أظهر أيوب الكعبي، ومنذ أولى مباريات المنتخب الوطني في بطولة امم إفريقيا للمحليين، إصرارا كبيرا على ترك بصمته في هذه النسخة، التي كانت مغربية بامتياز.
فأمام المنتخب المورتاني كان للأسد المغربي زئير من نوع خاص، بعدما سجل هدفين من الرباعية، التي قهر بها أبناء المدرب جمال السلامي خصمهم، قبل أن يسرق الأضواء من الجميع في اللقاء الثاني أمام غينيا، ويسجل ثلاثية، مكنته من انتزاع جائزة أحسن لاعب في اللقاء.
وبعد هذه المباراة، بدأت أسهم الكعبي ترتفع، وبدأ الحديث عن عروض احترافية، رفض الهداف المغربي مناقشتها او حتى التفكير فيها، مؤكدا أن أولويته الراهنة هي قيادة المنتخب الوطني في هذه البطولة ومساعدته على انتزاع اللقب، وفعلا كان في الموعد، بل إنه شكل المفتاح الأساسي للتتويج المغربي.
فقبل موسمين كان الكعبي لاعبا عاديا بفريق الراسينغ البيضاوي، لكن إنهاءه الموسم الماضي هدافا لدوري الدرجة الثانية بخمسة وعشرين هدفا، وقيادته الراك إلى تحقيق الصعود إلى الدوري الاحترافي، حوله إلى نجم مطلوب من أكبر الأندية الوطنية، قبل أن ينجح نهضة بركان في استقطابه، ويفتح له باب التألق.
أظهر الكعبي شخصية قوية منذ صغره، رغم إكراهات الحياة، التي فرضت عليه الاشتغال ببعض المهن البسيطة، لكنه رفض التضحية بمعشوقته، واستمر في مطاردة حلمه الكروي، ولو بأقسام الهواة، رفقة اتفاق للا مريم، رغم أن أقرانه كانوا يتسابقون على خوض الاختبارات رفقة الأندية الكبيرة، على غرار الرجاء والوداد، لكنه فضل السير على أرضية صلبة، رافضا حرق المراحل، وانتظار نصف فرصة فقط لإظهار علو كعبه.
رصدته العين الثاقبة لعبد الحق ماندوزا، وفتح بلع أبواب الراك، فكانت بالنسبة له فرصة لا ينبغي تجاهلها، وفعلا كان له ماأراد.
لم يحتج الكعبي إلى الكثير من الوقت لجلب الأنظار إليه، فكانت بطولة أمم إفريقيا للمحليين البوابة الأكبر نحو قلوب المغاربة، الذين رأوا فيه نسخة مكررة من نجوم الكرة المغربية السابقين، ولاسيما المهاجمين، حيث أن الكرة المغربية لم تعرف قناصا من قيمة الكعبي منذ تسعينات القرن الماضي.
وعلى مدار الخمس مباريات التي خاضتها النخبة الوطنية في هذه المسابقة، فشل الكعبي مرة واحدة في هز الشباك، وكانت أمام السودان في اللقاء الثالث عن دور المجموعات، علما بأن المدرب السلامي أبقاه على دكة الاحتياط، ولم يدخل الملعب إلا في الدقائق الأخيرة.
ويدين المنتخب الوطني في هذا التتويج لفعالية أيوب بمعترك العمليات، حيث أنه فك شفرة الدفاع الليبي مرتين، وكان حاسما كعادته.
ويتوقع العديد من المتتبعين مستقبلا زاهرا للهداف المغربي، الذي فرض نفسه نجما وهدافا لدورة المغرب 2018، حيث يحتمل جدا أن يحلق في الصيف المقبل نحو عوالم الاحتراف، كيف لا والناخب الوطني هيرفي رونار، عبر عن إعجابه بمهارة القناص الأسمر، ويحتمل جدا أن يلحقه بالمجموعة الوطنية، التي سترحل إلى روسيا لخوض غمار كأس العالم.
الكعبي عريس «الشان» ومفتاح التتويج المغربي
الكاتب : إبراهيم العماري
بتاريخ : 06/02/2018