المسرح والفلسفة: «بعض من تجليات صلات وثيقة» : محمد مصطفى القباج يُمسرح الفلسفة ويُفلسف المسرح

«المسرح والفلسفة« بعض من تجليات صلات وثيقة»، هو عنوان الإصدار الجديد للأستاذ الباحث والكاتب محمد مصطفى القباج الصادر حديثا عن دار أبي رقراق.
يعود الأستاذ محمد مصطفى القباج إلى البحث في جذور العلاقة بين المسرح والفلسفة، متوقفا عند الصلات الوثيقة بينهما، وكيف أسهم المسرح في توسيع قاعدة المستوعبين للفلسفة وأنساقها، وبالمقابل أصبح لأهل المسرح اقتناع تام بأنه لا يمكن التأسيس لمسرح دون مرجعيات فلسفية.
في هذا السياق يورد الدكتور مصطفى القباج في مقدمة الكتاب أن الفلاسفة، منذ العصر الإغريقي، كانوا ومازالوا يتخذون من المسرح ومتعلقاته، موضوعا لتأملاتهم، وكان أهل المسرح يستوحون مضامين أعمالهم مما يطرحه الفلاسفة من القضايا التي تشغل بال الأفراد والمجتمعات.
يضم الكتاب توطئة يبسط فيه القباج بعض تجليات الصلات الوثيقة بين الحقلين :المسرح والفلسفة، متكئا على عُدّة معرفية فاقت 100 كتاب، اختار منها أربعة، وعلى تجربة في تناول هذه العلاقة التفاعلية، ومنها النص الذي ساهم به خلال ندوة نظمتها فرقة هواة بمراكش سنة 1999. عنونه ب »»الفلسفة والمسرح»،« وهو الذي يشكل منطلق هذا الكتاب الذي لا يعتبره الأستاذ القباج بحثا معمقا بقدر ماهو ملاحظات أولية تروم تحفيز الباحثين الأكاديميين وغير الأكاديميين على مواصلة البحث والحفر في هذا الحقل.
بالإضافة إلى التوطئة، قسم الباحث عمله إلى أربعة محاور هي:
عن أرسطوا ابن رشد، عن أرسطو بريخت، مسرح المواقف، مسرح العبث أو دراما اللامعقول، بالإضافة إلى ثلاثة ملاحق: صنعة الشعر لأرسطو، ثم كتاب أرسطو طاليس في الشعر، ثم ابن رشد، تلخيص كتاب الشعر لأرسطو.
في محاولته تَبَيُّن هذه العلاقة التفاعلية بين المسرح والفلسفة، اعتمد مصطفى القباج على 4 كتب مرجعية: »مسرح الفلاسفة لجاك تامينيو، وكتاب «فلسفة المسرح» ثم كتاب »المسرح والوجود« لهنري كويي وأخيرا كتاب «جيل دولوز المسرح والفلسفة» لإسماعيل جود.
قارب الباحث هذا الموضوع الإشكالي »»المسرح والفلسفة» في »شموليته، كاشفا بعض تجلياته في محاولة للإسهام إلى جانب باحثين سابقين أمثال المرحوم حسن المنيعي، عبد الكريم برشيد، عبد الرحمان بن زيدان، أحمد بوطوالة وكمال فهمي.. في استكمال هذا الورش البحثي، من أجل التأسيس والتقعيد لمدرسة مغربية متميزة في هذا الحقل الممتع جماليا والمفيد فكريا.
يعتبر المؤلف أن العلاقة بين المسرح والفلسفة تتمظهر في عدة مستويات، وهي »أعقد من العلاقة التي تربط الفلسفة بالعلم والدين باعتبار أن المسرح إنتاج مركب، فهو لغوي وأدبي وتقني ويشكل موضوعا للتفلسف بصفة وثيقة، وهو ما يجعل من الصعب، أحيانا، وضع خط فاصل بين التفلسف والمسرحة.


الكاتب : ح. الفارسي

  

بتاريخ : 05/11/2021