إشراك موزمبيق وجنوب إفريقيا في المؤامرة
في خطوة استفزازية جديدة، أقدم العسكر الجزائري، أول أمس السبت 23 نونبر 2024، على استضافة الدورة الأولى لما أطلقت عليه آلتهم الدعائية مؤتمر «يوم الريف»، وذلك إمعانا في مساعيه العدائية ضد الوحدة الترابية للمغرب، الأمر الذي اعتبره مراقبون تصعيدا خطيرا و»إعلان حرب» صريح.
وقد عرف هذا المؤتمر، الذي نظمته المخابرات الجزائرية بفندق ليغاسي بالجزائر العاصمة، حضور مسؤولين من جنوب إفريقيا (الوزير المنتدب غانيف هندريكس) والموزمبيق (رئيس حزب بيمو الموزمبيقي يعقوب سي بندي)، فضلا عن بعض زعماء البوليساريو وبرلمانيين جزائريين. وهو ما يكشف أن الجزائر وفية لهوسها القديم بالمغرب، ما دامت تعبئ حلفاءها في إفريقيا من أجل دس الحصى في حذاء المملكة، كما ظلت تفعل طيلة أكثر من خمسين سنة.
لقد انهزم حكام الجزائر أمام ديناميكية «مقترح الحكم الذاتي في الصحراء» الذي حاز على دعم القوى الكبرى، بمن فيها واشنطن وباريس ومدريد، ولم يتبق أمامهم مع انفضاح مخططاتهم التوسعية ضد المغرب، إلا البحث عن «مخطط آخر» للإلهاء والاستنزاف، حيث حاولت المخابراته الخارجية الجزائرية، خلال سنة 2017 ، توظيف حراك الريف بإعطائه بعدا سياسيا، بل العمل على تمويل تنظيم مسيرة بروكسيل لتخليد الذكرى 101 لإعلان جمهورية الريف المزعومة. بل إن الجزائر، وإمعانا منها في محاولات خلق القلاقل لجارتها الغربية، جندت بعض «المغرر بهم» من أجل تأسيس حزب يدعو إلى انفصال الريف (الحزب الوطني الريفي)، وفتح تمثيلية له في العاصمة الجزائر، تحت مسمى «مكتب تمثيلية الريف بالجزائر»، بل الإقدام على إحياء الذكرى 60 لوفاة الأمير الخطابي، والذكرى 100 لتأسيس جمهورية الريف، في السادس من فبراير 2023!، والأدهى هو تنظيم سفريات لممثلي انفصاليي الريف إلى البرلمان الجنوب إفريقي، وتنظيم لقاءات مع أعضاء من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وأحزاب أخرى باسم «جمهورية الريف»!
احتضان حكام الجزائر لمؤتمر «يوم الريف» يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن قصر المرادية غاضب من تراجع النفوذ الدبلوماسي للجزائر في جميع أنحاء القارة، فضلا عن اتساع عزلتها الإقليمية رغم الجهود التي بذلتها من أجل عرقلة النجاح المغربي وقوة مقترحه في الصحراء ومقاربته الاقتصادية في إفريقيا، وليس أدل على ذلك من محاولة إحياء مشروع خط أنابيب الغاز عبر الصحراء لعرقلة مشروع خط الأنبوب المغربي النيجيري، ثم التخطيط لإنشاء مناطق تجارة حرة مع النيجر ومالي لمواجهة مبادرة المغرب الأطلسية؛ وأخيرا سعي النظام الجزائري إلى إنشاء اتحاد مغاربي (الجزائر، تونس، ليبيا) بدون المغرب، وهو الاتحاد الذي يعرف الجميع أنه هش ولا يقوم على أي قاعدة صلبة، اللهم إلا محاولة إرضاء «النيف الجزائري» مقابل بعض الترضيات الاقتصادية!
لا يخفى على أحد أن الجزائر، التي فشلت في تحقيق الريادة الإقليمية على حساب المغرب، تطمح من خلال احتضان مؤتمر «يوم الريف» إلى خلق نزاع آخر للمغرب، من خلال دعم «شعب الريف» لإطالة أمد العداء مع المغرب، ومنعه من إعادة فتح قضية الحدود الشرقية التي لم يتم حلها بعد، فضلا عن محاولة الزج بالمغرب في نزاع عسكري، هو آخر ما تبقى للنظام الجزائري المعادي، من أجل الإبقاء على رأسه مرفوعة أمام هزائمه الديبلوماسية المتتالية.