الكلمة الختامية للكاتب الأول : التوجه إلى المستقبل والحرص على استمرار الوحدة

شكرا الأخ رئيس المؤتمر والإخوان في الرئاسة على الجهد الذي بذلتموه، ومن خلالكم الشكر موصول…
أخواتي المؤتمرات، إخواني المؤتمرين ؛
فها نحن قد وصلنا إلى اختتام مؤتمرنا الوطني الحادي عشر الذي ساهمتم جميعا، بمختلف الجهات، في إنجاحه، وتدشين انطلاقة متجددة في مسيرة حزبنا الذي تأسس بوصفه ثورة على المحافظة والتقليد ومشروعا جماعيا للتحرير والانعتاق الاقتصادي والاجتماعي.
إنكم اليوم، بما قدمتموه من وثائق وتصورات، تضيفون لبنة أخرى في صرح المشروع الاشتراكي الديمقراطي الذي ناضل من أجله الاتحاديات والاتحاديون، بالتضحيات الجسام ونكران للذات.
لقد شكل مؤتمرنا الوطني، بشكله المبتكر المستوعب لظروف الجائحة، حدثا بارزا في مشهدنا السياسي ونقل إلى الرأي العام الصورة الحقيقية للنقاش الحر والهادئ بين الاتحاديات والاتحاديين من أجل تطوير تصورهم الحزبي والتنظيمي لتعزيز الانبعاث الاتحادي من جهة، ومن جهة أخرى من أجل بلورة رؤية سياسية تستجيب لتطلعات المغاربة وللرهانات التنموية المطروحة على بلادنا.
أخواتي، إخوتي،
إن عزمنا على المساهمة في التحول التنموي الذي سيساعد على ترسيخ مجتمع متماسك واقتصاد منتج وثقافة متنورة وإنسان متألق لا يضاهيه إلا التزامنا الواضح بالدفاع عن قضية وحدتنا الترابية التي حققت الانتصارات تلو الأخرى بفضل التدبير الملكي الحكيم والتعبئة اليقظة لكل مكونات الشعب المغربي. ولا يسعنا، بهذه المناسبة، إلا أن نجدد التأكيد على أننا سنظل على نفس النهج، مدافعين عن قضيتنا الوطنية ضد كل الادعاءات المغرضة والطروحات المناوئة.
وفي هذا الإطار، نعتبر أن تحرشات القيادة العسكرية الجزائرية والتصعيد الذي أقدمت عليه في الفترات الأخيرة يمثل تهديدا لأمن واستقرار المنطقة برمتها. ويعكس توجها خطيرا للدولة الجزائرية من خلال بحثها عن المغامرة باصطناع التوتر وتأليب الرأي العام الجزائري ضد بلادنا، في تجاهل تام ليد المغرب الممدودة التي تحتكم إلى العقل وتستحضر الدور الذي لعبه المغاربة من مقاومة وجيش تحرير ودولة في تقديم الدعم الحاسم لحركة التحرر الجزائرية.
إننا، إذ نشجب هذا السلوك غير المسؤول للحكام في الجزائر، نؤكد للشعب الجزائري تضامننا معه في تطلعاته لبناء دولة مدنية ديمقراطية بمؤسسات تمثيلية في مستوى طموح الجزائريين الأحرار الغيورين على بلدهم والرافضين لسلب حريتهم وذكائهم وسيادتهم على ثروات بلدهم.
إننا نعبر كذلك عن انشغالنا بالأوضاع التي تعيشها الشقيقة تونس التي كان همها دائما هو الوحدة المغاربية بعيدا عن سياسة المحور التي لم تكن، في أي وقت مضى، من بين مواقفها تجاه مختلف قضايا المنطقة. ونقول بكل أخوية لأشقائنا في تونس: إن ما يخدم مصلحة تونس هو العمل على تذليل الصعاب والسعي الدائم لإحياء روح مؤتمر مراكش واتحاد المغرب العربي.
أخواتي إخواني،
فلنكن استباقيين في جعل الاتحاد الاشتراكي في مقدمة معركة التحديث والتطوير.
وليكن حزبنا استباقيا في التعاطي مع تحديات المرحلة المقبلة لتمكين بلادنا من كسب الرهانات الديمقراطية والتنموية المطروحة عليها. وذلك بالتوجه إلى المستقبل والحرص على استمرار هذه الوحدة وهذا الإنجاز الرائع لمؤتمر الإبداع والتحدي.