الملتقى الدولي حول التضامن المناخي بمراكش يواصل أشغاله باستعراض تجارب بلدان المنطقة

تواصلت أشغال الملتقى الدولي لشبكة مينا لاتينا حول التضامن المناخي الذي تستضيفه الشبيبة الاتحادية، المنعقد بمراكش من 22 إلى 25 مارس الجاري، تحت شعار « الأجيال الجديدة تجلب أفكارا جديدة»، بتنظيم جلسات موضوعاتية حول التغيرات المناخية والهجرة وتأثيرها على النزاعات المرتبطة بالماء والتطورات البيئية بمنطقة أمريكا اللاتينية والكرايبي وتأثيرات التغيرات المناخية والتطرف المناخي بأمريكا اللاتينية والجنوبية وبالمنطقة الأوروبية وموقع المرأة ضمن السياسات المناخية والإيكولوجية.
وأبرز المشاركون في هذه الجلسات المخاطر التي تواجهها النظم البيئية وإمدادات المياه بسبب آثار تغير المناخ على النظم البشرية والطبيعية، وحدود قدرة هذه المجتمعات على التكيف مع هذه التغيرات، والخيارات المتاحة لخلق مستقبل مستدام من خلال نهج عادل ومتكامل للتكيف معها، وكذا المبادرات التي ينبغي القيام بها من أجل استدامة التوازنات البيئية.
وأكد المشاركون أن العمل المناخي يستدعي مجهودا مترفعا عن الضغوط السياسية المرتبطة بالصراعات والمزايدات الانتخابية لأنه يتعلق بمشكل مصيري يهم استمرار الحياة على الأرض ويطرح تداعيات اقتصادية واجتماعية وثقافية للتجمعات البشرية. وفي هذا الصدد قال خيسوس إلزوندو من المكسيك « في العمل المناخي من لم يكن مشاركا في الحلول يصبح جزءا من المشكل. البيئة قضية الجميع بدون استثناء ويمكن لأي واحد أن يدفع ثمنها باهظا سواء على مستوى صحته أو أمنه أو استقراره أو موارده «.
وأشار المتدخلون في هذه الجلسات إلى أن الفئات الأكثر هشاشة بهذه المناطق معرضة بشدة لصدمات لا تحصى، سواء على المستوى الاقتصادي والاجتماعي أو الصحة العامة بسبب أزمة المناخ، التي يوجدون في واجهتها ويتأثرون بشكل غير متكافئ بالظواهر المناخية المتطرفة، مع افتقار إلى التمويل اللازم لدعم التدابير والبنية التحتية المقاومة للتغيرات المناخية. وقالت فاليريا ألفارو مشاركة من كوستا ريكا « بديهي اليوم أن أزمة المناخ هي القضية الحاسمة لعصرنا، وعلى الأصوات الشابة أن تتوجه بوضوح وإصرار نحو الضغط لتغيير السياسات وإقرار الممارسات السليمة وإرساء نظم عادلة.»
وأكدت تدخلات المشاركين على أهمية الانتقال الطاقي في إرساء أسس اقتصاد أخضر محترم للبيئة، مشددين في هذا الصدد على أن الإنقاص من الاحتباس الحراري والظواهر المترتبة عنه يستلزم زيادة حصة الطاقات المتجددة، وهو ما سيمكن من ضمان الأمن الطاقي ببلدان المنطقة عوض الاعتماد على إمدادات الطاقة غير المستقرة من الخارج .
واستعرضوا الظواهر الخطيرة الناتجة عن التغيرات المناخية التي تعانيها هذه المناطق كارتفاع مستوى البحر وموجات الجفاف الحادة والفيضانات وانجرافات التربة المدمرة والتصحر، وهي كلها أسباب ضاعفت من حدة الهجرة والتفقير. مشيرين إلى أن تأثيرات تغير المناخ أصبحت أكثر خطورة فهي تحصد الأرواح وتعطل الاقتصاد، خاصة في البلدان الفقيرة والهشة، وتتسبب في موجات للهجرة أشد من تلك التي تسببها النزاعات المسلحة.
وأكد المشاركون في هذه الجلسات أن التضامن المناخي هو السبيل الوحيد للحيلولة دون اتجاه العالم نحو كارثة محققة، مبرزين أن ابتكار حلول جديدة وعادلة لا تكتفي فقط بتأمين مصالح الدول الكبرى أو الفئات الأكثر غنى هي الوسيلة الأنجع لتفادي هذا المصير المرعب. واعتبروا أن المرأة توجد في صلب هذه الحلول التي ينبغي ابتكارها، باعتبارها توجد في واجهة الأزمة المناخية والمعاناة المترتبة عنها، مثلما تمثل عاملا لإنجاح كل الحلول المناخية.
ويشارك في هذا الملتقى الدولي ممثلون عن أكثر من 30 بلدا من الشبيبات الاشتراكية والخضراء، ويهدف إلى تكريس التحالف المناخي وتفعيل انخراط الأجيال الجديدة في ابتكار الحلول الكفيلة بمواجهة معضلة التغيرات المناخية والظواهر المتسببة في الإضرار بالتوازنات الإيكولوجية وتكريس الاستفادة العادلة من كل السياسات المتعلقة بهذه القضية المصيرية التي لا تقبل التأجيل.


الكاتب : مكتب مراكش: عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 24/03/2022