الكتابة والصحراء قراءة في مؤلفات فردية وجماعية -19- تاريخ الشرفاء العروسيين كمظهر من مظاهر الوحدة الوطنية

ماهي العلاقة بين الكتابة والصحراء؟ وكيف تلازمتا منذ زمن بعيد؟ ألم تكن الكتابة مرتبطة بالصحراء، هل هناك حدود للكتابة في الصحراء أم لا حدود لها مثل كثبان الرمال؟ وأيهما أقرب إلى ثقافة الصحراء: الكتابة أم الشفاهية؟
إنها تساؤلات عميقة تنبعث ونحن نتأمل المتون والمؤلفات التي اتخذت من الصحراء تيمة لها. فلقد شكلت الصحراء دوما فضاء غنيا بامتياز وباعثا على الإبداع والتدوين. بإرثها التاريخي العميق ،وبتنوع تضاريسها، وغنى مواردها الطبيعية التي تجمع البحر والبر في التحام وتناسق جميلين ،كما شكلت ملتقى للحضارات المتعاقبة على المغرب ، لذلك نبغ منها شعراء عديدون ومفكرون كانوا من رموز زمانهم ، ومثقفون ألفوا وأنتجوا كتبا ما يزال بعضها رهين خزانة المخطوطات ينتظر التنقيح وإخراجه من ركام الأتربة ليستفيد منه الأحفاد بعدما أنتجه الأجداد منذ زمن غابر

الكتاب هو تجميع لأشغال ندوة نظمت بالرباط يومي 1 و2 غشت 2002 وهو من إصدارات مركز الشيخ سيدي أحمد العروسي للدراسات والأبحاث
وقد تضمن الكتاب الذي يتوزع على 132 صفحة على 10مداخلات متنوعة وهي :
1+سيدي أحمد العروسي الشريف المتصوف لأحمد الوارث حيث قدم نبذة عنه ،وعن مساره العام ،مشيرا أنه من أنصار الإبداع والانفتاح في تاريخ الفكر الصوفي المغربي ،ومن أنصار الحرية في إبداء الرأي وإن كان حريصا على أن يكون هذا الانفتاح والحرية في مغرب مستقل وموحد.
2+العروسيين :من الجد الجامع إلى المجموعة الاجتماعية لمحمد دحمان حاول أن يجيب فيه عن التساؤلات الآتية : من هو الشيخ سيدي أحمد العروسي؟ وكيف انتشرت قبيلة العروسيين؟ و ماهي الممارسات الحضارية لهذه المجموعة الاجتماعية؟
3+الشرفاء العروسيين من خلال كتابات أهل الجنوب لمحمد ماء العينين
حاول فيه الباحث إثارة أسئلة جوهرية وحارقة وأبرزها : لماذا نريد إعادة كتابة تاريخنا الوطني ؟هل لأن ماكتب لا يصلح أن يكون تاريخا لهذا الوطن ؟ وكيف إذن نكتب هذا التاريخ ؟ووفق أي منهج ؟وبالتالي أية مصادر كفيلة بتحقيق ذلك وكيف الوصول إليها ؟وهل نعتمد على نماذج دون أخرى ؟ ثم هل ننطلق من التاريخ العام الرسمي للمغرب أو من التاريخ المحلي الجهوي ؟ وفي محاولة الجواب يخلص الباحث أن مجموعة من المهتمين أيقنوا أنه لا يمكن إعادة الاعتبار لتاريخنا الوطني وبشكل مضبوط إلا إذا جزئ هذا التاريخ إلى وحدات زمانية ومكانية تسمح باستغلال الوثائق المحلية .
4+قبيلة الشرفاء العروسيين في موريتانيا بين الأمس واليوم :الحضور السياسي والثقافي لأحمد ولد حبيب الله تطرق فيها لتاريخ وتطور قبيلة الشرفاء العروسيين في موريتانيا ،الأسر العروسية في أنحاء موريتانيا اليوم، وملامح الحياة العلمية والاجتماعية والسياسية لها متوقفا كذلك عند المصادر الموريتانية المكتوبة التي تناولت هذه القبيلة وقيمتها التاريخية والعلمية.
5+الولي الصالح سيدي أحمد العروسي في آثار الدارسين لإدريس نقوري استخلص خلالها من مصادر متعددة عربية وغربية ومن الرواية الشفوية أن سيدي أحمد العروسي دفين الساقية الحمراء هو ابن الشيخ العروسي دفين تونس، وأنه شريف وولي صالح ومؤسس القبيلة العروسية ..كما أن القبيلة لها امتدادات في أقطار المغرب العربي وأنها ذات فروع بالمغرب
6+هجرة الشيخ سيدي أحمد العروسي من مراكش إلى الساقية الحمراء لمحمد الجيلاني
7+طقس الطائفة لدى العروسين (دراسة ميدانية بمنطقة عبدة) لعبد الرحيم أحمين
8+العروسيين من العهد السعدي إلى عهد العلويين ثلاثة قرون من الجهاد ولوفاء لخرباش عبد اللطيف
9+مساهمة قبيلة العروسيين في الجهاد ضد الغزو الأجنبي لنور الدين بلحداد
عرف فيه بالقبيلة وأهلها الذين ينحدرون من جدهم سيدي أحمد العروسي الذي هاجر حسب أغلب الدراسات التاريخية من الصحراء التونسية إلى المغرب بسبب الغزو المسيحي لسواحل افريقيا الشمالية. كما أنهم يتشكلون من ثلاث فخدات هي : أولاد خليفة، وأولاد سيدي زين الدين، وأولاد سيدي بومهدي و أولاد سيدي ابراهيم ، كما ذكر بمواقف العروسيين من الاستقرار الأجنبي في سواحل الصحراء المغربية ،وعلاقة قبيلة العروسيين بالمخزن المغربي
10+الشرفاء العروسيون من خلال المصادر :نزوع وحدوي لسعيد الفاضلي .
تناول فيه النسب العروسي الشريف وأن انتشارهم بأصقاع المغرب على مر العصور وتواجد فروعهم بمراكش وسطات والشاوية وسوس والأطلس المتوسط من أدلة الوحدة الوطنية.
مختتما بالحديث عن الشرفاء العروسيين في الصحراء المغربية مبرزا أنها كانت عامل توازن وترجيح وسلام واستقرار معددا في الأخير بعض مظاهر إسهام العروسيين الجهادي والوطني .
وقد تضمن الكتاب في الأخير مجموعة من الملاحق تتضمن وثائق تتوزع على قصائد و شجرة لبعض الأنساب وظهائر وخرائط مختلفة تندرج في الإطار العام لعنوان الكتاب.


الكاتب : م محمد البوزيدي

  

بتاريخ : 22/03/2025