المنتخب الوطني الأولمبي يتربع على عرش إفريقيا ويؤكد صحوة الكرة المغربية

جرد المنتخب المصري من بطولة إفريقيا لأقل من 23 سنة

 

دون المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة اسمه في سجلات المنتخبات المتوجة بكأس أمم إفريقيا لهذه الفئة، بعدما جرد المنتخب المصري، مساء أول أمس السبت من لقبه، ليعوض بذلك إخفاقه في النسخة الأولى، التي نظمت على الملاعب المغربية سنة 2011.
واحتاج المنتخب الأولمبي إلى الشوطين الإضافيين من أجل حسم الأمور لصالحه، بعدما انتهى الوقت القانوني للمباراة النهائية، التي جرت بمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، بالتعادل 1 1، ليهدي أسامة تيرغالين اللقب للعناصر الوطنية في الوقت الإضافي من الشوط الإضافي الأول.
وبوصولهما إلى النهائي، ضمن المنتخبان العربيان التأهل إلى نهائيات مسابقة كرة القدم في أولمبياد باريس 2024، برفقة منتخب مالي الذي أحرز المركز الثالث بفوزه على نظيره الغيني 4 – 3 بركلات الترجيح.
ونجح المدرب عصام الشرعي في دخول نادي المتوجين بفضل مجموعة موهوبة، غالبية عناصرها تمارس بالدوريات الأوروبية، يقودها لاعبا برشلونة الاسباني عبد الصمد الزلزولي وشادي رياض وصانع ألعاب جنك البلجيكي بلال الخنوس.
واستفاد المنتخب المغربي من دعم جماهيري هيستيري، خاصة في المباراة النهائية، حيث امتلأت المدرجات عن بكرة أبيها، وضجت بحناجر لم تبخل على أشبال بالدعم والمساندة، حتى صافرة النهاية.
وكسب المغرب من جديد رهان التنظيم، حيث جرت المباريات على ملعبي طنجة والرباط، ودارت في أجواء جيدة للغاية.
وفرض المنتخب الوطني الأولمبي سيطرته على المجموعة الأولى، التي أنهاها بالعلامة الكاملة، بعدما تغلب على غينيا 2 – 1 وغانا 5 – 1 والكونغو 1 – 0 وفي نصف النهائي اجتاز مالي بصعوبة بركلات الترجيح 4 – 3، بعد التعادل 2 – 2.
ووجدت العناصر الوطنية صعوبة كبيرة في التغلب على المنتخب المصري، الذي يشرف عليه المدرب البرازيلي روجيريو ميكالي، وصيف بطل العالم للشبان مع المنتخب البرازيلي سنة 2015، قبل أن يتوج مع أولمبي الصامبا بذهبية أولمبياد ريو سنة 2016.
وبعد عشر دقائق من انطلاق هذه المباراة، التي أدارها الحكمي الكيني، بيتر واويرو كاماكو، وجد المنتخب الوطني نفسه متخلفا بهدف محمود صابر، بعد حملة مصرية مرتدة، انتهت بتسديدة من خارج المنطقة، تابعها الحارس المغربي علاء بلعروش بعينيه فقط.
ومباشرة بعد الهدف حاول الفريق الوطني استجماع نفسه، وراهن على المهارات الفردية للاعبيه، ولاسيما العميد عبد الصمد الزلزولي، الذي تحمل ثقلا كبيرا في هذه المباراة، وصنعت مهارته الفارق، ولاسيما في الدقيقة 18، عندما قاد حملة من الجهة اليسرى، تعرض فيها لعرقلة خارج الإطار الرياضي من صاحب الهدف، محمود صابر، احتاج معها الحكم الكيني إلى تقنية الفيديو لإشهار البطاقة الحمراء المباشرة في وجه اللاعب المصري.
حالة الطرد هاته، منحت بعض الأفضلية للاعبين المغاربة، لكنها في المقابل لم تؤثر على انتشار اللاعبين المصريين فوق أرضية الميدان، حيث أظهروا شراسة كبيرة، ونجحوا في امتصاص الحماس المغربي، لاسيما بعد توقيع هدف التعادل في الدقيقة 37 عن طريق يانيس البركاوي، بعدما أحسن استقبال عرضية بلال الخنوس من الجهة اليمنى.
وضخت التبديلات التي قام بها المدرب عصام الشرعي دماء جديدة على مستوى خطوط المنتخب الوطني، ولاسيما أنس بوشواري، بديل أمير ريتشاردسون، الذي أعاد الهدوء بعض الشيء لخط وسط الميدان.
وبعدما انتهى الوقت القانوني للمباراة بالتعادل 1 – 1، لجأ المنتخبان إلى الشوطين الإضافيين، وكانت فيهما الخطورة مغربية، خاصة في ظل تراجع المنتخب المصري إلى الوراء، ورهانه على الحملات المرتدة، تاركا المبادرة للعناصر الوطنية، التي تمكنت من توقيع هدف البطولة في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الأول، من ضربة خطأ لعبها الزلزولي قصيرة نحو أسامة تيرغالين، الذي سددها زاحفة في المرمى المصري.
وجاء هذا التتويج ليؤكد قوة وإشعاع كرة القدم المغربية عربيا وإفريقيا ودوليا، على مستوى كافة المنتخبات وفي مختلف الفئات العمرية.
ونجح «أشبال الأطلس» في انتزاع تأشيرة التأهل لدورة الألعاب الأولمبية للمرة الثامنة وأعادوا بالتالي كرة القدم المغربية من جديد إلى الواجهة الأولمبية، بعد غياب عن دورتي 2016 بريو و 2020 بطوكيو.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 10/07/2023