وهذا الصباح
تنهض الحياة
ثملة من سكرات موت
البارحة..
صديقي
وقف على تلة القبر
وعلى رؤوس الأشهاد
وعلى أنقاضه هو شخصيا….
كان قد وعدها بأنه
سيكون مثلما تحتفظ بصورته في الذاكرة
مثلما تنظر إليه
معجبة به دوما
واقفا
مفوها
يعجن الكلمات في ماء قلبه
ويخلط باسمها الثرى والسحاب..
(بابا ، رفيقي وقائدي:لا تودِّعْني بغير النشيد
وإذا كان لا بد من الدموع
هيء دمعتين فقط
وأَسهبْ كثيرا في الحياة
وفي الصمود)..
لا أحد في المعزين رآه وهو يدس قلبه في التراب
لكني رأيته من بعيد
ورآه بعض المشيِّعيين
يتحدث بألف قلب عنها.
لو تأخر الموت قليلا، قال:
لو أنه بادلها الوفاء ذاته
والصراحة ذاتها
لَلَحِقتْ بقطار الثلاثين بكامل عُدَّتها:
حقيبة الأبدية ..
إنسانيتُها الطافحة
قلبها الذي يحضن العالم
العالم الذي يحضنها
أناشيد الفقراء بأصوات فلاسفة الأنوار
رفاقها الذين صادقوا الكرة الأرضية
وهم يكبرون في ظلال شجرتها الوارفة..
فلاسفة الجدلية وهم يتزاحمون في عقلها
الشاسع..
بعض الصور وقد تخطت جسر الشغب
في ساحات الجامعات
واكتفت بذراع شقيقاتها
وبِعطر الأم.
الملائكة تموت بسبب نقص في الأنسولين
الكاتب : عبد الحميد جماهري
بتاريخ : 01/11/2024