النَّشِيدُ الثَّانِي مِنْ كِتَابِ المَوْتِ

 

المَوْتُ
اسمُ وَرْدة
خَذَلتْ قَلْبَ شَاعِر
عِنْدَ مُنْعَطَفِ الْحَياة
الضَّيق
الموْتُ
نِهايَةُ قَصِيدَة
جَسَدٌ عَلى بَياض

* * *
أَمامَ المِرْآةِ
أَرْمِي عَنِّي مِعْطَفِ الحَياة
وَ أَدْخُلُ حِضْنَ المَوْت
بِكامِلِ الحَنُوطِ

* * *
مُسْرِعًا
أَعْبُرُ شارِعَ الحَياة
ضَاحِكَةً عَلى الرَّصيفِ الآخَر
تَنْتَظِرُنِي رَفيقَتِي الجَميلَة
المَوْتُ

* * *

بَيْنَ وَجْهِك والمرآة
أطْفُو كَغَرِيق
وَالسَّمَاءُ تَتْلُو نَشِيدَ
المَوْتِ
* * *
فِي يَدِ المَوْتِ
كَأنِّي بَعْضُ مَاء
ضَمَّتْهُ المِرْآةُ
فَصَارَ غَيْمَةً مُتْعَبَة

* * *
اشْرَبْ قَهْوَتَكَ بِسُرْعَة
أَيُّها المَوْتُ
كَيْ نَذْهَبَ عَمِيقًا
في اللَّيْلِ
كَأَيِّ صَدِيقَيْنِ
* * *
المَوْتُ يَتَنَزَّهُ
جِوَارَ بُحَيْرَةِ الْقَلْبِ
يَبْتَسِمُ لِلْغَرْقَى
وَ يُلَوِّحُ بِعُشْبَةِ الْوَقْتِ
لِلْجَالِسِينَ عِنْدَ الضِّفَاف

* * *
رُفْقَةَ الْمَوْتِ
أَرَى الوُجُوهَ عَارِيَّةً
كَطِفْل يُجِيدُ لُعْبَةَ
الأَقْنِعَة
* * *
أَنْتَظِرُ فَقَط
أَنْ يَلْتَقِطَ المَوْتُ الطُّعْمَ
كَيْ يَجْمَعنا
خَلْفَ بَاب الأَبد
سَرِيرٌ مِنْ تُراب
* * *
جِوَارَ خَرِيرِ نَهْرِ
الْحَياةِ
أَسْمَعُ بِوُضُوح
نِدَاءَ المَوْتِ

* * *
أَقْصَى الْعُزْلَةِ
أَنْ تَمُوتَ
دُونَ أَنْ تُلَوِّحَ لِأَحَد
* * *
قَرِيبًا مِنَ اللَّيْلِ
يَتْرُكُ النَّهَارُ
حِذَاءَهُ المَمْلُوءَ بِالْحَصَى
وَ يَمْضِي كَأَيِّ غَرِيب
* * *
قَرِيبًا مِنَ المَوْتِ
كَأَيِّ طِفْل مُذْنِب تَفْرِكُ
أَصَابِعَهَا الْحَيَاة
إشارة
النشيد الأول سبق
نشره بعنوان : تَحْدِيقٌ فِي وَجْهِ المَوْتِ .


الكاتب : ابراهيم قازو

  

بتاريخ : 23/03/2018