المهنيون : كفى من تسويق الأوهام للمغاربة بالحديث عن لحوم بـ 60 أو 70 درهما للكيلوغرام

«الاتحاد الاشتراكي» تنفرد بنشر أسعار اللحوم الطازجة المستوردة

 

قال الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، الخميس، أن الحكومة تشتغل بمنهجيتين بهدف التحكم في أسعار اللحوم الحمراء، تتمثل في الحفاظ على القطيع من الأبقار والأغنام وبنائه من جديد، وكذا توفير العرض. وأوضح السيد بايتاس، خلال لقاء صحفي، عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، في معرض جوابه على أسئلة الصحفيين، أن الحكومة واعية بإشكالية اللحوم الحمراء، مستحضرا في هذا الصدد، مصادقة الحكومة على أربعة مشاريع مراسيم تهم اللحوم الحمراء، تهدف إلى توفير العرض من اللحوم الحمراء وتخفيض أسعارها.
كلام الوزير بايتاس حول ما سماه «إشكالية اللحوم الحمراء» يبقى تحصيل حاصل، ما دامت الحكومة قد اعترفت أخيرا بان هناك خصاصا كبيرا في العرض، عكس ما ظل يردده وزير الفلاحة السابق محمد الصديقي جملة وتفصيلا حين ادعى مرارا «وفرة القطيع الوطني»، وما كان يعتقد يوما أن سوء تدبير ملف «اللحوم الحمراء» إلى جانب ملفات أخرى، سيعجل برحيله من الوزارة التي أمضى على رأسها عقدين من الزمن، كاتبا عاما ووزيرا.
السؤال الذي يطرحه المغاربة اليوم: هل سيكون للإجراءات الجديدة التي ستقدم عليها الحكومة، وفي مقدمتها لأول مرة فتح أبواب السوق الوطني على مصراعيها لاستيراد اللحوم الطازجة والمجمدة، وقع ملموس على الأسعار النهائية للحوم التي تحلق اليوم بين 100 و120 درهما للكيلوغرام الواحد؟
هشام الجوابري، الكاتب الجهوي لتجار اللحوم بالجملة بالدارالبيضاء أوضح لنا في هذا الصدد أن التدابير الحكومية الجديدة، لن يكون لها وقع كبير على الأسعار الحالية، اللهم إلا إذا كانت ستساهم في استقرارها عند مستواها الحالي، وكبح جماحها كي لا تخرج عن السيطرة، وبالتالي فلا ينبغي تسويق الأوهام للمغاربة بالحديث منذ الآن عن لحوم ب 60 أو 70 درهما للكيلوغرام.
ويضيف الجوابري أن اللحوم المستوردة بجميع أصنافها (حية كانت أو مجمدة أو مستوردة) ستساهم في الحفاظ على استقرار السوق الوطني للحوم، لأن حجم الخصاص كبير جدا بالمقارنة، ولتفادي زيادات أخرى قد تكون «كارثية» لم يكن هناك خيار آخر أمام الحكومة سوى اتخاذ قرار الاستيراد لتلبية الطلب الداخلي المتزايد في ظل تراجع أعداد القطيع الوطني.
ولمعرفة مزيد من التفاصيل عن الأسعار التي قد تباع بها اللحوم المستوردة، حالما تم الشروع في العمل بدفاتر التحملات الجديدة (قيد الإعداد)، توصلت صحيفة «الاتحاد الاشتراكي» من مصادر موثوقة، إلى معلومات تفيد بأن شركات توريد اللحوم الأوربية خاصة من الجارة الإيبيرية، تقترح على المستوردين المغاربة أسعارا تتراوح بين 6.54 أورو للكيلوغرام و 7.67 أورو (أي بين 70 و82 درهما للكيلوغرام ) حيث يقترح الموردون الإسبان ثمن 6.54 أورو للكيلوغرام من لحوم الهولشتاين و 6.85 أورو للكيلوغرام من لحوم المونبليار و 7.68 أورو للكيلوغرام من لحوم «الكروزادوس» و 7.74 أورو للكيلوغرام من لحوم «الليموزين» و 7.60 للكيلوغرام من فصيلة «البلوندا» و أخيرا 7.67 للكيلوغرام من فصيلة «الهيمبرا ليموزين «. وبطبيعة الحال فإن هذه الأثمان ستنضاف إليها مجموعة من المصاريف الإضافية التي تشمل أساسا تكاليف خدمات العبور (الترانزيت) والشحن البحري والنقل الطرقي و تكاليف التخزين و التوزيع بالإضافة إلى عمولة الوسطاء، ما يعني في المحصلة أن السعر النهائي للحوم الطازجة المستوردة لن يقل عند جزار الدرب عن 83 درهما للكيلوغرام وقد تصل إلى أكثر من 90 درهما حسب النوع والجودة.


الكاتب :  عماد عادل

  

بتاريخ : 26/10/2024