المغرب-كرواتيا : الشعب « المطحون» بالأزمة الاجتماعية وغلاء الأسعار يستحق الفرحة بالانتصار

 

 

ينتظر المغاربة بشوق كبير مباراة يومه الأربعاء التي يلتقي خلالها المنتخب الوطني المغربي بنظيره الكرواتي برسم منافسات المونديال القطري،ويرسم المغاربة آمالا كبيرة على هذا الظهور الأول لفريقهم الوطني المطالب باللعب من أجل تحقيق الفوز أو على الأقل تفادي الهزيمة.
ويرى المتتبعون أن المنتخب الوطني يمتلك كل المقومات التي يتوفر عليها أي منتخب عالمي،لاعبون مهرة وعلى درجة عالية من الاحتراف،شروط لوجستيكية مثالية،بحيث لم يعد الحديث عن أي فوارق بين منتخبنا والمنتخبات الأخرى المشاركة في مونديال قطر له أهمية أو جدوى.
هناك مقومات أخرى هامة جدا ستكون مؤثرة وفي صالح النخبة الوطنية وفي مقدمتها الحضور الجماهيري المغربي والعربي الذي تؤكد كل المعطيات أنه سيشكل حافزا مدعما للاعبي المدرب وليد الركراكي.
وبعيدا عن المقومات التقنية التي يتوفر عليها كل منتخب،المغرب أو كرواتيا،تحظى مباراة اليوم بمتابعة واسعة واهتمام كبير من طرف المغاربة الذين يتطلعون إلى أن تشكل هذه المباراة متنفسا لهم وجرعة أوكسجين تمنحهم شيئا من الفرحة والسعادة في ظل زمن امتد منذ تنصيب الحكومة الجديدة ويبدو أنه لا يريد أن ينتهي،زمن انفجرت فيه كل عناوين الأزمة الاجتماعية والاقتصادية وشهد ارتفاعا صاروخيا في كل أسعار المواد المعيشية، وأصاب المغاربة بلهيب واحتقان وأزمة حقيقية مست كل جوانب حياتهم.
فهل يدرك لاعبو منتخبنا الوطني أن الشعب في حاجة ماسة إلى الفرح؟
هل يدركون أن الكرة ممكن أن تخفف من تداعيات الاختناق والاحتقان بسبب غلاء الأسعار وصعوبة التكيف مع شروط هذه الحياة التي أصبحت جد قاسية وغير محتملة؟
أكيد لن نحمل لاعبي المنتخب الوطني إصلاح وضع متأزم تسبب فيه آخرون، لكن من حق هذا الشعب أن يأمل في أبنائه أن يجتهدوا وأن يكدوا من أجل صنع الفرح،فهو لم يبخل عليهم لا بالتشجيع والدعم ولا بالاهتمام والمساندة،ولم يشتك أو يحتج أو يغضب أزاء ما يصرف على المنتخب من ملايير ومن أرقام مالية خيالية،وما يصرف في تنقلات وإقامات على المشرفين عليه وعلى شؤون الكرة في زمن الأزمة الخانقة التي يكتوي بها المغاربة.
ننتظر وينتظر المغاربة عرضا كرويا يتناسب مع التطلعات، والشعب في حاجة إلى الفرح،فهل يستطيع منتخبنا الوطني في مباراة اليوم صنع هذا الفرح؟


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 23/11/2022