احتفل البروتستانت والكاثوليك الثلاثاء بالذكرى ال 500 للاصلاح وسط دعوات الى الغفران والوحدة، فاقيم قداس حضرته المستشارة انغيلا ميركل في فيتنبرغ، مهد مؤسس حركة الاصلاح الراهب مارتن لوثر.
ووفقا للتقاليد، فمن من باب الكنيسة القوطية في هذه المدينة في شرق المانيا بدأ اكبر زلزال لاهوتي في تاريخ المسيحية، والتشكيك في عقيدة الكنيسة الكاثوليكية من خلال انتقاد انتهاكات المؤسسة البابوية وعبادة القديسين.
وشاركت ميركل والرئيس فرانك فالتر شتاينماير، وقادة دول مجاورة في قداس في كنيسة “جميع القديسين” في فيتنبرغ يعلن انتهاء يوبيل تم الاحتفال به في جميع أنحاء العالم.
وقد أقيمت الاحتفالات بالذكرى السنوية قبل عام في لوند في السويد بحضور البابا فرانسيس، وهي واقعة كان لا يمكن تصورها لفترة طويلة في ظل العلاقات التي تخللها عنف استمر زمنا بين الكاثوليك والبروتستانت.
واعلن الفاتيكان والاتحاد اللوثري العالمي فى بيان مشترك الثلاثاء “نطلب الغفران لاخفاقاتنا وللطريقة التي تسبب بها المسيحيون بجروح في جسد الرب والاساءات المتبادلة بينهم”.
واضاف في الوقت نفسه “اننا ملتزمون مواصلة العمل معا (…) بحثا عن توافق كبير لتسوية الخلافات المتبقية بيننا”.
وتابع البيان “للمرة الاولى، ينظر اللوثريون والكاثوليك الى الاصلاح في ظل افاق مسكونية”، مع “نظرة جديدة” الى اسباب التفكك.
واكد “من الواضح ان المشترك لدينا اكبر بكثير مما يفرقنا”.
وأشار النص خصوصا الى الازواج المختلطين من كاثوليك وبروتستانت الذين يرغبون في ان يكونوا قادرين على المناولة في كنائس الطرفين، مؤكدا أن هذا هو “هدف جهودنا المسكونية”.
في المانيا، يتخذ “يوم الاصلاح” طابعا خاصا. فيوم 31 تشرين الاول/اكتوبر هو يوم عطلة في العديد من المقاطعات الالمانية، وخصوصا في الشرق، لكن البلاد باسرها كانت في عطلة الثلاثاء بهذه المناسبة.
وقالت ميركل، وهي ابنة قس لوثري، السبت “ان الاصلاحات حققت الكثير من التغييرات الاجتماعية”.
وشددت المستشارة على “العلاقة المثيرة جدا للاهتمام في المانيا بين الكنيسة والدولة، من دون فصل كامل كما في فرنسا”، واكدت ان المسيحية هي “احدى اساسات” ثقافة العمل في المانيا.
واوضحت وزارة السياحة الالمانية ان الاحتفالات بمناسبة نصف الفية حركة الاصلاح، التي تميزت باقامة قداديس ومعارض وتجمعات في 700 مدينة المانية، جذبت ثلاثة ملايين سائح عام 2017.
واستعدت مدينة فيتنبرغ لهذه المناسبة منذ أشهر، من الهامبرغر الى الالعاب ومحلات بيع التذكارات المليئة بمنتجات تتعلق بتماثيل لمارتن لوثر.
يشار الى الراهب الالماني كان احد اوائل الكتاب باللغة الالمانية وصاحب الترجمة الاولى للكتاب المقدس إلى العامية.
الا ان اسمه يبقى مرتبطا أيضا بأحد أحلك الصفحات في تاريخ المانيا بسبب انتقاده اليهودية في كتاباته. وكان مرجعا للايديولوجية النازية التي استخدمته كغطاء ديني لافكارها.
ومن الصعب معرفة اعداد اتباع البروتستانتية في العالم بسبب تفككها الى عدد لا يحصى من الكنائس. ويقدر تقرير صادر عن مركز أبحاث “بيو” الاميركي المستقل ان هناك اكثر من 800 مليون “من البروتستانت المعروفين كذلك بالمعنى الواسع للكلمة” في العالم، اي اكثر من ثلث جميع المسيحيين، في حين يشكل الكاثوليك حوالي نصف المسيحيين والارثوذكس 12 في المئة.
الكاثوليك والبروتستانت يحتفلون بالذكرى الـ 500 للاصلاح
بتاريخ : 02/11/2017