الفنان إدريس الروخ يكتب الإعلامي والناقد السينمائي حسن نرايس … ثقافة رجل اصيل

ذاك هو الإنسان إرادة … عزم .. تصميم هدف وعمل مستمر وما تبقى … رحلة طويلة تأخذه إلى وجهات مختلفة من زمنه الذي يعيشه وهو العارف بأهميته والمجرب لذبذباته وهزاته… وقساوته … وتقلبات لحظاته بحلوها ومرها … بسكونها.. وزبدها …
هذا هو الإنسان في مغازلته لما يعيشه يوميا في طرقات يسلكــــــــها أثناء حياته، … تلك هي العبرة الأساسية… التي استخلصتها من ابن الحي المحمدي … ابن درب مولاي الشريف … الابن البار لثقافته وثقافة بلده.. إنه و بكل فخر وبكل اعتزاز الصديق والأخ .. الكاتب … الشاعر … المسرحي … الملهم .. المبدع … المؤنس… المنفتح … الصحفي… المثقف.. الإنسان… الوفي… المغامر… الشهم … الرجل ذو المواقف الجريئة… القلم الحر ……. الأستاذ حسن نرايس.
عرفته أصيلا، وظل كذلك لم تغيره تقلبات الظهر، ولَم تنل من شخصيته… بل زادته فهمًا ومعرفة … وتشبثا… بماضيه و بأصوله التي تغذيه وتزرع بداخله عناوين الصدق والوفاء وثقافة الاعتراف بالجميل … هو الجميل … الخلوق … البشوش ……
في كل جلسة معه تحس بأن للحياة لونا آخر وذوقا آخر … يتكلم بلغة الكبار هو الكبير … وبلغة الشعراء هو الشاعر … وبلغة… الحكماء … هو الحكيم … يتكلم من خبرته في ميادين تستهويه … هو المحب لأب الفنون … العاشق للغة الركح … ورسم الشخصيات… هو القارئ الذكي … المطلع على خبايا كتابة السناريو … الناقد … العاشق لفن الصورة … تارة تلقاه منتشيا… وتارة آخرى متألما … حزينا لما آلت إليه أوضاعنا في خلق سينمانا التي تشبهنا دون اللجوء لثقافة غيرنا ونقلها قبحا و ليس حسنا… فنحن هويتنا وثقافتنا … و تاريخنا.
تلقاه هنا وهناك بين مهرجان وآخر يشاهد يلاحظ… يحاضر… ينتقد… يشجع… يدعم … يخلق لقاءات وينظم ندوات وينخرط في ورشات … لا يمل لا ييأس … لا يتعب .. يعرف أن طريق تحقيق الأهداف مليء بالمطبات… يعرف أننا نعيش زمن الأخطاء … وأننا في الزمن الموحش… نرتمي بين أحضان لعبة النسيان.. نركب لجسدنا الذابل أجنحة التيه… إنها أيضا أخطاؤنا …
هكذا تجده ينتقد نفسه قبل الآخر … نعيب زماننا والعيب فينا … لكن العيب كله عندما نعيش في مجتمع لا يقرأ … لا يحب ثقافته…لا يشاهد نفسه في المرآة .. ولا يطفو على سطح الحقيقة لكي يصبح حرا… يصبح حقيقيا… يصبح كائنا بقوله شكسبير الوجودية «أكائن أنا أم غير كائن»… تلك أفكار وأحلام حسن تلك فلسفته… رغبته في أن يصبح الكل يقرأ في الحافلة و الترامواي و الحدائق العمومية و المقاهي … تلك أمانيه في أن تفتح صالات العرض أبوابها لعشاق الكلمة وصانعي الفرجة… تلك رسالته في ان تمتليء قاعات السينما بمن يَعرِفون أن للجسد ذاكرة، وأن للعقل صورة.. وأن للشخصيات امتدادا في المستقبل … أليس تاريخ الشعوب و حضارتها يقاس بأهمية مثقفيها و فنانيها و مبدعيها و مدى إقبال الجماهير على مشاهدة أعمال فنية تليق به و ترفرف به عاليا في السماء …
حسن يسكن بداخله الحي والشعر .. وباريس… ومحمد شكري… ومحمد سكري..، وباحسن الصقلي.. والعربي اليعقوبي وخير الدين… وبرادة… وناس الغيوان… وسينما السعادة … وأزقة و دورب الحي المحمدي … والحي اللاتيني …و مونبرناس…ومومارت.. وجوسيو…والطاس وما أدراك ما الطاس…


الكاتب : بقلم: إدريس الروخ

  

بتاريخ : 10/11/2018