المخرج السينمائي ادريس اشويكة يصور فيلمه الجديد « طحالب»

 ادريس القري:الفيلم سيكون عملا استثنائيا، ينطق الحكمة، لكنه يسترجع شخصية المجدوب في الواقع المغربي

 

يشرع المخرج السينمائي المغربي إدريس شويكة في تصوير شريطه السينمائي الجديد شريط انطلاقا من يوم السبت 18 مايو 2024 ،و يحمل عنوان « طحالب «، سيناريو شوقي الحمداني،
وهو شريط استفاد من منحة من صندوق الدعم للإنتاج السينمائي، لكن هذا الدعم يبقى غير كاف.
الشريط السينمائي، الذي تشارك فيه كوكبة من الأسماء الفنية، يسرى بوحموش ، محمد بوصبع، خديجة عدلي، مجيد لكرون، Bn nsns،رقية بنحدو، صفاء خاتمي ،أحمد العمراني..،يحكي عن هنية التي تحلم بالهجرة مثل شقيقها، إلا أنها تكتفي بجمع الطحالب كلما حل موسمها.
يشكل جمع الطحالب، إلى جانب الصيد البحري،الاقتصاد المعيشي للقرية الساحلية المغربية، حيث انتقلت هنية مع زوجها مصطفى الغواص المتمرس للعيش فيها.
يختفي مصطفى في ظروف غامضة، فلا تجد هنيّة بُدَّاً من مواجهة أخيه المعطي، الذي يستحوذ على القاربين الموروثين له ولأخيه، رافضا منح هنيّة حقها، تحت ذريعة عدم التأكد من الاختفاء النهائي لمصطفى.
ثؤمن غظيفة، أم مصطفى والمعطي، بعودة ابنها مصطفى، فتشرع في نسج زربية تهديها له عند عودته عكس ذلك ترفض هنيّة الانصياع للتقاليد وتعمل على فرض ذاتها كراعية لأسرتها.
يُمعن المعطي في رفض الاعتراف بهنيّة كمُعِيل لأسرة أخيه رغم نهوض هنيّة بمسؤولياتها. يتصاعد الصراع، فتحار هنيّة في كيفية تجاوز العدوانية التي أغرقتها فيه كراهية المعطي، وهي كراهية متناقضة وغير مفهومة، يسقطها المعطي على ابنته فتيحة من خلال حرمانها من المدرسة واحتجازها ،وحيدة لإنهاء قصتها الرومانسية مع سعيد، الأخ الأصغر لهنيّة التي تقضمضجعه.
بالإضافة للصمود الصعب وللحداد المستحيل للذين فقدوا أحباءهم في القرية في الظروف الغامضة، يتطرق فيلم «طحالب» أيضا لمعضلة حق النساء في الميراث ولانتقال الممتلكات اليهن.
عن هذا العمل الفني، يقول الناقد السينمائي إدريس القري المسؤول عن الإعلام والنشر والمتابعة النقدية للفيلم رفقة الأستاذة عفيفة حسينات، إن
سيناريو هذا الشريط ، يعالج قصة درامية جميلة غير مسبوقة ،يتحدث عن جامعي الطحالب وصيادي السمك بالمغرب، ونوعية المشاكل التي يعيشونها على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والعاطفي والأسري والحقوقي الخ .
ويكشف الأستاذ إدريس القري لجريدة الاتحاد الاشتراكي،أن الأمر يتعلق بفضاء قروي ساحلي، تعيش فيه أسر معدودة، تعيش على جمع الطحالب وصيد السمك، تكافح من أجل تحقيق ذواتها داخل إطار من الصعوبات والتهميش وعدم الاعتراف، على الرغم مما يقوم به أفرادها.
ويرى الأستاذ إدريس القري، أن شريط « طحالب « سيكون عملا استثنائيا ومتميزا، فهناك شخصيات أساسية في هذا العمل الفني، ومن هذا المنطلق، يضع مشروع الفيلم يده على وضعية المرأة في سياق ونطاق شغل مختلف، وفي نفس الوقت، يتعلق الأمر بمثقفين يعيشون في تلك المنطقة، في تهميش نظرا لعلاقاتهم الاستثنائية بالفلسفة والرياضيات وبعالم الفنون والآداب.
فيلم ينطق الحكمة، لكنه يسترجع شخصية المجدوب في الواقع المغربي بالإضافة إلى مشاكل الإرث وغير ذلك.
ويشدد الأستاذ إدريس القري ،على أن هناك عزم من طاقم الإنتاج والتصوير على رأسهم المخرج إدريس شويكة، لجعل هذه الفرصة،مناسبة لإبراز ماوصلت إليه تجربته السينمائية من اختمار ونضج وعمق، ليس فقط مما حققه من أفلام ،بل انطلاقا مما عاشه من تجربة واسعة على مستوى الصحافة والكتابة والنقد، ثم على مستوى الإنتاج السينمائي والإخراج أيضا محاطا بطاقم شاب ذي تجربة مهمة جدا.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 17/05/2024