المغرب الفاسي بين الحاضر المقلق والمستقبل المجهول

لا يختلف اثنان في كون المغرب الفاسي، الذي أنهى بطولة الدوري الاحترافي في المرتبة العاشرة، بمجموع 34 نقطة، حصل عليها من سبعة انتصارات و13 تعادلا 13 و12هزيمةـ يعيش أسوأ مواسمه، تحت إشراف الرئيس إسماعيل الجامعي، الذي كان يراهن على موسم أحسن بكثير من سابقه، الذي احتل فيه النادي المرتبة الرابعة، إلا أن عدة عوامل تفاعلت فيما بينها، وأفرزت هذه الوضعية التي بعثرت أوراق كل مكونات الممثل الأول للعاصمة العلمية. ففي الوقت الذي انتخب فيه إسماعيل الجامعي رئيسا للماص، استبشر الجميع خيرا على اعتبار أن أسرة الجامعي عبر التاريخ كانت تحل الأزمات المالية، كلما تم اللجوء إليها، وبذلك فانتخاب أحد أفرادها على رأس الماص يعني انتهاء الأزمة المالية للفريق، لكن كل هذا كان مجرد حلم تبخر مع مرور الأيام والمواسم.
وحسب مصادر مطلعة فقد تم صرف 13 مليار سنتيم، وهو رقم كبير جدا مقارنة بالإنجازات التي تحققت، كما ان الرئيس دعا كل من أراد تسلم مقاليد الرئاسة بدلا منه على تمكينه من مبلغ سبعة ملايير سنتيم، هي ديون مستحقة لأسرة الجامعي، الامر الذي فرمل كثيرا من الطموحات، وحول الماص إلى جزء من ممتلكات هذه الأسرة، الأمر الذي جعل الجماهير تخرج إلى الشارع، مطالبة برحيل الرئيس، لأن المغرب الفاسي هو إرث لمدينة فاس بأكملها، وليس لأسرة دون غيرها.
واستفحلت الأزمة داخل الماص إلى درجة تحمل فيها اللاعبون في إحدى جولات الدوري الاحترافي مصاريف التنقل والأكل والعودة دون أن يحرك الرئيس ساكنا، الشيء الذي جعل الاتهامات تتبادل بين اللاعبين أثناء العودة، ما حول الحافلة إلى حلبة ملاكمة بين اللاعبين، فضلا عن أحداث أخرى تعكس بالملموس حالة الفوضى التي باتت مستشرية داخل الفريق.
وحسب مصادر مطلعة، فمباشرة بعد المسيرة الحاشدة، التي شهدتها شوارع العاصمة العلمية يوم الجمعة 23 يونيو الماضي، أغلق الرئيس الجامعي هواتفه ولم يعد يتكلم مع أي أحد، خاصة وان هذه المسيرة الاحتجاجية أضرت بسمعة أسرة الجامعي، ولاسيما في علاقتها مع سلطات المدينة والمنتخبين، حيث بدأ الشارع الفاسي يتساءل عن مآل مركز التكوين.
وأشارت مصادرنا إلى أن مشاكل الفريق، خاصة في الشق المالي، تضاعفت مع نهاية الموسم الكروي، حيث أصبحت الإدارة مطالبة، قبل دخول سوق الانتقالات الصيفية، بتسوية ملف النزاعات والذي بلغت قيمته مليار و800 مليون سنتيم، مع العلم بأن أغلب اللاعبين أصبحوا يطالبون بتغيير الأجواء، ودخل البعض منهم في مفاوضات مع فرق جديدة، الشيء الذي يبعث على التساؤل حول الصورة التي سيظهر بها الفريق خلال الموسم المقبل، حيث يطغى الارتباك على عمل المكتب المسير الحالي، في ظل غياب إدارة مهيكلة وأطر تقنية قارة .
وبناء على ما سبق، وفي غياب رؤية واضحة لدى إدارة الفريق، بدأ محيط الرئيس يروج لاسم المدرب المصري طارق مصطفى، الذي أنهى الموسم مع أولمبيك آسفي في المركز الرابع، كما يؤكد على وجود مفاوضات مع لاعبين أفارقة وآخرين من البطولة الاحترافية.
ويتأسف محيط المغرب الفاسي لهذا التحول في مسار الفريق، الذي كان مدرسة نموذجية على جميع المستويات وكان يضرب به المثل في التسيير الرياضي الاحترافي، حيث تعاقب عليه مسيرون أكفاء، على غرار الحاج إدريس بنزاكور، الدكتورمحمد بنزاكور، مولاي علي الخمليشي، الدكتور التازي، الدكتور الداودي، سعيد بالخياط، أحمد المرنيسي وغيرهم من الأسماء التي أعطت إضافة للمغرب الفاسي وحققت الألقاب والبطولات بأقل الميزانيات الممكنة، عكس اليوم الذي حضرت فيه الأموال وغابت النتائج.
ومن خلال إحصائيات بسيطة، يتبين أن المغرب الفاسي لعب447 دقيقة، أي أكثر من خمس مقابلات، بدون أن يسجل هدفا واحدا، في وقت دخلت مرماه أكثر من ثمانية أهداف، مع تسجيل ثلاث حالات طرد، وهذا أكبر دليل على حالة الفوضى والتسيب، في غياب لجن ومكتب متابع للأمور عن كثب.


الكاتب : مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 03/07/2023