نبحر في هذه السلسلة طيلة هذا الشهر المبارك من خلال تناولنا لبعض أبرز اللحظات التاريخية والمحطات النضالية والمعارك الحامية التي وقعت في مثل هذا الشهر المعظم من السنوات الماضية يوما بيوم حيث تثير هذه الوقائع شهية الفضول المعرفي للاطلاع على وقائع تاريخية حاسمة نظرا لتداخل العديد من الأحداث الإسلامية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية … لعبت فيها شخصيات بارزة دورا أساسيا، أحداث شاءت الأقدار أن تحصل خلال شهر رمضان .
وقد اعتمدنا في ذلك على مجموعة من المراجع والوثائق والمصادر… وكل رمضان وأنتم بخير
يوم التاسع من رمضان 1326 هـ / 1908 القيصر النمساوي فرانك جوزيف الأول يعلن ضم بلاد البوسنة والهرسك ذات الأغلبية المسلمة إلى بلاده بعد ثلاثين عاما من احتلالها من قبل الدولة العثمانية التي كانت تحتها البوسنة والهرسك وذلك في إطار خطة تقسيم أملاك الدولة العثمانية ن فانفجر الصراع عندما قررت النمسا ضم البوسنة والهرسك إليها وكان هذا الأمر يعني إبعاد المليون كردي عن وطنهم الأم إبعادا أبديا وضمهم إلى الملايين الخمسة من الصربيين الخاضعين لإمبراطورية النمسا، فأعلنت روسيا التي تعتبر نفسها الأم لشعوب البلقان التعبئة العامة، لكي تحتفظ بهيبتها، فبدت الحروب وشيكة الوقوع غير أن النمسا عرضت تقديم تعويض مالي للسلطان الاسمهدي عن ممتلكاته في البوسنة والهرسك على أن تقبل الدول الأوربية الاعتراف بما حدث إلا أن الروس راوغوا في قبول هذا الاقتراح فهددت ألمانيا روسيا… لم يكن جنود الصرب في مواجهة النمسا، فأقر هذا الأخير ضم النمسا للبوسنة والهرسك وبدلك انتهت الأزمة التي هزت النظام القائم في أوربا هزا عنيفا بانتصار التحالف الألماني النمساوي.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1332 هـ / 1914 م ألمانيا تعيد الحرب على روسيا أثناء الحرب العالمية الأولى حيث تسببت في تفشي الفقر والدمار في روسيا، كما مهدت الطريق لنشوب ثورة أكتوبر الشيوعية التي استولى فيها البلاشفة على الحكم في روسيا ن وفي عام 1909 م تعهدت روسيا الدفاع عن السيادة الصربية مقابل السكوت على الاحتلال الروسي للبوسنة، فقامت روسيا بتحريك قواتها نتيجة ضغوط الجينرالات الروس للدفاع عن الصرب وطلبت ألمانيا من روسيا عدم تحريك القوات وأن تتراجع القوات الروسية عن حالة الاستعداد، ولما لم تمتثل روسيا للمطالب الألمانية أعلنت الحرب على روسيا ولحقتها بإعلان آخر ضد فرنسا، ولم يستطع الجيشان الألماني والنمساوي مواصلة هجومهما ضد روسيا الثلاثية نظرا للأوضاع السياسية الغير مستقرة بموسكو وباقي المدن وبالتالي فقد تم التخلي عن توسيع العمليات العدوانية بجنوب البلاد السوفياتية مما أدى إلى تراجع الجيش الأحمر عن فرصفيا في عام 1920م من مساعدة بولونيا بتوجيه ضربة حاسمة للسوفيات وقد عاشت أوربا وسط ذكريات مريرة بسبب الحرب الماضية وبالتالي كان عليهم الاستعداد لجو الحرب المقبلة.
التاسع من رمضان 1382هـ / 1953م الجمعية العامة لقوى الأمم المتحدة تعلن موافقتها على زيادة أعضاء مجلس الأمن الدولي من 11 إلى 15 عضوا، ويتولى مجلس الأمن بموجب الميثاق المسؤولية الأساسية على السلامة والأمن الدوليين وادا ما رفعت إلى المجلس شكوى تتعلق بخطر يتهدد السلام يبادر عادة إلى تقديم توصيات إلى الأطراف لمحاولة التوصل إلى اتفاق بالوسائل السلمية، وفي بعض الحالات يقوم بنفسه للتحقيق والوساطة ، كما يجوز له أن يعين ممثلين خاصين أو يكتب إلى الأمين العام أن يرفع ذلك أو يبدل مساعيه الحميدة ن كما يجوز له أن يضع مبادئ من أجل تسوية سلمية وعندما يفضي نزاع ما إلى القتال يكون شغل المجلس الشاغل إنهاء ذلك في أقرب وقت ممكن، وفي مناسبات عديدة أصدر المجلس تعليمات لوقف إطلاق النار كانت لها أهمية حاسمة في الحيلولة دون اتساع رقعة الاقتتال ويجوز للمجلس أن يقرر اتخاذ تدابير أو عقوبات اقتصادية مثل عمليات الحضر التجاري أو اتخاذ إجراء عسكري جماعي.
خلال التاسع من رمضان لسنة 1415هـ / 1995م روسيا تنظم انتخابات رئاسية في الشيشان حيث تم انتخاب رئيس مجلس السوفيات الأعلى السابق في جمهورية انكوشيا دوكوزاباييف رئيسا للجمهورية الشيشانية، وقد اعتبر الشيشانيون الانتخابات التي دعا إليها فلاديمير بوتين باطلة حكما ، لأنها قائمة في ظل الاحتلال ووجود 75 % من المدنيين خارج بلادهم كلاجئين، وطلب الشيشانيون بإيقاف الحرب ومن تم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإشراف دولي، حيث أعلن الشيشانيون أنه سبق وأجرت الحكومة الموالية لروسيا استفتاءا في البلاد حول الفيدرالية الروسية وقامت بتزوير النتائج من 9 % إلى 69 % إلى الدين يرغبون في البقاء تحت الحكم الروسي، وجاءت ردود الفعل متتالية وسريعة من خلال العمليات ضد القوات الروسية في الشيشان، ووصف الشيشانيون الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بأنها فاقدة لأي قيمة سياسية ومفرغة من شرعيتها، والانتخابات الحقيقية يمكن أن تجري بعد عودة جميع أبناء الشيشان إلى بلادهم .