أعلنت جمعية مهرجان الأطلس للفيلم الدولي لعموم المهتمين بالقطاع السينمائي، أنها قررت تنظيم الدورة الثالثة من مهرجان الأطلس للفيلم الدولي، ابتداء من 12 إلى 18 ماي القادم. وذلك عبر مرحلتين: مرحلة الشق العلمي والتكويني ومرحلة العرض السينمائي. وذكر بلاغ للجمعية تتوفر الجريدة على نسخة منه أن المهرجان سيوفر ثلاث ورشات مطولة لفائدة الشباب المهتم، الأولى تخص الصناعة السينمائية من الفكرة إلى العرض، والثانية تخص التوضيب والمونتاج السينمائي، والثالثة ورشة في تعلم السكريبت. كما ستعرف هذه المرحلة تنظيم ندوة فكرية في موضوع: «الطابو بين الجرأة والرقابة». وتوقيع الإصدار الجماعي الثاني للمهرجان في نفس عنوان الندوة، بمشاركة مجموعة من المهتمين والممارسين السينمائيين. أما مرحلة شق العرض السينمائي: فستعرف تنظيم مسابقتين في الفيلم السينمائي القصير، الروائي والوثائقي، ستنظر فيهما لجنتي تحكيم معينة من داخل الحقل السينمائي الدولي والوطني. إلى جانب عرض فيلمين طويلين على الهامش ومناقشتهما بحضور طاقمهما. وفقرة تجربة فنان مع مكرمي الدورة. ثم فقرة التكريم التي ستهم ثلاث شخصيات وطنية فاعلة داخل الحقل السينمائي دوليا، وطنيا، ومحليا. وخلال هذا الشق الثاني سيفعل المهرجان وثيقة شراكة مع السينما العمانية بحضور وفد رسمي يمثل الجمعية السينمائية العمانية في إطار تبادل التجارب والأفكار. وسيشهد مهرجان الأطلس للفيلم الدولي في طبعته الثالثة إلى جانب ذلك، فقرات موازية أهمها افتتاح خزانة السينمائي، وهي عبارة عن خزانة عرض مختلف الإصدارات الفنية، اعترافا بكتابها وإشعاعا لها. كما سيتم تنظيم مائدة إذاعية يومية تستضيف من حضور ومشاركي المهرجان وستبث على أثير مباشر لصفحة المهرجان وقنوات أخرى.
وأهابت اللجنة المنظمة للمهرجان الراغبين في المشاركة بأفلامهم القصيرة الروائية والوثائقية في مسابقتي المهرجان أنها فتحت باب استقبال أفلامهم إلى غاية: 15/03/2025.وذلك وفق الشروط والضوابط الآتية: إن يكون الفيلم من إنتاج السنوات 2023/2024/2025. وأن يتوفر الملف على: صورة المخرج. وملخص الفيلم. والرابط الدائم للمشاهدة.أن يبعث بالملف كاملا على البريد الالكتروني التالي: faficompetition@gmail.com. كما أخبرت المهتمين والممارسين الراغبين في المشاركة بمداخلاتهم ضمن الندوة الفكرية لتكون جزء من الإصدار: «الطابو في السينما بين الجرأة والرقابة». على أنها ستظل تستقبل مداخلاتهم إلى غاية تاريخ: 15/03/2025 كآخر أجل. وذلك قصد التفرغ لتصفيف وتنسيق مواد الكتاب الجماعي. ترسل المداخلات كاملة على البريد الإلكتروني التالي: festifafi@gmail.com.
وضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الأطلس للفليم الدولي ، ندوة علمية تحت عنوان : السينما و الطابو بين الجرأة و الرقابة ، يشارك فيها ثلة من النقاد و الأكاديميين المهتمين ، و الممارسين السينمائيين ، و ذلك يوم 17 ماي 2025 على الساعة الحادية عشر صباحا بالمركب الثقافي لمدينة إيموزار كندر، على أن تجمع المداخلات في كتاب جماعي لتكون ثاني إصدارات جمعية مهرجان الأطلس للفليم الدولي .ومن الأسئلة المقترحة والمحاور التي يتعين وضعها رهن إشارة المهتمين والمتدخلين والتفاعل معها بالدرس و التحليل و إغناء النقاش:
هل للإبداع السينمائي حدود حتى لا يسقط في المحظور؟ هل يمكن احتساب الإنتاج السينمائي المقيد عملا إبداعيا أم تنفيذا لأجندة مملاة؟ كيف يضمن المخرج لنفسه النجاة من المحاسبة ولعمله تفادي مقص الرقابة وشراسة هجوم الإعلام والمجتمع؟ ما مدى تأثير تناول السينما للطابو في تغيير مواقف شرائح المجتمع في ظل تراجع قاعات العرض، والعزوف على ارتيادها والاكتفاء بمشاهدات على شاشات الهواتف لمقاطع مسربة، مفصولة عن كلية العمل السينمائي، هذه المقاطع قد تدغدغ المشاعر، أو تنمي شعورا معاديا، أومواقف متطرفة من الأشخاص أو العمل؟
ونطالع في أرضية الندوة: انطلاقا من المفهوم الكوني/الحياتي/الإنساني للسينما، تبرز ضرورة مناقشة السينما لكل ما له علاقة بطبائع المجتمعات وبناء على كون كل مجتمع له أعراف تحددها العقيدة والقانون، مما يتشكل عنه صنفان متناقضان في المعاملات، لهما علاقة مع ما يجوز وما لا يجوز. سنقف عند ما لا يجوز لنعبر عنه بالطابو، لأنه كائن يفرض وجوده من وراء حجاب، لكنه ليس متاحا أمام الجماعة، وهذا ما يطرح إشكالا سينمائيا: كيف للسينما التطرق إلى ما يخص الفرد بعيدا عن العلن؟ خاصة وأن السينما تخاطب الجمهور جماعة. يحدث ان هذا الأخير يطالب بمزيد من الإبداع ويلزم المخرج وكل متدخل في بناء المشهد السينمائي المصور باستحضار اللمسة الفنية المناسبة المعبرة بكثير من الرمزية والإيحاء غير المباشر، مما يخلق مقصا للرقابة مهمته ردع مطلق للإبداع: مقص المجتمع جمهورا وإدارة. تعد الجرأة سلاحا يتزود به مقتحم الطابو، ليبني مبرراته الواقعية، معللا بنقل الواقع ومغيبا للبحث عن الحل ومناقشته وبين هذا وذاك يأتي الإبداع وسيلة للتعبير، للتغيير، للتفكير، ووسيلة للانتفاضة …
حيث تعد السينما شكلا راقيا من اشكال الإبداع، ونمطا موحدا لرد الفعل الجماعي، نعم تتناول في موضوعاتها العام والخاص، والمفتوح للنقاش والمسكوت عنه، وهذا المسكوت عنه هو نفسه الطابو الديني، السياسي، الاقتصادي، والاجتماعي … وغير كل ذلك مما يرتبط بحياة كل مجتمع على حدة، وكل مجتمع – كما سبقت الإشارة – تحكمه ضوابط عقائدية قانونية وعرفية تنظم سلوكات وعلاقات أفراده وجماعاته.