النصيري.. القطعة الإستراتيجية في مخططات الركراكي

إذا كان المنتخب المغربي لكرة القدم بلغ الدور ثمن النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم في قطر، فإنه يدين بذلك بنسبة كبيرة إلى «القطعة الإستراتيجية» قلب هجومه يوسف النصيري في «رقعة» مدربه وليد الركراكي.
«كل لاعب له دور محدد في الفريق، هناك لاعبون يضحون وكنت أود أن تتحدث عن المهاجم (يوسف) النصيري، الذي يقوم بمجهود رائع ولا يعرف قيمته سوى المدربين من المستوى العالي في كرة القدم». كان هذا رد الركراكي على سؤال لأحد الصحافيين حول الدور الكبير للاعبي الوسط سفيان أمرابط وسليم أملاح في إنجاز المغرب.
وعانى النصيري من انتقادات لاذعة هذا الموسم، في ظل تراجع مستواه بعد تعافيه من إصابة. حيث فشل في فرض نفسه مرة أخرى في تشكيلة الفريق الأندلسي، الذي يفضل عليه رافا مير، كما أن النتائج المخيبة للأخير الذي يحتل المركز الثامن عشر في الليغا ألقت بظلالها على «الأسد المغربي».
ودافع الركراكي عن النصيري قبل المونديال، بعدما ارتفعت الأصوات مطالبة باستبعاده من التشكيلة الأساسية ومنح الفرصة لعبد الرزاق حمد الله.
وأكد المدرب حتى قبل إعلان التشكيلة الأولية أن النصيري سيكون في المونديال. وكان يدرك جيدا ما يقوله، فالمهاجم المولود في الأول من يونيو 1997 في مدينة فاس، أبلى البلاء الحسن حتى الآن في قطر.
ففي المباراة الأخيرة ضد كندا، كان سببا في افتتاح منتخب بلاده للتسجيل، عندما ضغط على حارس المرمى ميلان بوريان، وأرغمه على مراوغته حيث طالت عنه الكرة ليلعبها زياش ساقطة داخل المرمى الخالي (4). ثم سجل الهدف الثاني عندما انسل خلف الدفاع الكندي، إثر تمريرة رائعة من حكيمي، أنهاها بتسديدة قوية من داخل المنطقة إلى يسار الحارس (23)، ثم سجل هدفا ألغاه الحكم بداعي التسلل (45+3).
وقال الركراكي: «لا يقدر موهبة النصيري إلا مدربون أمثالي، إنه موهبة ولاعب من طراز عالمي، ينفذ ما أطلبه منه، لذلك حافظ على مركزه الأساسي ليس معي فحسب، بل مع من سبقني من مدربين، إنه لاعب لا غنى عن خدماته في التشكيلة».
هو خريج أكاديمية محمد السادس، التي تعني بالمواهب الصغيرة، وضرب بقوة في المباريات الثلاث لأسود الأطلس في مونديال قطر، توجها في المباراة الأخيرة ضد كندا بهدف هو السادس عشر له في 53 مباراة دولية، وبات أول لاعب مغربي يسجل في نسختين متتاليتين، بعدما كان هز شباك إسبانيا في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات في نسخة روسيا 2018.
وتساوى النصيري مع عبد الرزاق خيري وصلاح الدين بصير وعبد الجليل هدا كاماتشو، الذين سجل كل منهم هدفين في العرس العالمي.
وأكد النصيري أنه «فخور» بتسجيله في نسختين مختلفتين بكأس العالم، بعدما سجل في مرمى إسبانيا بمونديال 2018، ثم كندا في النسخة الحالية.
وأضاف «أهدي هذا الإنجاز لعائلتي وكل من ساندني، كنت أول من تعرض للانتقادات والتشكيك في قدراتي، لكن الحمد لله النتيجة ظهرت وأثبتت للجميع أنني أستحق اللعب للمنتخب».
وتابع «بعض من انتقد انضمامي للأسود، يشيد الآن بقدراتي وفاعليتي مع المنتخب المغربي. أنا لا أكثرت بالانتقادات باستثناء البناء، لأنني أرغب في التطور والتحسن، لكنني أعمل بجد واحترافية من أجل إثبات قدراتي والرد على الانتقادات في أرضية الملعب، من خلال الجهد الذي أبذله والأهداف الحاسمة التي أسجلها».
وأردف قائلا «ثقة المدرب (الركراكي) أعطتني زخما كبيرا والحمد لله لم أخذله حتى الآن. سنواصل العمل بهذه الطريقة والأهم هو مواصلة تخطي الأدوار، حتى نبلغ أبعدها ونكتب تاريخا جديدا للمنتخب الوطني».


بتاريخ : 06/12/2022