المخرج عز العرب العلوي ضيف «أنا و الشعر»

لا يمكنني الكتابة سينمائيا دون التورط شعريا

استضاف بيت الشعر في المغرب ضمن برنامجه الجديد «أنا والشعر»، المنظم عن بُعد، المخرج السينمائي عز العرب العلوي، وذلك يوم السبت 19 دجنبر الجاري في تجربة يروم من خلالها البيت استدراج أسماء فنيّة وإبداعيّة للحديث عن علاقتِها بالشعر، ومعرفة الصّلات التي تقيمها معه كأفقٍ للتفكير ومادة للعمل الإبداعي، وعن الأثر الذي خلّفه الشعر في تربيتها وثقافتها ومنجزها الفني ومسارها الأدبي، وكيف تمثلته كرافد يُغني ممارستها الإبداعية.

 

لا ينطرح سؤال العلاقة بين الشعر والسينما عند المخرج عز العرب العلوي، إلا بوصفه الأصل، أصل كل إبداع يروم تذوق الوجود والأشياء المحيطة بنا، مؤكدا على أن الشعر يجب أن يكون من بين المكونات الأساسية في كل الإبداع.
لم يأت عز العرب العلوي إلى السينما بثقافة وتكوين بصري أحادي الرؤية، بقدر ما خصب تجربته – التي امتدت من التعليم الثانوي حين أخرج أول فيلم قصير بنادي ثانوية سجلماسة بالرشيدية في 1985 إلى آخر عمل سينمائي له «كليكيس دوار البوم « في 2018 – شغفه بالأدب وبالشعر الذي كتبه بدءا بالخواطر إلى القصائد التي كان للشاعر رشيد المومني دور مهم في تشجيعه عليها ونشرها في الملاحق الوطنية.
بالشعر ظل عز العرب يحاول إعادة تشكيل المعاني التي كان يشعر بها الى أن حدث تحول هام كانت معه الانعطافة نحو الضوء والصورة، لكنه لم يفرط يوما في الخيال الذي ظل يغني منجزه السينمائي، مؤسسا تجربة متميزة تنهل من خلفية ورؤية شعرية، تصيِّر اللقطة منتجة للمعنى، والصورة قصيدة مرئية، وهو ما يجعله منفلتا من رتابة القوالب التقليدية في السينما وارتهانها للحوار والعين والصورة والصوت.
ظل عز العرب العلوي وفيا لروح الشعر، فجل أفلامه مشحونة بذلك الدفق الشعري (أفلام: «إزوران «حيث بعض المشاهد لا حوار فيها والمعنى كله مجسد في الصورة، «أندرومان» : المرور الزمني بين المشاهد وتطور العلائق والاحداث يمر بطريقة شاعرية، «كليكيس دوار البوم» حيث الحضور الشعري في الكتابة، في المشاهد، في تنظيم اللقطات، في الحوار، اختزال وجع شخوص الفيلم بطريقة شاعرية تجعل الرسائل تصل بشكل أعمق ).
لا يفصل المخرج عز العرب العلوي، في اشتغاله السينمائي، بين الصورة والمعنى الثاوي في الكلمة، مؤكدا أنه «لا يمكنه الكتابة سينمائيا دون التورط شعريا» لأنه اختيار يعي دور الشعر كمنتج للمعنى في إغناء الصورة، وهو ما ينسحب على الأشرطة الوثائقية التي اشتغل عليها(ماوكلي في جبال الأطلس) حيث قدم في هذا الوثائقي قصيدة شعرية من خلال التعاليق، تلك التعاليق التي لا تعيد تكرار أو شرح الصورة، بل تقدم المعنى الثاوي داخلها، وهو ما يضع «المتلقي/القارئ « أمام نوع جديد أو إبداع جديد من الكتابة السينمائية يمنحها مضاعفة زويا النظر، واسترفاد عناصر من خارج عالم السينيفيلم لاستدماجها من أجل خلق متعة بصرية بمجازات حالمة تسبح نحو أفق إنساني أرحب.
ولج عز العرب العلوي، الحاصل على دبلوم الدراسات العليا في النقد السينمائي ودكتوراه في الخطاب البصري السينمائي، عالم السينما عن طريق النوادي السينمائية ليعمل، لاحقا، في بلاتوهات العديد من الأفلام المغربية مثل «البحث عن زوج امراتي» للمخرج محمد عبد الرحمان التازي، و»خيول الحظ» للجيلالي فرحاتي، علاوة على إخراجه لعددٍ من الأفلام الوثائقية لفائدة القنوات الوطنية والدولية. كما أنتج للسينما المغربية خمسة أفلام قصيرة، وهي «بيدوزا»، و»جزيرة يوما ما»، و»موعد في وليلي»، و»إزوران»، و»حبّات الأرز» المُهْدى للشعب اللبناني تضامنا معه في محنته، وأخرج فيلمين سينمائيين طويلين هما «أندرومان» 2012 و «كيليكيس دوار البوم « 2018. وقد تُوّجت أفلامه بالعديد من الجوائز العربية والدولية، كما أحرز لقب شخصية السنة 2018 في الميدان السينمائي، حسب استفتاء لـمجلة» آر بريس»، كما فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان سلا ، وجائزة النقاد وجائزة أفضل فيلم في مهرجان مسقط.


الكاتب : متابعة: حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 21/12/2020

أخبار مرتبطة

‬بعد ربع قرن‮ ‬على العهد الجديد،‮ ‬لو سألنا السي‮ ‬محمد‮ ‬ما هو أهم شيء تغير في‮ ‬المغرب أو ما الذي‮

من الواضح أن العلاقة بين القارئ والكاتب شديدة التعقيد؛ ذلك أن لا أحد منهما يثق في الآخر ثقة سميكة، وما

ضرار نورالدين كائن متعدد : شاعر ، مترجم ، موسيقي وكاتب قصة للأطفال ، كما في جبته العديد من المشاركات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *