المسلسل المغربي الرمضاني «المكتوب» يهدف إلى تصحيح الصورة القدحية لمهنة الشيخة

 

يلقى المسلسل المغربي الرمضاني «المكتوب»، الذي تبثه القناة الثانية، إقبالا واسعا لدى الجمهور المغربي، خلال الأمسيات الرمضانية، حيث استطاع، بالإضافة إلى المتابعة العالية المباشرة على القناة، تحقيق نسب مشاهدات كبيرة وصلت الى أزيد من 400 ألف مشاهدة على منصة تحميل الفيديوهات العالمي “يوتيوب” بالنسبة للحلقة الأولى منه… وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا لافتا، حمل العديد من الثناء على مكوناته الفنية و التقنية، خاصة الفنانة دنيا بوطازوت التي تجسد دور «الشيخة حليمة» في العمل.
وبالمناسبة، فقد كشفت الفنانة المغربية دنيا بوطازوت في تصريحات صحافية هذا السياق، أن اختيارها للظهور في هذا العمل الفني الجديد كان نتيجة إعجابها بالشخصية و بمضمون السيناريو، قائلة إن هذا الدور كانت تنتظره بفارغ الصبر، معبرة عن امتنانها الشديد للسيناريست فاتن اليوسفي و المخرج علاء أكعبون اللذين أتاحا لها هاته الفرصة للمشاركة في هذا العمل.
واعتبرت بوطازوت أن «المكتوب» يحمل في طياته العديد من الرسائل الاجتماعية والإنسانية المليئة بالتشويق والمعاناة والتحديات، تتداخل فيها علاقات الأسر المغربية بين الحب والاحترام، والصراع بين التشبث بالحياة وتقبل القدر، والمفارقات الطبقية الاجتماعية، والانتقام بلغة الغرام، مسلطة (الرسائل) الضوء على واقع «الشيخة» في المغرب ونظرة المجتمع لها في قالب درامي كوميدي، إضافة إلى ما تعانيه مع أسرتها خاصة ابنتها الممثلة هند بنجبارة التي جسدت، باقتدار، دور الابنة، وهي في اصطدام دائم مع أمها بسب مزاولتها لمهنة الشيخة.
وأوضحت دنيا بوطازوت أن تقمصها لدور الشيخة تطلب منها جهدا كبيرا وتحضيرات قبلية، قبل الشروع في تصوير مشاهد المسلسل، و اختارت أن تقوم بتأدية الأغاني بصوتها غير المعتاد مع فرقة عبد العزيز الخشاني بجانب «شيخات» متمرسات للمهنة، مضيفة أن هذه المجموعة الغنائية لها الفضل الكبير فيما قدمته من دعم ومساعدة وتشجيع لها طيلة فترة التصوير للوصول الى المستوى المطلوب.
في السياق نفسه المخرج الشاب علاء أكعبون في مسلسله الرمضاني “المكتوب” سلط، بلمسة فنية تعبيرية واضحة، الضوء على وضعية الشيخة من منظور المجتمع المغربي، التي تختزل في صورة قدحية مقترنة بصورة الباغية..، وبكونها سهلة المنال، خاصة أنها جمعت بين الغناء والرقص معا. لكن المسلسل جاء ليصحح هذه النظرة الدونية وهذا اللبس .. ، مؤكدا أن «التشيخات» مهنة شريفة مثل باقي جميع المهن الفنية، التي ساهمت في مواجهة الاستعمار الفرنسي.. بالمغرب عن طريق كلمات العيطة وغيرها. كما أن التاريخ المغربي سجل مواقف قوية لعدة أسماء في هذا الميدان، كالشيخة” خربوشة“ التي قاومت قائداً ظالماً موالياً للاستعمار.
وعلى هذا المستوى ركز المخرج أكعبون في أحداث مسلسله على شخصية الشيخة المغربية العفيفة والمناضلة، الحاضنة لبيتها والمحبة لأسرتها والتي تعمل جادة على البحث عن لقمة العيش والسهر على تربية ابنتها الطالبة الجامعية المتفوقة..
وقد شاركت في هذا العمل الدرامي الرمضاني وجوه فنية بارزة مثل الممثلة دنيا بوطازوت، والممثل أمين الناجي، كما أتيحت الفرصة لمجموعة من الشباب الذين بدؤوا يشقون طريقهم بثبات، مثل الممثلة هند بنجبارة والممثلة سلوى زهران..

(*) صحافية متدربة


الكاتب : كوثر رمزي(*)

  

بتاريخ : 14/04/2022