تخوفات من وقف استعمال المصل المضاد للسعات العقارب والمختصون يؤكدون على نقل المصابين مبكّرا إلى المستعجلات

المستشفى الإقليمي للاحسناء باليوسفية استقبل 30 حالة منذ بداية يوليوز ضمنها الطفلة التي فارقت الحياة

 

مع ارتفاع درجات الحرارة ترتفع حالات الإصابة بلسعات العقارب ولدغات الأفاعي التي تواصل التسبب في تسجيل وفيات، كما هو الحال بالنسبة لطفلة بجماعة اجدور بإقليم اليوسفية، التي تم نقلها بعد ساعات من تعرضها للسعة عقرب إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي للاحسناء، وفقا لمصادر صحية، التي أكدت بأن وضعية الصغيرة كانت تتطلب نقلها إلى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس في مراكش من أجل القيام بتدخل استعجالي لمحاولة إنقاذها، لكنها وبكل أسف فارقت الحياة في طريقها إليه.
حالة ليست هي الوحيدة، إذ تم تسجيل حالة وفاة أخرى قبل ذلك بأسابيع، وهذه المرة على مستوى مصلحة الإنعاش بالمستشفى الإقليمي لقلعة السراغنة، ويتعلق الأمر بطفلة أيضا هي الأخرى تبلغ من العمر 9 سنوات، التي كانت قد تعرضت للسعة عقرب بمنزل أسرتها بأحد دواوير جماعة الفرائطة بإقليم قلعة السراغنة.
وأكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن حالات الإصابة بلسعات العقارب تسجل بكثرة في فصل الصيف مع الارتفاع الكبير الذي يسجّل في درجات الحرارة، وكذلك الأمر بالنسبة للدغات الأفاعي وإن كانت بشكل أقل. وأوضحت ذات المصادر أن المستشفى الإقليمي للاحسناء باليوسفية نموذجا، استقبل منذ بداية شهر يوليوز إلى غاية أول أمس الاثنين 30 حالة إصابة بلسعات العقارب، توزعت ما بين 12 حالة في صفوف إناث راشدات، و ثماني حالات لذكور بالغين، إضافة إلى 10 حالات سُجّلت في صفوف أطفال، ضمنهم حالة الصغيرة التي فارقت الحياة، في حين أن باقي الحالات الأخرى غادرت المستشفى بعد تحسّن وضعها.
وأكد مصدر طبي للجريدة أن العلاج بالمصل المضاد للسعات العقارب تم حذفه من بروتوكول العلاج لعدم فاعليته التي أكدتها العديد من الدراسات والأبحاث العلمية، كما أن المصل الخاص بلدغات الأفاعي يعتبر هو الآخر غير كافٍ لوحده. وأكد المتحدث على أنه يجب اتباع العديد من الخطوات في حال تسجيل حوادث من هذا القبيل، على رأسها ضرورة التوجه صوب المستشفى في اللحظات الأولى من التعرض للسعة العقرب أو لدغة الأفعى وعدم التهاون والتريث لساعات لأن كل تأخير قد تنطوي عليه مضاعفات وخيمة، مشيرا إلى ضرورة أخذ صورة للأفعى في حالة اللدغات من أجل التعرف عليها لأن هذه الخطوة تساعد على معرفة درجة الخطوة ونوعية السم وطبيعة التدخل الذي يجب القيام به بشكل عاجل. وأبرز المصدر ذاته لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن كل حالة تعرضت للسعة عقرب على سبيل المثال، يتم الاحتفاظ بها تحت الملاحظة الطبية وتتبعها للوقوف على طبيعة المضاعفات إن كانت هناك من أعراض، كالقيء وارتفاع درجات الحرارة وصعوبات التنفس وغيرها، ومتى تأكد بأن الوضع غير مستقر يتم نقل المصاب بشكل مستعجل إلى مصالح الإنعاش والعناية المركزة للخضوع للعلاج الضروري، أما إذا لم يتم تسجيل أية مضاعفات فيتم منح المصاب دواء يتعلق بعلاج الألم ويعود إلى بيته بشكل طبيعي لأنه استطاع تجاوز الحادث.
وكانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية قد أعلنت في وقت سابق أنه يتم سنويا تسجيل حوالي 25 ألف حالة تسمم بلسعات العقارب وحوالي 350 حالة تسمم بلدغات الأفاعي، خاصة في المجال القروي. وإذا كان العلاج بالمصل المضاد للسعات العقارب قد توقف، اللهم استمرار حضوره في مؤسسات صحية بعينها، فإن تأمين التدخلات على مستوى المؤسسات الصحية والنقل في حال ما إذا تطلبت وضعية حالة معينة ذلك صوب مؤسسة علاجية من المستوى الثالث، يبقى أمرا أساسيا يجب الحرص عليه لتفادي كل المعيقات التي قد تتسبب في تسجيل مضاعفات وتؤدي إلى الوفيات، وعلى رأسها توفر طبيب المستعجلات، وطبيب التخدير والإنعاش، والنقل الصحي المتكامل، وهي تفاصيل أساسية، في حضورها يمكن إنقاذ أرواح الأشخاص وفي غيابها قد يحضر الموت الذي يمكن تفاديه في عدد من الحالات؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 19/07/2023