قال المخرج البرازيلي والتر ساليس إن السينما كانت هي منفذه نحو الهوية، وأنها تعتبر بالنسبة إليه بابا نحو الأفق البعيد، كما أنها وسيلة لفهم أن العالم أوسع من كل ما نتصوره.
وأضاف مخرج فيلم «ما زلت أقيم هنا»، حين كان يتحدث مساء يوم الاثنين إلى جمهور مهرجان مراكش في فقرة «حوارات»، أن السينما تتجسد حينما يكون الشخص الذي يقف خلف الكاميرا جزءا عضويا من عصب الفيلم. وتابع: «نبدأ فعلا في صنع السينما حينما يتوقف لدينا الانطباع بأننا نفعل ذلك».
وشدد ساليس على أهمية الارتجال والتفاعل مع خيارات غير منتظرة بالنسبة للمخرج. موضحا، في معرض حديثه عن فيلم «أرض بعيدة» (1995)، كيف أن هذا الفيلم الذي تم تصويره عبر ثلاث قارات بطاقم محدود من 10 أشخاص، وأن هذا ما طبع مساره بتجربة فريدة. يتذكر قائلا: «كنا نكتب الفيلم كل مساء، انطلاقا مما حدث في ذات اليوم».
أما عن علاقته بالممثلين، فقال «إنني أنتظر منهم أن يفاجئوني»، معربا عن إعجابه بالأشخاص الذين لا يتورعون عن استكشاف آفاق مجهولة بالنسبة له، «على الممثل أن يضع نفسه دائما في دائرة الخطر» و «تسمية مشاعر لم نكن نعرفها بعد». وهذا ما يجعله يأمل أن يعمل يوما مع المخرج الأمريكي الكبير وودي آلان.
وعلى صعيد آخر، أكد والتر ساليس على البعد الجماعي العميق للسينما. «لم أصور قط فيلما دون أن أشعر أني مدعو من طرف أشخاص آخرين لأكون جزءا من هذه المادة الفيلمية». ولذلك، فإن الإخفاقات القليلة التي طالت بعض أفلامه تعزى لكونه لم ينجح في خلق هذه الدينامية الجماعية. لا يخفي والتر ساليس حنينه إلى «طراوة» أفلام السبعينيات، مبرزا أن الفوتوغرافيا، وخصوصا أعمال هنري كارتيي بريسون، كانت مدخلا لولوج عالم السينما.
يذكر أن فيلم « المحطة المركزية” (1998) فاز بجائزة السيناريو من معهد صندانس الدولي لدعم السينمائيين، وجائزة الدب الذهبي وجائزة الدب الفضي لأفضل ممثلة في مهرجان برلين، والتي نالتها فرناندا مونتينيغرو، إضافة إلى جائزة غولدن غلوب وجائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام (بافتا) لأفضل ممثلة غير إنجليزية، كما ترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية وأوسكار أفضل ممثلة. وحصل فيلمه «يوميات الدراجة النارية» (2005)، السيرة الذاتية التي تصور رحلة إرنستو تشي غيفارا وصديقه ألبرتو جرانادو عبر أمريكا الجنوبية سنة 1952، على ترشيحين لجائزة الأوسكار، وفاز بجائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام (بافتا) لأفضل فيلم ناطق بلغة غير الإنجليزية.
جدير بالذكر أن أفلام والتر ساليس تعكس كلها مساءلة موصولة للهوية ونشدانا لتملكها. فهو يرى أن «المحطة المركزية» فيلم عن الرغبة في الانتماء. كما أن فيلم «مازلت أقيم هنا» يتمحور حول الإصرار على المصالحة مع الذاكرة والهوية رغم المحن الكبيرة التي عرفتها البرازيل زمن الدكتاتورية.
المخرج البرازيلي والتر ساليس: نبدأ فعلا في صنع السينما حينما يتوقف لدينا الانطباع بأننا نفعل ذلك
بتاريخ : 04/12/2024