المغرب وألمانيا يتفقان على إطلاق الحوار الاستراتيجي متعدد الأبعاد

برلين تجدد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي كمجهود جاد وذي مصداقية

و«أساس جيد جدا» لتسوية الخلاف حول الصحراء

 

جددت ألمانيا، الخميس، دعمها لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء، التي تقدم بها المغرب في 2007، باعتبارها مجهودا «جادا وذا مصداقية» من قبل المملكة و»أساسا جيدا جدا» للتوصل إلى حل مقبول من الأطراف.
جاء ذلك خلال المحادثات التي أجرها، ببرلين، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، بمناسبة زيارته إلى برلين.
وتوجت هذه المحادثات، بإطلاق الحوار الاستراتيجي متعدد الأبعاد بين البلدين، والذي سيشكل أساسا للمضي قدما في إطار العلاقات الثنائية وسيعزز التناغم بين مختلف مجالات التعاون الثنائي، حيث من المقرر عقده مرة كل سنتين بالتناوب في المغرب وألمانيا، وذلك برئاسة وزيري خارجية البلدين.
وقد أشاد المغرب وألمانيا، بالعلاقات الوثيقة والودية القائمة بين البلدين، وكذا بالدينامية الإيجابية التي تميز العلاقة الثنائية منذ اعتماد الإعلان المشترك في غشت 2022، والذي يشكل خارطة طريق لتعزيز هذه العلاقات في جميع المجالات.

 

دعم ألماني لمبادرة الحكم الذاتي

جددت ألمانيا، الخميس، دعمها لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء، التي تقدم بها المغرب في 2007، باعتبارها مجهودا «جادا وذا مصداقية» من قبل المملكة و «أساسا جيدا جدا» للتوصل إلى حل مقبول من الأطراف.
وأكدت رئيسة الدبلوماسية الألمانية، أنالينا بيربوك، عقب محادثات أجرتها، ببرلين، مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الذي يقوم بزيارة عمل إلى ألمانيا، مرة أخرى، على «دعم ألمانيا طويل الأمد للمسلسل الذي تقوده الأمم المتحدة قصد التوصل إلى حل سياسي واقعي، براغماتي، مستدام ومقبول من الأطراف».
وبنفس المناسبة، أعرب الوزيران، مجددا، عن موقفهما المشترك إزاء «حصرية» الأمم المتحدة في العملية السياسية، مع تجديد تأكيدهما على دعم قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، والتي سجلت دور ومسؤولية الأطراف في البحث عن حل سياسي واقعي، براغماتي، مستدام وقائم على التوافق.
كما جدد البلدان تأكيدهما على دعم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، وجهوده من أجل الدفع بالعملية السياسية على أساس قرارات مجلس الأمن الأممي ذات الصلة.

إطلاق الحوار الاستراتيجي متعدد الأبعاد

اتفق المغرب وألمانيا، الخميس ببرلين، على إطلاق حوارهما الاستراتيجي متعدد الأبعاد، الذي سيشكل أساسا للمضي قدما في إطار العلاقات الثنائية وسيعزز التناغم بين مختلف مجالات التعاون الثنائي.
جاء هذا الإعلان عقب المباحثات التي جمعت ناصر بوريطة، بوزيرة الشؤون الخارجية لجمهورية ألمانيا الاتحادية، أنالينا بيربوك.
ومن المقرر عقد هذا الحوار الاستراتيجي مرة كل سنتين بالتناوب في المغرب وألمانيا، وذلك برئاسة وزيري خارجية البلدين.
وتأتي إقامة هذا الحوار الاستراتيجي في إطار الرغبة المشتركة للبلدين في تعزيز علاقاتهما السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية، وتعزيز الديمقراطية، ودولة القانون والحكامة الجيدة، وتنمية التجارة والاستثمارات، والتعاون في مجال السياسة المناخية وسياسة التنوع البيولوجي، إلى جانب الحلول الطاقية الخضراء.
وسيقوم هذا الحوار الاستراتيجي على القيم المشتركة والاحترام المتبادل، بهدف تعزيز مبادئ وأسس العلاقات القائمة بين المغرب وألمانيا، سعيا إلى الحفاظ على مصالح البلدين ذات الأولوية وتعزيزها.

إشادة بالعلاقات الثنائية الممتازة وبالدينامية الإيجابية للشراكة بين البلدين

أشاد المغرب وألمانيا، بالعلاقات الوثيقة والودية القائمة بين البلدين، وكذا بالدينامية الإيجابية التي تميز العلاقة الثنائية منذ اعتماد الإعلان المشترك في غشت 2022، والذي يشكل خارطة طريق لتعزيز هذه العلاقات في جميع المجالات.
وخلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباحثات التي جمعت بين أنالينا بيربوك، وناصر بوريطة، جدد المسؤولان الحكوميان التأكيد على إرادتهما المشتركة في تعميق العلاقات الثنائية طويلة الأمد، بغية إقامة شراكة معززة تتطلع إلى المستقبل.
وأوضح بوريطة أن العلاقة التاريخية التي تجمع بين المغرب وألمانيا تعرف دينامية جد إيجابية منذ الرسالة الموجهة إلى جلالة الملك محمد السادس من طرف الرئيس الألماني شتاينماير، وكذا الزيارة التي قامت بها إلى المغرب أنالينا بيربوك في غشت الماضي.
وأشار الوزير إلى أن جلالة الملك أصدر تعليماته قصد جعل ألمانيا واحدة من بين شركاء المملكة الإستراتيجيين ذوي الأولوية، وذلك على أساس الثقة والاحترام المتبادلين والدفاع عن المصالح المشتركة للبلدين.
ونوه الوزيران بإطلاق الحوار الاستراتيجي متعدد الأبعاد، العام المقبل، كما هو منصوص عليه ضمن الإعلان المشترك المعتمد بمناسبة الزيارة التي قامت بها بيربوك إلى المغرب في 25 غشت 2022.
وفي هذا الصدد، أوضح بوريطة أن إقامة هذا الحوار الاستراتيجي تشهد على الإرادة المشتركة بين البلدين في تعميق هذه الشراكة على نحو أكبر.
كما أشاد الوزيران بتميز العلاقات الثنائية الاقتصادية والتجارية، وجددا التأكيد على رغبتهما في تعزيزها وجعلها تنفتح على قطاعات جديدة، لاسيما قطاعات الطاقات المتجددة، والبنيات التحتية والرقمنة. وأكدا في هذا السياق، اهتمامهما المشترك بتكثيف ومتابعة هذا التعاون، قصد توسيع نطاقه وتعزيز مكتسباته.
بالإضافة إلى ذلك، شدد بوريطة وبيربوك على أهمية الشراكة الثنائية طويلة الأمد في المجال الأمني، ورحبا بتعزيز هذه الشراكة لمواصلة مواجهة التحديات المشتركة معا، لاسيما من خلال التبادلات رفيعة االمستوى.
وسلط الوزيران الضوء على التعاون الوثيق في مجال الهجرة، مؤكدين على النهج العقلاني المتبع بين البلدين في تدبير هذه القضية.
وأشار المسؤولان الحكوميان، في ذات السياق، إلى أهمية التعاون الثنائي في المجالات الثقافية والأكاديمية من أجل تعزيز التنمية البشرية والاقتصادية.
وأكد الوزيران تقاطع وجهات نظرهما حول مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية، وتعهدا بمواصلة التشاور والتنسيق، لاسيما بشأن الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل والشرق الأوسط.

وزيرة الخارجية الألمانية تؤكد ريادة المغرب في مكافحة تغير المناخ بفضل مبادرات جلالة الملك

أكدت وزيرة الشؤون الخارجية لجمهورية ألمانيا الاتحادية، أن المغرب هو بلد رائد منذ فترة طويلة بفضل مبادرات جلالة الملك محمد السادس.
وقالت أنالينا بيربوك ، خلال الندوة الصحفية المشتركة مع ناصر بوريطة، إنه من خلال إجراءاته المختلفة وهدفه الوطني الطموح للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، اعتمد المغرب أفضل المعايير في مكافحة تغير المناخ بالمنطقة.
وأضافت أن هذه الجهود تتوج بنتائج «ملموسة للغاية»، مشيرة في هذا السياق بمحطة نور للطاقة الشمسية، والتي تزود 1,3 مليون شخص بالطاقة الكهربائية النظيفة.
كما رحبت بالشراكة بين ألمانيا والمملكة في مجال التحول الطاقي، مسجلة أن التعاون بين البلدين في مجال الهيدروجين الأخضر كان محور مباحثاتها مع بوريطة.
وأكدت الوزيرة أن البلدان عازمان على العمل معا في مشاريع ضمن قطاع الطاقة المتجددة.


بتاريخ : 08/07/2023