أبو بكر اعبيد: إشكالية الازدحام على مستوى النقل والاكتظاظ الطرقي خلال المناسبات
المساوي السالك: استراتيجية النهوض بالسياحة الجبلية والقروية
أكد المستشار أبوبكر اعبيد، عضو الفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية بمجلس المستشارين، أن أهم ما يمكن مناقشته بعد أسعار أضاحي عيد الأضحى المبارك، هو إشكالية الازدحام على مستوى النقل الطرقي.
وأضاف المستشار الاشتراكي، في ذات السؤال، خلال الجلسة العامة المخصصة للأسئلة الشفهية، يوم 11 يونيو 2024، أن هذه الإشكالية تحيل على سمفونية الاكتظاظ في المحطات الطرقية والطرق الوطنية ومحطات أداء الطرق السيارة، خصوصا ونحن نتحدث عن كثافة التنقل من وإلى شمال وجنوب وشرق وغرب المملكة. الأمر الذي يخلق العديد من التحديات، حيث إن الموضوع لا ينفك يتكرر في كل مناسبة بدون حل جذري له.
وسجل المستشار أبوبكر أن واقع الأمر يجعلنا نرى غياب استراتيجية شاملة مرتبطة بتحقيق الالتقائية والتنسيق المحكم بين مختلف القطاعات الحكومية ذات الصلة، وضعف تنزيل البرامج المعتمدة في هذا الصدد من قبيل برنامج دعم تجديد أسطول النقل، وتوسيع مجال الرقمنة في قطاع النقل بشكل عام والنقل الطرقي بشكل خاص، وإلى حد كبير غياب الرقمنة في المجال، إضافة إلى ضعف وتيرة الإصلاح على مستوى البنيات التحتية …
وشدد المستشار الاشتراكي على أن تكثيف الجهود في سبيل تطوير هذا القطاع هي ضرورة قصوى خصوصا وأننا على مقربة من فصل الصيف الذي تزداد فيه حركة الطرقات ووسائل النقل، الأمر الذي يستلزم تشجيع الاستثمار والمبادرة الحرة والرفع من فعالية الخدمات عبر استخدام التكنولوجيات الحديثة لتحسين عمليات اقتناء التذاكر وتدبير حركة المرور وتقليل حدة الحوادث، فضلا عن الرفع من جاذبية النقل العمومي الطرقي للمسافرين، وتسريع وتيرة برنامج تجديد مركبات النقل الطرقي، خصوصا تطوير النقل القروي باعتباره رافعة أساسية لفك العزلة وضمان تعزيز السياحة القروية التي نراهن عليها اليوم في توسيع العرض السياحي.
من جانبه أكد المستشار الموساوي السالك، أن الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية يجد في القطاع السياحي آلية أساسية للنمو الاقتصادي وتعزيز فرص الشغل والحد من الإشكالات المجتمعية، لكن «نسجل، للأسف، ضعف الحكومة في مقاربة هذا القطاع بالشكل المطلوب وفق ثنائية العدالة المجالية وتنوع الأقطاب السياحية».
وأبرز المستشار الاشتراكي في نفس الجلسة العامة، أنه يتم الاقتصار على الدعم بشكل كبير للسياحة الساحلية، في غياب شبه كامل لرؤية حقيقية لتنمية السياحة القروية والجبلية التي تعتبر مجالا خصبا للنشاط السياحي، خصوصا وأنه لا يفصلنا عن تنظيم كأس العالم 2030 سوى أقل من بضع سنوات، بمعنى تتضح الحاجة إلى توسيع هامش العرض السياحي وإدماج المجال الجبلي والقروي في هذا العرض.
وفي هذا السياق استحضر المستشار الموساوي، العديد من المناطق الجبلية التي تزخر بمؤهلات سياحية جد كبيرة مثل المناطق التابعة للشاون في الشمال، ومناطق الجنوب الغربي مثل زاكورة والواحات المحيطة بها، وقرى جنوب المملكة العيون والداخلة، التي لا يخفى على أحد المكانة التي أصبحت عليها كوجهة عالمية للسياحة، نتيجة الموروث الصحراوي المادي واللامادي الذي تحظى به.
وسجل المستشار المساوي، أنه بالرغم من هذا التنوع في عموم البلاد، فإنه لا يُستثمر بالشكل المطلوب، لا من حيث استقطاب المواطنين في إطار السياحة الداخلية، ولا من حيث جذب السياح الأجانب لزيارتها.
وشدد المستشار الاشتراكي على ضرورة رفع جاذبية هذا العرض السياحي القروي والجبلي والترويج له بشكل أكبر، وتجويد الخدمات السياحية فيه، والرفع من مستوى الاستقبال وحفاوته، وذلك عبر تكثيف البرامج المعتمدة في معاهد ومراكز التكوين والترويج لها في البرامج الدراسية والجامعية، والانفتاح على تجارب الدول الرائدة في هذا المجال ومحاولة تكييفها داخل بلادنا بشكل يضمن زيادة الإشعاع السياحي في إطار رؤية مستدامة للسياحة تستجيب لإرادة جلالة الملك محمد السادس وتطلعات المغاربة في قادم الأيام.
وعلى هذا الأساس، ساءل المستشار الاشتراكي، الوزيرة ، عن استراتيجية الوزارة للنهوض بالسياحة القروية والجبلية؟