القمة العربية بالأردن.. انتهاء الاستعدادات لاستضافة القادة العرب والضيوف بالبحر الميت

أنهى الأردن استعداداته التحضيرية لاستضافة القادة العرب والضيوف المدعوين للمشاركة في القمة العربية في دورتها الـ 28 التي تنعقد اليوم الأربعاء بمنتجع البحر الميت (55 كلم عن عمان).
وأكدت المتحدثة باسم الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية بالأردن، السفيرة ريما علاء الدين، أن المملكة الأردنية الهاشمية أتمت كافة الاستعدادات لاستضافة القمة العربية الرابعة التي تستضيفها الأردن على أراضيها، معربة عن سعادة حكومة بلادها باستضافة القادة العرب في المملكة حيث تمت مراعاة الاستعدادات في كافة النواحي اللوجيستيكية والإعلامية والتنظيمية لاستقبال ضيوف الأردن.
ومن المنتظر أن يحضر هذه القمة، حسب تقارير إعلامية، 16 من الرؤساء والملوك والأمراء العرب، إلى جانب الضيوف الذين وجهت لهم دعوة المشاركة في الجلسة الافتتاحية للقمة، ومن بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي حل أمس الثلاثاء بعمان، ومبعوث شخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين (نائب وزير الخارجية الروسي، مبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف)، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فاكي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، ورئيس البرلمان العربي مشعل السلمي، ومبعوث للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومبعوث للحكومة الفرنسية.
وشارك المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي مستورا، في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد أول أمس الاثنين، حيث اطلع الوزراء على مستجدات العملية السياسية المستمرة في جنيف، بدءا من نتائج اجتماعات (جنيف1) إلى الآن، وهي عملية التفاوض السياسي التي تجري بين مختلف الأطراف السورية.
واختتمت أول أمس آخر سلسلة من الاجتماعات التحضيرية للقمة (التي بدأت يوم 23 مارس الجاري) بعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة، والذين تبنوا جميع مشاريع القرارات (حوالي 17 مشروع قرار) التي انبثقت عن اجتماع المندوبين الدائمين، تمهيدا لرفعها إلى القادة العرب في اجتماعهم اليوم، وفق ما أعلن عنه الاثنين وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر صحفي عقب انتهاء أشغال الاجتماع الوزاري.
وتضمنت البنود المدرجة على جدول أعمال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب عددا من القضايا السياسية والأمنية على رأسها قضية العرب المركزية، القضية الفلسطينية، والقدس، والتحديات الأمنية الراهنة وأهمها الإرهاب والتطرف، ومواجهة خطر التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى الأزمات في سوريا واليمن وليبيا.
وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أمين الصفدي، إن هذا التوافق يعكس اهتمام وحرص الجميع بأن تكون «قمة عمان» منطلقا لعمل عربي جامع وشامل منسق لمواجهة التحديات، مؤكدا أن حضور القادة العرب إلى قمة عمان، «غير المسبوق على مدى السنوات الماضية»، دليل على حرص القادة للعمل معا وبشكل أخوي ومنسق لإطلاق حقبة جديدة من العمل العربي وزيادة التعاون العربي المشترك.
وعلى المستوى الإعلامي، أكدت السفيرة ريما علاء الدين، في تصريحات للصحافة على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة، أنه تم تطبيق أعلى المعايير لضمان سهولة حصول الإعلاميين على المعلومة، وتم تنظيم لقاءات صحفية يومية لمواكبة الأنشطة والفعاليات اليومية التحضيرية للقمة، وأخذ كافة المعلومات اللازمة حول الاجتماعات.
وأشارت إلى أن (قمة عمان) ستكون القمة العربية الأولى التي تعتمد تطبيق نشر المعلومة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أطلقت الأردن على القمة إعلاميا اسم «القمة الرقمية» حيث تهدف اللجنة الإعلامية للقمة من خلال ذلك إلى إطلاع الشباب العربي الذي يشكل أكثر من 60 في المئة من سكان الوطن العربي على الحصول على المعلومة، خاصة وأنه يحصل عليها بدرجة مباشرة من وسائل التواصل الاجتماعي وليس بالضرورة من وسائل الإعلام التقليدية.
وفي ما يخص النواحي اللوجستيكية للقمة، أكدت السفيرة ريما أن الأردن لديه تاريخ طويل في استضافة القمم العربية، وهذا ينعكس على هذه القمة «وبالتالي سوف يجد القادة العرب مستوى تنظيم متميزا يعكس مدى ترحيب الملك عبد الله الثاني بضيوفه».
وبالنسبة للمسألة التنظيمية، قالت المتحدثة باسم الاجتماعات التحضيرية للقمة «إن هناك تسهيلا مقدما لكافة الوفود المشاركة باعتبار أن الأردن ينتظر مشاركة واسعة للقادة العرب والتي ستنعكس إيجابيا على القمة»، مضيفة أنه «بسبب الظروف التي تعيشها المنطقة والمرحلة الحرجة التي تمر بها فإن كافة القادة العرب سيحرصون على حضور القمة».
وأضافت أنها «تتوقع حضورا كاملا لكل الدول العربية والزعماء العرب لما تمثله هذه المرحلة من ضرورة لإحياء وتفعيل العمل العربي المشترك لمكافحة التهديدات والآفات التي تعاني منها المنطقة خاصة الإرهاب والتطرف والأزمات المتتالية التي تضرب المنطقة، وبهدف حل العديد من المشكلات المتعلقة بالتنمية والبطالة وتمكين المرأة والشباب»، مبرزة أن هذه الموضوعات تعكس الوعي البالغ للقادة العرب بضرورة معالجة تلك المشاكل وإيجاد حلول ناجعة والتصدي للمخاطر التي تحدق بالقضية المركزية للأمة العربية وهي القضية الفلسطينية.
ومن جهتها، أكدت الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية، السفيرة هيفاء أبو غزالة، في تصريح للصحافة، أن القمة العربية التي تعقد في عمان تأتي في وقت بالغ الأهمية بالنسبة للأمة العربية بسبب النزاعات المستمرة في العالم العربي والإرهاب الذي ضرب المنطقة العربية بالكامل والذي سيكون من أهم الأولويات المطروحة على جدول أعمال القمة.
وأضافت أبو غزالة أن القضية الفلسطينية وقضايا اللاجئين السوريين تعتبر أهم القضايا العربية، وهي تحتاج إلى قرارات حاسمة من قبل القادة والزعماء العرب الذين سيحضرون القمة لإيجاد حلول لتلك القضايا، مشيرة إلى أن الاجتماعات التحضيرية التي عقدت من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي سواء على مستوى المندوبين الدائمين أو على المستوى الوزاري، وعلى مستوى وزراء الخارجية العرب، هي من أجل الاستعداد الجيد للقمة العربية لاتخاذ قرارات هامة على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للعالم العربي وإيجاد حلول لكل تلك القضايا.
وأشارت الأمينة العامة المساعدة بالجامعة العربية إلى أن «العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تربطه علاقة جيدة بكل الرؤساء والأمراء والملوك العرب لذلك من المتوقع أن يكون الحضور العربي كبيرا من قبل الرؤساء والأمراء من أجل اتخاذ قرارات حاسمة في كل الملفات والأردن بذل مجهودا كبيرا قبل انعقاد القمة العربية بالتواصل مع الجميع لإنجاح القمة».
ومع انتهاء الاستعدادات واستكمال الإجراءات التنظيمية والإدارية واللوجستيكية لاستضافة (قمة عمان) العربية، يعلق الجمهور العربي على امتداد مساحة الوطن العربي الآمال العريضة والكبيرة لنجاح هذه القمة والقرارات التي ستصدر عنها في الظروف الراهنة الدقيقة والحرجة والخطيرة بل وغير المسبوقة التي تمر بها الأمة العربية والجراح الدامية التي أثخنتها والخلافات التي مزقتها، وبما يساهم في إحياء العمل العربي المشترك، واستعادة نفوذ ودور وفاعلية الأمة.