صدر حديثا عن منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، كتاب جديد للباحث يونس مرون بعنوان «النخبة بالمنطقة الخليفية وإشكالية التحديث خلال فترة الحماية».
وذكرت المندوبية في ورقة تقديمية لهذا العمل، أن هذا المؤلف الذي يندرج ضمن منشوراتها التوثيقية، يأتي في إطار دعمها لمجهود البحث التاريخي الجاد المعزز لرصيد الذاكرة الوطنية.
وأضاف المصدر ذاته أن هذا المؤلف يتناول بين دفتيه مراحل تدرج وتطور الفكر التحديثي بشمال المغرب، في إطار مقاربة إشكالية الإصلاح والتحديث التي أفرزها احتكاك المغاربة بالأوربيين، والتي اصطلح عليها بالتحديث.
وأبرز أن الكتاب تناول لهذا الغرض نخبة المنطقة الخليفية التي كانت متمركزة أساسا في عاصمة المنطقة تطوان، وكانت بالتالي سباقة للاحتكاك والتفاعل مع التأثيرات الحضارية لشعوب البحر الأبيض المتوسط، نظرا لقربها الجغرافي من أوروبا، حيث أتيحت لها، ولنخبها خاصة، فرصة التفاعل مع الحداثة الأوروبية بشكل أكبر.
شملت مصادر البحث، حسب المصدر ذاته، أرشيف الحركة الوطنية بالشمال، وخاصة أرشيف عبد السلام بنونة الذي يضم عددا كبيرا من الملفات التي تحتوي على المئات من الوثائق باللغة العربية والفرنسية ثم الإسبانية، وهي على شكل رسائل متبادلة بين أعضاء النخبة الوطنية بالمنطقة الخليفية أو بينهم وبين زعماء الحركة الوطنية بالمنطقة السلطانية، وأيضا بينهم وبين شكيب أرسلان، الشخصية التي أثرت بشكل كبير في أفراد النخبة الوطنية بالمنطقة الخليفية.