دعت وزارة الداخلية ممثلي الإدارة الترابية على امتداد تراب المملكة من أجل الشروع في تحيين المعطيات الخاصة بالمستفيدين من المساعدات التي يتم توزيعها خلال شهر رمضان الأبرك على المحتاجين والفئات الهشة في مختلف الملحقات الإدارية. خطوة اعتيادية دأبت مصالح الداخلية على القيام بها لحصر اللوائح وضبطها وتنقيتها من أية «شائبة» حتى تصل المساعدات التي تحتضنها القفف إلى من يحتاجونها فعلا، بالنظر إلى أن بعض الملاحظات يتم تسجيلها بين الفينة والأخرى، هنا أو هناك، حول تسلم المساعدات من بعض غير مستحقيها وسقوط أسر هي في أمسّ الحاجة إليها.
عملية تأتي في سياق اجتماعي يتّسم بالصعوبة، بسبب موجة غلاء الأسعار التي تتمدّد يوما عن يوم، واتساع رقعة الفقر، جراء ظروف مختلفة، كان فيها للجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19 بتداعياتها المتعددة نصيب، إلى جانب الحرب الروسية الأوكرانية، التي لا تزال ترخي بظلالها على المعيش اليومي لفئات عريضة من المجتمع المغربي، واستمرار ارتفاع أسعار المحروقات بشكل أصبح معه الأمر قاعدة طبيعية عوض أن يكون استثناء لمدة محددة، كان من المفروض أن تنتهي أزمته وأن تعود الوضعية إلى حالتها السابقة، خاصة في ظل القياس مع أثمنة سعر برميل البترول عبر العالم؟
غلاء اكتوى الجميع بنيرانه، سواء تعلق الأمر بالطبقات الفقيرة الهشة أو حتى المتوسطة، التي لم تعد تحمل إلا الاسم، والتي تم تذويبها بحسب تصريحات العديد من المواطنين التي استقتها «الاتحاد الاشتراكي» من مجموعة من الأسواق اليومية بتراب العاصمة الاقتصادية، وهو ما يؤكده سعر المحروقات، وارتفاع أسعار اللحوم الحمراء إلى مستويات قياسية، والتي التحقت بها الدواجن والأسماك بما في ذلك سمك السردين، فضلا عن الخضراوات وعلى رأسها الطماطم والبصل والبطاطس إلى جانب باقي مكونات «الطنجرة». ووقفت ذات التصريحات عند اختلالات تطرح أكثر من علامة استفهام في الشق المرتبط بالغلاء، كما هو الحال بالنسبة لوزن قنينات غاز البوتان الذي لم يعد هو نفسه، مشددة على أنها أضحت تستنفد محتواها من الغاز في ظرف زمني وجيز بشكل يبعث على الحيرة.
ارتفاع في الأسعار طال كل المواد الغذائية، بما فيها تلك التي كانت إلى زمن قريب تعتبر وجبات أساسية للطبقات المسحوقة، كما هو الشأن بالنسبة للعدس والفاصولياء والمعجّنات، دون الحديث عن الحليب ومشتقاته والزيوت وغيرها من المواد التي بلغت أسعارها مستويات قياسية. وأكد عدد من أصحاب البقالة في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن الوضعية المادية لفئات عريضة من المواطنين باتت جد مؤلمة، بسبب الصعوبات المتعددة، التي جعلت الكثيرين يحجمون عن اقتناء منتجات ومواد بنفس الشكل كما كانوا عليه في السابق، مشددين على أن التقشف يأتي على حساب البطن بعدما اكتوى الجيب بلهيب الأسعار، مستدلين على ذلك بأمثلة بسيطة كما هو الحال بالنسبة للبيض، وهو ما يؤشر على أزمة اجتماعية جد معقدة يتعين على الحكومة بمختلف مكوناتها التعامل معها بكل جدية ومسؤولية وبمنتهى الوطنية، حتى لا يكون شهر رمضان الأبرك شهرا لمزيد من تعميق الجراح والأعطاب الاجتماعية.
المغاربة يستعدون لاستقبال الشهر الفضيل بقلق كبير بسبب غلاء الأسعار ..الداخلية تحيّن لوائح المستفيدين من قفة رمضان
الكاتب : وحيد مبارك
بتاريخ : 03/02/2023