الكتب المستعملة .. «طوق نجاة» للأسر في مواجهة الغلاء خلال الدخول المدرسي

مصاريفه ترتفع سنة بعد أخرى وترهق كاهل الفئات الهشّة وحتى المتوسّطة

 

يشكّل الدخول المدرسي الجديد، تحديا ماليا جديدا للعديد من الأسر المغربية لاسيما في ظل موجة الغلاء التي طالت مختلف اللوازم المدرسية والتي تتزامن مع ارتفاع أسعار العديد من المواد الاستهلاكية. وللتخفيف من تكاليف الدخول المدرسي، تلجأ الأسر إلى اقتناء الكتب المدرسية المستعملة أو «مقايضتها» مع الأقارب والمعارف، على اعتبار أن أسعارها تكون منخفضة مقارنة بالكتب الجديدة، لأن شتنبر بالنسبة لهم أضحى شهر «التكاليف» بامتياز بالنظر لما يتطلبه الدخول المدرسي من نفقات كبيرة ومتزايدة سنة بعد أخرى.
محمد، شاب عشريني، لجأ بدوره إلى إحدى محلاّت بيع الكتب المستعملة من أجل اقتناء بعض المقررات الدراسية لإخوته بعدما تعذر عليه اقتناؤها جديدة، منتقدا «الغلاء المتصاعد» في المقررات الدراسية، حيث أبرز لـ «الاتحاد الاشتراكي» أثناء القيام باستطلاع حول الموضوع، بأن دوافعه الأساسية وراء اعتماده على الكتب الدراسية المستعملة تكمن في «أثمنتها المنخفضة نوعا ما، التي تساهم في التخفيف من العبء المالي على أسرته، لاسيما أن القدرة الشرائية لوالده ضعيفة جدا».
من جهتها، أكدت مليكة وهي أم لطفلين، في تصريحها للجريدة حول نفس الموضوع «قمنا باستغلال فترة التخفيضات الصيفية لشراء الملابس المدرسية على غرار القمصان والوزرات والأحذية» مضيفة، «الكتب المدرسية المستعملة يمكن أن تشكل الخيار الأمثل بالنسبة لنا».
هنا في قلب سوق البحيرة بالدارالبيضاء المعروف بترويج وبيع الكتب المدرسية المستعملة، والذي يعتبر أشهر الأسواق بالمغرب، عاينت «الاتحاد الاشتراكي»، وجود رواج كبير خلال هذه الأيام تزامنا والدخول المدرسي الجديد ،إذ حجّ إليه أولياء أمور تلاميذ من مناطق مختلفة، من داخل العاصمة الاقتصادية ومن خارجها كذلك، وفقا لتصريح أحد الباعة الذي يمتهن هذه «الحرفة»، الذي أكد للجريدة على أنه «في كل سنة يتزايد الإقبال أكثر فأكثر على الكتب المستعملة نظرا لأثمنتها التي تناسب قدرة الأسر الفقيرة التي يصعب عليها شراء الكتب الجديدة «، موضحا بأن «الوضع الاجتماعي لغالبية الأسر لا يسمح بتحمل مصاريف الدراسة التي تتزايد سنة بعد أخرى».
وفي السياق ذاته، أوضح بائع آخر للكتب المستعملة في «البحيرة» بأن «العديد من الآباء وأولياء الأمور امتنعوا عن اقتناء الحقائب المدرسية هذه السنة وأعادوا استخدام عدة لوازم دراسية أخرى من أجل التقليل من النفقات، مما يؤثر على مستويات مبيعات بعض المنتجات»، مضيفا بالقول «الدخول المدرسي يعد الفترة الأفضل بالنسبة للناشرين وأصحاب المكتبات»، مبرزا بأن «منتجات الدخول المدرسي تهيمن على المبيعات، حيث يشكّل رقم المعاملات المحقق خلال شهر شتنبر أزيد من ثلاثة أضعاف أي شهر آخر من السنة».
وبحسب آخر دراسة أجرتها المندوبية السامية للتخطيط حول إجمالي إنفاق الأسر المغربية على تعليم أبنائها، فإن ما يزيد عن ستّ أسر مغربية من أصل عشرة (61,5 في المائة) لديها أطفال في المدارس، وأن كل واحدة من هذه الأسر أنفقت على تعليم أبنائها، على جميع المستويات الدراسية، ما مجموعه 4356 درهما في المتوسط، وهو ما يمثل 4,8 في المائة من حجم ميزانيتها السنوية. وتشير الدراسة، المستندة إلى البحث الوطني حول مصادر الدخل الذي أجري بين سنتي 2019 و2020، إلى أن هذه النفقات تتزايد من سنة إلى أخرى وتعتبر أكثر تكلفة في التعليم الخصوصي.

صحافي متدرب


الكاتب : يونس عشوشي

  

بتاريخ : 05/09/2024