«الفن ذوق وجمال» شعار الدورة الأولى للمعرض الجماعي الذي احتضنه المركب الثقافي سيدي بليوط بالدارالبيضاء

تحت شعار «الفن ذوق وجمال» عرفت إحدى قاعات المركب الثقافي سيدي بليوط بمدينة الدارالبيضاء يوم الإثنين 6 يناير الجاري، افتتاح المعرض الفني التشكيلي الجماعي المنظم من طرف الفنان التشكيلي عبد اللطيف صبراني، بتنسيق مع جمعية «أجيالكم للثقافات والفنون والتنمية»، و قد شارك في هاته التظاهرة التي امتدت لغاية 12 يناير، نخبة من أهم فناني الحركة التشكيلية المغربية المعاصرة، المنتمين لأجيال متعددة ومدارس فنية مختلفة، قدموا خلالها مجموعة من الأعمال الفنية المميزة.
وفي هذا الإطار فقد صرحت الفنانة التشكيلية سارة ظفر لله ورئيسة جمعية «أجيالكم للثقافات والفنون والتنمية» بأن هذا أول معرض للجمعية التي تمثلها والذي نظم بمدينة الدارالبيضاء بتنسيق مع الفنان عبد اللطيف الصبراني الذي كانت له علاقة مباشرة مع الفنانين. وأوضحت أن المعرض يتميز بتنوع في اللوحات وفي المدارس الفنية، وبتواجد مختلف الفنانيين مثل يوسف فنينو، وعبد الوافي العيسي، وفاليري إيسكوليا وشيماء وقاسم بنمسعود والخطاط الشهير أقرماد..، أما بالنسبة لها فقد شاركت كفنانة، بأعمال اعتمدت فيها على أسلوب المدرسة الواقعية، مضيفة أنها تشتغل على المرأة المغربية والإفريقية وأنها ترمز من خلال اللوحات التي عرضتها، لقوة المرأة المغربية وجمالها وذاك التوازن الذي تتمكن من خلقه بينهما.
من جهته فقد صرح الفنان التشكيلي عبد اللطيف صبراني، الأستاذ السابق بالسلك الثانوي الذي استفاد من المغادرة الطوعية للتفرغ للمجال الفني وتنظيم المعارض، بأنه سبق ونظم مجموعة من اللقاءات الفنية، بكل من الدارالبيضاء والعيون وإملشيل، وكان من بين الأوائل الذين عرضوا في هاته الأخيرة. كما شارك أيضا بمدن أخرى كطرفاية وببني ملال ومراكش وأسفي وقام بتنظيم معارض بفرنسا بمدينة مونبولييه صحبة الفنانة نعيمة السبتي. واسترسل قائلا بأن هاته التظاهرة، تستضيف عارضين من مختلف الأجيال، عن قصد، كي يكون هناك تلاقح بين المدارس والتجارب. وحول شعار الدورة «الفن ذوق وجمال « فاستطرد الفنان مفسرا بأن الفن هو وسيلة وأداة للتربية والتهذيب وتجميل النفس وتحسين السلوك، والفن التشكيلي يعد من بين الأليات التي تغذي الروح وتنمي هذا الذوق «خاصة أننا نحن نحتاج لذلك في وقتنا الراهن»، معتبرا أن الفن يساهم في خلق المواطن الصالح.
من بين زوار المعرض الجماعي، الفنان عبد المجيد بنكيران عضو النقابة الحرة للموسيقيين ومتقاعد من الجوق الوطني، سبق واشتغل رفقة الأستاذ عبد النبي الجيراري، والذيصرح بأنه حضر افتتاح مهرجان الفنون هذا ، بسبب حرصه على الحضور لمثل هاته التظاهرات لتشجيع الفنانين، لأن هؤلاء الأخيرين بحاجة إلى ذلك.
الفنانة صفاء الفتيح ذات 22 ربيعا من مواليد الدارالبيضاء وخريجة أكاديمية الفنون التقليدية والمقيمة حاليا بهولندا كانت من بين المتواجدين أيضا في هذا الفضاء، وقد عبرت عن سرورها لحضورها لهذا الافتتاح. وعن نفسها، فقد قالت بأنه سبق وساهمت في النسخة الأولى للنقابة المغربية للفنون التشكيلية في إحدى مسابقاتها، وكانت من بين الفائزين إذ حصلت على الرتبة الثالثة، وبعدها شاركت في مهرجانات بكل من فاس وشفشاون، وسبق وشاركت بثلاث معارض نظمت بالمكتبة الوسائطية التابعة للمسجد الحسن الثاني، وبالرباط بمعرض حروفيات نسائية، وبمهرجان دولي بمدينة شفشاون، خلال شهر غشت من السنة الماضية وغيرها من المشاركات من بينهم ورشات بمدارس بأوربا بمعاهد بألمانيا. كما أفادت بأنها ستساهم في 23 يناير الجاري في مهرجان دولي بالهند.
خلال اللقاء الثقافي، استطاعت الجريدة ّأن تأخذ شهادات فنانين عارضين آخرين، من بين هؤلاء الفنان التشكيلي الشاب يوسف فنينو، الذي عبر عن فرحته لتواجده بهذا اللقاء الذي يعد، الرقم43 في قائمة المعارض الجماعية التي شارك بها، دون احتساب معارضه الفردية، والذي أتاح له لقاء أشخاص لم يرها منذ طفولته عندما كان يزورهم بمعية والده الفنان التشكيلي فنينو عبد لله. وصرح فنينو بأن هناك فنانين شاركوا لأول مرة خلال هذا المعرض، من بينهم شاكور من مدينة خريبكة و سارة التي تشارك لثاني مرة بمدينة الدارالبيضاء، وأشار إلى تواجد عارضين آخرين أجنبيين رفقة الفنانين المغاربة، واعتبر أنهما أضافا لمسة مميزة على هذا المعرض الجماعي. أما بالنسبة له، يقول يوسف فنينو، بأنه شارك بطرفاية في معرض من تنظيم جمعية «ألوان السلام بالعيون» شهر دجنبر الماضي، إذ تم استقبالهم استقبالا حارا، على حد قوله، وخاصة من طرف الفنانة الشهيرة في المنطقة «تحفة الهراح»، وأنجزوا لوحة كبيرة تعكس خارطة العالم وترمز للتعاون والتكامل ما بين القارات الخمس وكانت تظاهرة ضخمة حضرها مجموعة من الفنانين المشاهير بالأقاليم الصحراوية ومن بينهم «أخروب» الفنان الذي درس بمعهد الفنون الجميلة بالدارالبيضاء. كما تعرف هناك على العديد من الفنانين «البصراوي» و«ناصر» .. وفي مدينة العيون شارك في مؤتمر النساء وتم تكريمه هناك. كما شارك بمعرض رفقة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ونال خلاله على الجائزة الثانية، وتطرق من خلال لوحاته التي عرضها هناك، للتقاليد المغربية القديمة وطريقة لباس اليهود المغاربة خلال فترتي الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي ورسم أقواس الملاح حيث كانت تقطن هاته الطائفة بكل من فاس والصويرة والدارالبيضاء والرباط و قام ببحث قبلي قبل أن يقوم بهذا العمل، وهذا يدخل، يستطرد مفسرا، ضمن تصوره العام لأعماله ولمشروعه الذي ّيقوم به بتنسيق مع وزارة الثقافة، كما سبق وصرح في حوار سابق مع جريدة «الإتحاد الإشتراكي». وحرص يوسف على أن يشكر جميع الجهات التي عملت على أن يكون لهذا المعرض وجود، مثل جهة الدارالبيضاء الكبرى والجماعة التي منحتهم قاعة العرض بحلتها الجديدة، كما شكر عبد اللطيف الصبراني بصفته من المنظمين الذي يعملون على التعريف بالشباب والفنانين الجدد وأيضا جمعية فنون الثقافات بالمشرع بلقصيري التي نظمت هاته التظاهرة


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 15/01/2020