الناقد عبد الفتاح كيليطو يفوز بجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية

والله إن هذه
الحكاية لحكايته

 

حصد الناقد و الأديب المغربي عبد الفتاح كيليطو ، جائزة الملك فيصل العالمية في فرع اللغة العربية و الأدب (دورة 2023) «في السرد العربي القديم والنظريات الحديثة».
وبررت لجنة التحكيم هذا الاختيار بـ « براعة كيليطو الأستاذ بجامعة محمد الخامس في الرباط في تأويل الأعمال السردية العربية القديمة بدراسات مكثفة، أحاطت بها في شتى أنواعها، وتمثله المناهج النقدية الحديثة تمثلا إيجابيا، وعمله على تكييفها بما يناسب رؤيته التي اتصفت بالجدة والطرافة، والإبداع، وتميزه بالقدرة على تقديم السرد العربي للقارئ العام بأسلوب واضح ودقيق».
وقد عرف مؤلف «أنبئوني بالرؤيا» بتخصصه في الأدبين العربي والفرنسي ، وهو من أبرز النقاد المغاربة في المنطقتين العربية و الفرنكفونية . يتميز كيليطو بأسلوبه الذي يدمج بين النقد و الحكي، ويثب فيه بين الشخصيات والأحداث التاريخية وبين اللغات و الثقافات.
ينطلق المشروع النقدي لصاحب «أتكلم جميع اللغات، لكن بالعربية» من إعادة قراءة التراث العربي في مغايراته الخطابية وأنساقه الثقافية مع تناول مقاربات تواكب النقد والأدب الحديث مع نظيره الغربي، وتناول قضايا نقدية وأدبية وخلفياتها المعرفية المعتمدة وآلياتها الإجرائية في القراءة والتحليل.
هوس الكاتب والناقد المغربي عبد الفتاح كيليطو بالتراث، يستشف من بعض كتاباته التي تفصح عن نظرة ثاقبة وثقافة واسعة بالإرث الأدبي والفلسفي للعرب القدماء، كما أن كتاباته تلازمها اللغة الواصفة في كل حين ولحظة، الشيء الذي يساعدنا على تفريع المقولات الكبرى التي تؤسس عتبة التراث في جل كتاباته.
إن أهمية أعمال عبد الفتاح كيليطو لا تكمن فقط في مكانة المتن المدروس في التراث الأدبي العربي والعالمي، بل تعيد، إضافة إلى ذلك، تشكيل المنظومة النقدية والمعرفية القديمتين، وفق رؤية مغايرة وموضوعية، وذلك باعتبار مناهج القراءة، آلياتها، أسسها، وخصائصها. لذا فقراءة أعماله تتيح إعادة بناء معرفة تراثية بإمكانها تنوير وإفادة الراهن الأدبي والفكري.
صدر للكاتب والناقد العديد من الكتب والمؤلفات باللغتين العربية والفرنسية ، نذكر منها: «الأدب والغرابة»، « من شرفة ابن رشد»، الكتابة والتناسخ» «المقامات»،» أبو العلاء المعري أو متاهات القول»، «في جو من الندم الفكري «، «العين والإبرة»، و»التخلي عن الأدب» الصادر نهاية السنة المنصرمة عن دار المتوسط. وألقى العديد من المحاضرات، وشارك في لقاءات ثقافية في المغرب وخارجه، وقام بالتدريس كأستاذ زائر بعدة جامعات أوروبية وأمريكية من بينها جامعة بوردو، والسوربون الجديدة، وكوليج دو فرانس، جامعة پرنستون، وجامعة هارڤارد.
حصل كيليطو على عدة جوائز، منها جائزة المغرب للكتاب عام 1989، وجائزة الأطلس الكبير عام 1996، وجائزة الأكاديمية الفرنسية عام 1996، وجائزة العويس في النقد والدراسات الأدبية عام 2007.


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 06/01/2023