صدر حديثا عن المركز الثقافي للكتاب (الدار البيضاء، المغرب) كتاب جديد للدكتور عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، الموسوم بعنوان: «الخطب الملكية بين رهانات القيادة وتحديات الإصلاح قراءة تحليلية لخطب الملك محمد السادس»، يتطلع المؤلف من خلاله إلى دارسة الخطب الملكية وتحليلها من زوايا نظر تاريخية وأنثروبولوجية وسوسيولوجية وفكرية، ومن منظور تحليل الخطاب.
إذ أبرز في ثنايا الكتاب أهمية هذه الخطب وضرورة الحرص على قراءتها قراءة متأنية في سبيل إغناء النقاش العمومي الجاد والموضوعي، والإسهام بوجهة نظر دقيقة تسعف على القراءة الصحيحة للحظة تاريخية معينة وفي التقليل من درجات الاحتقان السياسي والاجتماعي، وبعث خطاب الأمل والإيمان بمغرب أفضل.
وحسب المعطيات المتوفرة عن المؤلف الجديد، الكتاب يقع في 344 صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن ستة فصول، ومقدمة مطولة وخاتمة، يعالج فيها الخطب الملكية بعمق فكري وباستحضار الدراسات التي تناولت خطب زعماء وقادة العالم، معتمدا في ذلك على إبراز أن دراسات الخطب تترصد أدق التفاصيل، من طبيعة المعاني واختيار المصطلحات، إلى طريقة الإلقاء واستغراق الزمن في النطق بالكلمات إلى مساحات التوقف بين الفقرات، وتحميل الصوت لكل معاني الموضوع، من قوة واسترخاء وغيرها…، إلى ديكور المكان، وأيضا ملابس الملقي للخطاب، سواء كان ملكا أو رئيس دولة أو قائدا كبيرا، حيث ينبه العديد من الدارسين إلى معاني ودلالات ألوان الملابس، وتناسبها مع مناسبة الخطاب بين دينية ووطنية واحتفالية….وكذا ظروف الإلقاء وحركات الأيدي وقسمات الوجه وغيرها من التفاصيل.
وتجدر الإشارة إلى أن العمل نوعي بالنظر لطبيعة الموضوع الذي تناوله، والمداخل النظرية التي استند إليها المؤلف في هذا الكتاب، متسائلا عن ماذا الذي يمنع النخبة الثقافية المغربية من إنتاج قراءات تحليلية متعددة للخطب الملكية والتفكير في استخدامها كمادة دسمة وتوظيفها عند البحث في تاريخ المغرب، وفي لحظات مفصلية تهم الوضع الاقتصادي والسياسي للبلاد. ومنبها لفكرة جوهرية أن دراسي الخطب لا يتركون أي شيء للصدفة، بل كل شيء مدروس ومبرمج ومقصود ويحمل رسائل، لا سيما أن من الباحثين من يعتبرونها طريقة لممارسة السلطة والتواصل السياسي.
* كاتب وباحث مغربي.