يجري حاليا بمدينة فاس تصوير الفيلم المغربي السينمائي الجديد « نوبة العشاق» للمخرج محمد عهد بنسودة المقيم بفرنسا والعاشق لفاس، باعتبارها مسقط رأسه ومدينة تستحق أن تحظي بالعناية كما كانت على مر السنين مهدا للحضارة المغربية.
وخلال الندوة الصحافية التي أقيمت بأحد فنادق فاس صبيحة السبت 9 دجنبر، أكد المخرج عهد بنسودة أن فيلم «نوبة العشاق» هو فيلم روائي يحمل على جناح الحلم ميلودراما تتيح للمشاهد أن يعيش لحظات يتعرف فيها على العديد من مآثر فاس وتراثنا الثقافي خاصة في نهاية القرن السادس عشر، إذ كان بمدينة فاس ميناء على ضفاف نهر سبو، حيث كان التجار ينطلقون منه نحو المهدية ذهابا وإيابا، محملين بالبضائع والسلع التي تشتهر بها فاس..، والفيلم هو لوحة بصرية غنية بالإشراقات المغربية يهدف إلى تعريف الجمهور بالمظاهر الحضارية والفكرية والثقافية وبالتراث الصناعي التقليدي والتجاري الذي لم يتم عرضه بالسينما المغربية.
وتدور أحداث الفيلم في قالب فني محبوك، ذلك أن «حماد» بطل الفيلم، والذي يبلغ 24 سنة من العمر، كان مولعا بالموسيقى الأندلسية ومغرما بجارته «مريم»، التي كان يمني النفس باتخاذها رفيقة لعمره، كما كان يحلم أن يكون جوقا أندلسيا خاصا به، ولكي يشعرها بوجوده كان يعزف نوبة العشاق لتلتحق به مريم عندما يسدل الليل ستارة الحالك بسطح الدار .
وكان «حماد»، بالإضافة إلى ولعه بالموسيقى، صانعا تقليديا في النحاسيات، وتشاء الظروف أن يحل بفاس البحار البرتغالي «البارو» ويلتقي به في أحد مقاهي فاس الجديد، حيث طلب منه أن يصنع له إسطرلابا لقياس الأرصاد الجوية، وبتشجيع من صديقه «قاسم» قام بذلك بعد أن بذل جهدا جبارا في دراسة علم الفلك، و لما أن أتم المهمة سلم الإسطرلاب لصديقة «قاسم»، وعند التسليم تم اغتيال هذا الأخير فجن «حمادة» وأدخل إلى المارستان، حيث عولج بالموسيقى الأندلسية على يد الطبيب السيد «فرج»، بعد أن علم أن قاتل صديقه ما هو إلا أحد الطلبة المتجسسين عليه عند صناعة الإسطرلاب.
الجدير بالذكر أن أحداث الفيلم تدور بأزقة المدينة العتيقة وبدورها التقليدية وبالمآثر العمرانية التي تمت هيكلتها مؤخرا بأمر من جلالة الملك حتي يتعرف المشاهد المغربي والأجنبي على ما يميز فنون الصناعة التقليدية بفاس.
الفيلم من إنتاج شركة atlanta production لصاحبها عبد المجيد بلوطي وسيناريو الكاتب منصف القادري وإخراج محمد عهد بنسودة، وتبلغ قيمته إنتاجه المادية 16 مليون درهم دعمه المركز السينمائي المغربي بأربعة (4) ملايين درهم، وهو من بطولة الفنان المقتدر ربيع القاطي إلى جانب ممثلين مغاربة وفرنسيين وبرتغاليين وفلسطينيين.
وخلال المناقشة أكد المخرج محمد عهد بنسودة أن الفيلم له حضور عالمي وسيسوق بالمغرب وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا التي تتوفر على 360 قاعة سينمائية، علما أن مركبات ميغاراما تتوفر على 117 شاشة، مشيرا إلى تجربته الدولية وحصول أحد أفلامه على الإيقونة الذهبية بالقدس، وكذا حصول الممثلة المغربية نفيسة بنشهيدة على أحسن أوسكار بأفريقيا، كما تبوأ درجة أحسن ممثل الفنان عز العرب الكغاط قي فيلمه «البحث عن السلطة النفقودة» الذي عرض بالسويد، أما الديكور والإنارة والملابس والموسيقى فيسهر عليها طاقم مغربي شاب زيادة على مشاركة جوق الموسيقى الأندلسية براسة الفنان التازي.
وحول مشروع مهرجان دولي للسينما بفاس، أكد المخرج المغربي محمد عهد بن سودة، الذي اخحرج أيضتا فيلم: موسم المشاوشة، الذي صور ايضا بمدينة فاس، أنه يتوفر على مشروع متكامل حول هذا الموضوع من خلال مهرجان فاس الدولي للسينما والثقافة الإسلامية، وذلك يتوقف على دعم منتخبي وسلطات فاس، متمنيا أن يصبح لفاس صناعة سينمائية، فهي وسيلة من أجل التنمية الاقتصادية ومحاربة البطالة.. ، مشيرا إلى إنه المخرج المغربي الذي يشتغل على فاس باعتبارها استوديوها متكاملا، حيث بلغت أفلامه التي صورها بفاس 11 فيلما.
من جهته شكر منتج الفيلم السيد عبد المجيد بلوطي والي وعمدة فاس على دعمهما للفيلم من خلال تحملهم إقامة الممثلين بفنادق فاس.
المخرج محمد عهد بنسودة يقدم فيلمه الجديد «نوبة العشاق»
الكاتب : فاس: محمد بوهلال
بتاريخ : 13/12/2017