط – سلا – تمارة – الخميسات رصدت إمكانيات لوجيستية وأيضا بشرية حيث وضعت لإنجاح فعاليات وضمان سلامة المهرجان بكامله حيث تم نشر أزيد أربعة آلاف عنصر أمن في مدينتي الرباط وسلا من قوات الشرطة عبر وحدات ميدانية من فرق التدخل وفرق الأسفار الرسمية والوحدات المتنقلة لشرطة النجدة وفرق الدراجات النارية وفرق الكلاب المدربة والخيالة والدراجات الهوائية ورباعية الدفع وخبراء المتفجرت وقوات حفظ النظام العام تشتغل بتنسيق مع المصالح الأمنية الموازية وإلى جانب فرق من القوات المساعدة والوقاية المدنية في فضاءات العرض من أجل توفير الشروط الأمنية اللازمة.
ووفي نفس أجواء الفرجة الآمنة والمستقرة أتحف الفنان العراقي ماجد المهندس، بمنصة النهضة بالرباط، الحاضرين بصوته العذب وبإلقائه المتميز وإحساسه المرهف بأدائه باقة من أغانيه التي لقيت نجاحا باهرا في منطقة الشرق الأوسط وبلدان شمال افريقيا وجعلته يتربع على قائمة الفنانين العرب الأكثر نجاحا.
وبالمسرح الوطني محمد الخامس، عاشت جماهير مهرجان موازين-إيقاعات العالم السادس العشر، السبت أجواء معتقة بعبق الشام، قصائدها وقدودها الحلبية، مزهوة بطرب لم ينل من رونقه الزمن، في حفل بهيج من توقيع الفنان السوري بدر رامي. فعلى خطى عمالقة ومشايخ الطرب الشامي، سار رامي في درب اتخذه منهجا فنيا، وقدم إلى موازين الرباط ليروي حكاية موسيقية، خلدت وفاء حلب ومن خلالها الشام لفن لم ينل من بديع كلمه ونغمه الزمن.
وسافرت الفنانة القبرصية فاكيا ستافرو، السبت، بجمهور المنصة الأسطورية شالة، بين ثنايا الحب في كل أشكاله. وتحت وابل من التصفيقات، أعربت الفنانة عن امتنانها للحضور وعن سعادتها بتقديم عرض فني، لأول مرة بالمغرب، بمناسبة هذا المهرجان الكبير وفي هذا الموقع الرمزي بالعاصمة.
بعد ذلك، أطلقت المغنية والملحنة فاكيا ستافرو، العنان لصوتها السحري، لتمنح شغوفي النسخة 16 من مهرجان موازين-إيقاعات العالم، أغان ساءلت أعماق القلب والمشاعر الإنسانية الأكثر نبلا.
وتماهى الجمهور، الذي حضر بأعداد كبيرة، مع أغان تختزل الحب الصادق أدتها هذه الفنانة التي تمتاز بقدرات منقطعة النظير تنهل من الأصول المتوسطية.
كما تألقت النجمة البريطانية إيلي غولدينغ، الجمعة، في حفل عانق سماء الرباط بمنصة السويسي العالمية، وذلك في إطار أولى أمسيات النسخة 16 من مهرجان موازين-إيقاعات العالم (12-20 ماي).
وكان اختيار «الديفا» البريطانية صائبا، عندما قررت أداء أول حفل لها، خلال هذه السنة، بمهرجان موازين – إيقاعات العالم، حيث أدت عرضا فنيا متميزا سيبقى راسخا في أذهان الشغوفين بفنها الذين وفدوا بكثرة لتشجيع فنانتهم المفضلة.
وكانت النجمة البريطانية قد أعربت، خلال ندوة صحفية سبقت عرضها الفني، عن سعادتها وفخرها بكونها ستفتتح مهرجان «موازين- إيقاعات العالم» 2017، بأول حفل لها بالمغرب.
وقعت مجموعة الريغي «باناش كالتر»، مساء أمس الجمعة، في أولى أمسيات الدورة 16 من مهرجان موازين- إيقاعات العالم (12-20 ماي)، على حفل استثنائي، أنشدت من خلاله للسلام والوئام على أنغام موسيقى الريغي الهادئة.
وظل أعضاء المجموعة، الذين ينحدر معظمهم من المغرب، أوفياء لوطنهم الأم حيث افتتحوا الحفل تحت أنغام النشيد الوطني بإيقاع الريغي المتفرد، قبل أن يطل زعيم المجموعة، بريزيدانت براون، مخاطبا عشاقه «كيف حالكم هل أنتم مستعدون ؟»، ليبدأ بكوكتيل غنائي سافر بعشاق موسيقى الريغي إلى عوالم الجنون.
أخذ النجم البريطاني العالمي سامي يوسف جماهير مهرجان موازين – إيقاعات العالم الذي افتتج دورته السادسة عشرة، أمس الجمعة بمنصة النهضة بالرباط، في سفر روحي بين أعطاف الموسيقى الدينية.
متوسلا بصوته الدافئ الحاني، ومحفوفا بإيقاعات هادئة صاخبة، قدم يوسف توليفة رائقة بديعة من أشهر أغانيه التي اكتست ثوب العالمية، وكشفت جانبا من أسرار النجاح المتنامي الذي يحظى به لونه الفني.
وقدم الأسطورة الحية للأغنية الفرنسية شارل أزنافور ونجمة موسيقى الإلكترو بوب البريطانية إيلي غولدينغ حفلين فنيين، اليوم الجمعة، على التوالي بالمسرح الوطني محمد الخامس ومنصة السويسي بالرباط، أعطيا من خلالهما انطلاقة الدورة السادسة عشرة لمهرجان «موازين – إيقاعات العالم».
وتأكيدا لتميز هذا الموعد الموسيقي والثقافي الذي لا محيد عنه، قدم الفنان شارل أزنافور حفلا يبقى طويلا بالذاكرة بالمسرح الوطني الباذخ، فأسعد معجبيه الذين قدموا من مختلف الأعمار والجنسيات ليرددوا معه بعض أشهر أغانيه الخالدة من قبيل «طان كو لون سيمورا» (ما دمنا نحب بعضنا البعض)، و»بارسوكو» (لأنه)، و»جو فواياج» (أسافر).
وانطلقت الجمعة فعاليات النسخة 16 لمهرجان موازين إيقاعات العالم مقدمة باقة من العروض الموسيقية والفنية ستؤثث شوارع العاصمة ومنصاتها بأنغام وإيقاعات موسيقية من كل أنحاء المغرب وخارجه في حفل فني يعكس تطور المشهد الثقافي المغربي وتنوع مكوناته.
كما تتضمن هذه البرمجة التي تروم إرضاء كل الأذواق الموسيقية من كل الفئات والأعمار، عروضا خاصة تتألف من ألعاب بهلوانية، وفقرات موسيقى ورقص تؤديها فرق محترفة في مجال الفنون الحية الحضرية، ستجوب أبرز شوارع العاصمة في مبادرة تعمل من خلالها على تقريب الفن من الناس.
وتقترح هذه الدورة، المنظمة إلى غاية 20 ماي، على غرار سابقاتها برنامجا متنوعا ومتكاملا بمشاركة نخبة من الفناين المغاربة على اختلاف ألوانهم الموسيقية كالشعبي وكناوة والأغنية المغربية، بالاضافة إلى تشكيلة عالمية من رواد الأغنية الشبابية العالمية.
الفرنسي شارل أزنافور والبريطانية إيلي غولدينغ يحييان حفلين استثنائيين بالرباط والموسيقى المغربية تتسيد بمدينة سلا
الكاتب : الرباط: يوسف هناني
بتاريخ : 15/05/2017