المناظرة الثانية للصناعات الثقافية تدعو إلى إرساء شراكة دائمة بين الفاعلين العموميين والخواص

دعا وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أول أمس الأربعاء بالرباط، إلى الخروج من منطق الاستهلاك السلبي في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية للانتقال إلى الإنتاج الاقتصادي.
وأكد بنسعيد، في كلمة خلال افتتاح الدورة الثانية من مناظرة الصناعات الثقافية والإبداعية، المنظمة من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل وفيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، بدعم من الاتحاد الأوروبي بالمغرب، أن المغرب، وكذا العديد من بلدان الجنوب، مستهلكون رئيسيون للصناعات الثقافية والإبداعية، لكن حضورهم يظل ضعيفا كمنتجين معترف بهم.
من جهتمها، أكدت رئيسة فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية، نائلة التازي، أن الصناعات الإبداعية قطاع واعد يتعاظم تأثيره كرافعة للنهوض بالعديد من المهن.وأضافت أن القطاع يعد رافعة للتنمية ويساهم في تعزيز الشعور بالانتماء ونسج الروابط الاجتماعية ومد الجسور بين الأمم، مؤكدة على الدور الفاعل للأعمال الإبداعية الملهمة في تشكيل وصقل شخصيات الأجيال الناشئة.
زقد ناقش دعا المشاركون في جلسة النقاش الاولى إلى إرساء شراكة قوية ودائمة بين الفاعلين العموميين والخواص في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية.
وأكد المتدخلون خلال هذا اللقاء، الذي نظم حول موضوع «الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ميزة للثقافة»، أن بروز وتطور الصناعات الثقافية والإبداعية يتطلبان «شراكة جوهرية» من أجل تحفيز الابتكار ووضع إطار عمل شامل يساهم في تعزيز النشاط الثقافي والإبداعي.
وأشاروا، أيضا، إلى أن جهود القطاعين العام والخاص في خدمة الثقافة والإبداع، ينبغي أن تكون مدعومة برؤية واضحة، ونهج استباقي، وحكامة تتلاءم مع طموحات البلدان، لاسيما في إفريقيا.
وفي هذا السياق، دعا الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، محسن جازولي، إلى توطيد الشراكة بين القطاعين العام والخاص في المجال الثقافي وفق مبدأ رابح-رابح، لاسيما في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية، موضحا أن هذا النوع من الشراكات يعد محركا للتنمية بالنسبة لجميع البلدان.وأكد أن «الدولة تعمل على مواكبة تنمية هذا القطاع ودعم الثقافة، لاسيما من خلال تثمين الموروث الثقافي المغربي، وإحداث منشآت وبنيات تحتية جديدة، وتكوين مجموع الفاعلين الثقافيين، إلى جانب التمويل المبتكر».
من جهته، أكد الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فيصل العرايشي، على ضرورة اعتماد مقاربة منهجية وشمولية في مجال الشراكات وعدم الاقتصار على الشراكات بين القطاعين العام والخاص في القطاع الثقافي. كما دعا، في هذا السياق، إلى الانفتاح على قطاعات أخرى من أجل تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية، وذلك عبر الشراكات في مجال التكنولوجيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي.
من جانبه، استعرض نائب رئيس فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية، فهر الكتاني، التحديات التي تواجه المستثمرين الخواص في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية، لاسيما في ما يتعلق بالولوج إلى التمويل، سواء تعلق الأمر بالدعم العمومي، الرعاية أو القروض البنكية.ودعا في هذا الصدد، مجموع الفاعلين إلى تشجيع ريادة الأعمال في المجال الثقافي، مشددا على أن هذا النوع من الاستثمار ينعكس بشكل جلي على المجتمع برمته، مما يتيح بناء الجسور بين الأجيال.
أما المديرة التنفيذية لمنظمة «أفريكا نو فيلتر»، موكي ماكورا، فقد سلطت الضوء على أهمية البيانات في تطوير قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية ، بالنظر لدورها الأساسي في فهم ديناميات القطاع، وتحديد فرص النمو وتوجيه السياسات والقرارات الاستراتيجية، داعية إلى الاستثمار في الشباب الإفريقي.


بتاريخ : 04/10/2024